الواشنطن بوست: بداية المحادثات عن السلام في سوريا

39
يري الكاتب الإمريكي ‘إجانتيوس’ أن الدعم الروسي لخطة السلام في سوريا والذي توصل إليه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري خلال زيارته لروسيا، إن لم يكن إنجازا عظيما، فهو علي الأقل يمثل بداية.  ويضيف ‘لقد أدركت الولايات المتحدة وروسيا أن التفاوض من أجل الانتقال السلمي للسلطة في سوريا، أفضل من التقاتل حتي الموت، الذي من شأنه أن يزعزع الاستقرار في المنطقة ككل، وهو أفضل بلا شك، ولكنه من غير الواضح أي الفصيليين سيشارك في هذا التغيير هل الجماعة العلوية المساندة للرئيس بشار الأسد؟ أم السنة الجهادية التي تمثل العمود الفقري للمعارضة؟.
يبدو أن المباحثات بين كيري ولافروف –نظيره الروسي- انتهت إلي صيغة أميركية روسية مشتركة، والتي عبر عنها أحد المسؤولين الأميركيين، ‘أن الأسد سوف يتنحي، كجزء من العملية السياسية بمجرد أن يتم تشكيل حكومة انتقالية’ وبعبارة أخري ‘إن رحيل الأسد سيتم من خلال إجراءات عملية، ولكن لن يتم كشرطا مسبقاً’ وقد أعلنت روسيا دعمها الكامل لتلك الخطة، بل وأضافت إنها ستبذل مساعيها في ترشيح بعض السوريين في حكومة سوريا ما بعد الأسد’.
انتهي الأمر بالتعهد الذي قاله كيري وهو واقف بجوار لافروف ‘لقد تأكد التزامنا بالتسوية عن طريق التفاوض كوسيلة لإنهاء إراقة الدماء’
يعود إغانتيوس ليتساءل حول آلية التفعيل لهذا الوعد، فهل ستسمح الولايات المتحدة لإيران بحضور المؤتمر الدولي للسلام، كما يُرجح أن تحث روسيا لذلك؟ إن الموقف الأمريكي الرسمي يرفض بوضوح حضور إيران، ولكن يتوقع إغانتيوس ‘أن الرئيس أوباما سوف يتساهل إذا بدي أن وجود إيران سوف يلعب دوراً في خلق تسوية أكثر دواماً للتوترات الحادثة في المنطقة’.
فيما أعرب لافروف بشكل غير مباشر يوم الثلاثاء ‘هل ستضغط روسيا علي كل من الأسد وإيران لإرغامهم علي قبول واقع أن نظام الأسد انتهي؟ وأضاف ‘نحن لا نرضي عن مصير بعض الأشخاص’.
وقد تحدث لافروف مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، وهو شخصية برجماتية، وقد يكون لاعباً أساسياً في المرحلة الانتقالية وقال ‘أنهم يشكون في المعلم أو أي شخص آخر يلقي قبولاً من المعارضة، أن يُمكن النظام للمتشددين’.
إن خطة السلام ‘الأمريكية- الروسية’ تراهن علي أن يحكم ‘المعتدلون’ البلاد، ولكن في ظل المأساوية المستمرة عند آخرين كثيرين في الشرق الأوسط، فقد ثبت أن هذا الراهان في غير محله، ولكي ينجح هذه المرة، فإن الولايات المتحدة وروسيا مضطرة لتمكين بعض القوي الإقليمية أو الدولية التي يمكنها الوقوف بين الفصيليين المتقاتلين بعد بدء المرحلة الانتقالية والحد من القتل.
وحيث أنه أخيراً قد بدأ ظهور فصيل من الثوار المعتدليين وراء الجنرال سالم إدريس، قائد المجلس العسكري الأعلي، وهو يأخذ مواقف مسئولة – سحب قواته لمنع هجمات انتقامية بعد مجازر الأسبوع الماضي من السُنة في القري الساحلية، كما عرض إدريس أيضاً التفاوض مع النظام، وقبل الاجتماع مع الروس، وحماية الطائفة العلوية – وكذلك التخلي عن الأسلحة الكيميائية.
بيد أن التحدي الذي يواجه إدريس هو إظهار قدرته علي العودة لهذه المواقف المعقولة مع قواته العسكرية العتدلة وليس مع الجهاديين، وأن يعقد توازن قوي بين الثوار.