انتقادات للدول الغنية للتقاعس عن مساعدة اللاجئين السوريين

49

تُطلق الأمم المتحدة لاحقا هذا الشهر نداء استغاثة جديد لمساعدة اللاجئين السوريين، وهو النداء السادس من نوعه منذ بدء الأزمة السورية.

وأعربت مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين عن قلقها إزاء تفاقم محنة 3.2 مليون لاجئ سوري يتوزعون في دول الجوار، وأكدت  أهمية تحمّل المجتمع الدولي جزءا من الأعباء.

وحذر المتحدث الإقليمي باسم المفوضية، محمد أبو عساكر، من التقاعس عن تقديم المساعدة لأن الأزمة “تلقي بظلالها على جميع دول العالم”.

وأعرب أبو عساكر عن أمله في أن تُبقي دول الجوار حدودها مفتوحة أمام تدفق المزيد من اللاجئين الفارّين من العنف الدائر في سورية.

منظمة العفو “مصدومة” لرفض الدول الغنية استضافة مزيد من اللاجئين

من جانب آخر، أبدت منظمة العفو الدولية الخميس “صدمتها” إزاء عدد اللاجئين السوريين الذين وافقت الدول الغنية على استقبالهم والذي “يرثى له” وتركها الدول المجاورة لسورية والتي تفتقر للإمكانيات تتحمل العبء الأكبر لهذه الأزمة.

وقالت المنظمة الحقوقية في تقرير نشرته قبل أيام من موعد انعقاد مؤتمر للمانحين في جنيف في 9 الجاري إن “حوالى 3.8 مليون لاجي من سورية تستضيفهم بشكل أساسي خمس دول هي تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر”.

وأضافت “فقط 1.7 في المئة من هذا العدد الإجمالي تمكن من الحصول على ملجأ في بقية أنحاء العالم”.

وإذ لفتت المنظمة إلى أنها تعتبر أن المجتمع الدولي “وفر أعدادا يرثى لها من الأماكن لإعادة توطين” للاجئين السوريين، أكدت أن دول الخليج وروسيا والصين لم تعرض توفير أي من هذه الأماكن للاجئين سوريين.

وباستثناء ألمانيا فإن الاتحاد الاوروبي بأسره لم يؤمن إعادة توطين سوى 0.17 في المئة من اللاجئين الموزعين على الدول الخميس المجاورة لسورية.

وقال شريف السيد علي مدير برنامج اللاجئين والمهاجرين في المنظمة إن “هذا الاختلال في التوازن يصدم فعلا”.

غياب عروض إعادة التوطين من جانب دول الخليج

وأضاف أن “الغياب التام لعروض إعادة التوطين من جانب دول الخليج معيب فعلا”، مشيرا إلى أن “الروابط اللغوية والدينية يجب أن تضع الخليج في مقدمة الدول التي توفر ملاذا آمنا” للاجئين السوريين.

وأعربت المنظمة عن أسفها لأن يكون تحمل الدول المجاورة لسورية عبء العدد الأكبر من اللاجئين السوريين يضع هذه الدول تحت ضغوط هائلة لا طاقة لها على تحملها.

ودعت المنظمة إلى إعادة توطين 5 في المئة من اللاجئين السوريين بحلول نهاية 2015 و5 في المئة أخرى في العام التالي.

وأضافت أن هذا سيتيح استضافة كل اللاجئين الذين صنفتهم الامم المتحدة مؤهلين لإعادة التوطين وعددهم حوالى 380 ألفا وهم بالدرجة الأولى أشخاص يعانون من أوضاع بالغة الهشاشة ولا سيما منهم الأطفال والناجون من التعذيب.

وأكد السيد علي أن “الدول لا يمكنها أن تكتفي بدفع أموال نقدية لكي تشعر براحة الضمير وتغسل أيديها من هذه المسألة”، مشددا على أن “أولئك الذين لديهم الإمكانيات الاقتصادية عليهم أن يقوموا بدور أكبر”.

وكانت الأمم المتحدة طلبت في نهاية تشرين الأول/أكتوبر من المجتمع الدولي دعما ماليا ودعت الدول غير المتاخمة لسورية إلى فتح أبوابها أكثر أمام اللاجئين، الأمر الذي ما زال الاتحاد الأوروبي يمتنع عنه.

 

المصدر: راديو سوا/وكالات