انهدام جسر العبور وارتفاع منسوب مياه نهر العاصي يزيد من معاناة سكان مخيم “الشيخ عيسى” غربي إدلب 

46

شهدت الآونة الأخيرة ارتفاع منسوب مياه نهر العاصي الذي يمر بالقرب من تجمعات سكنية ومخيمات في ريف إدلب الغربي، بسبب غزارة مياه الأمطار وفتح السدود على النهر، ما يتسبب بتهديد بعض المخيمات الواقعة على ضفاف النهر بالغرق وخروج سكانها منها.

ويعد مخيم “حمام الشيخ عيسى” واحدًا من بين هذه المخيمات الذي يضم عدة عائلات نزحت خلال فترة التصعيد الأخيرة من ريفي حماة وإدلب، وقد عانى سكان المخيم جراء وصول مياه النهر لمسافة قريبة من خيامهم، وفي شهادته للمرصد السوري لحقوق الإنسان تحدث أحد سكان المخيم قائلاً: في كل عام يتم فيها فتح سد “القرقور” في سهل الغاب، يرتفع منسوب مياه نهر العاصي، وتتأثر جميع المخيمات الواقعة على أطرافه، في الأيام القليلة الماضية وصلت مياه النهر إلى الخيام وبدأت ترتفع تدريجيًا، تم إخلاء المخيم بالكامل ليومين متتاليين وتشرد السكان في أماكن مختلفة ما سبب معاناة إضافية لهم.

ويعاني سكان المخيم من الانعزال عن القرى المجاورة، بسبب انهيار الجسر الذي يربط المخيم مع القرى الشرقية، وذلك بسبب قوة مياه النهر بعد ارتفاع منسوبها في وقت سابق، وللجسر أهمية كبيرة لدى المدنيين فهو يعتبر صلة وصل وعبور بين الطرفين الشرقي والغربي، وانهياره شكل عبء كبير على الكثير من المدنيين.

ويضم مخيم “حمام الشيخ عيسى” قرابة 100 عائلة نازحة من منطقة ريف حماة الغربي وإدلب الجنوبي، تعيش في ظروف صعبة من شح في المواد الأساسية وغياب الخدمات بشكل كامل، وعدم وجود جهات راعية له، ومن أكثر المشاكل التي يعاني منها سكان المخيم حاليًا هو الخيام القديمة التي شيدت منذ سنوات، ونقص كبير في مواد التدفئة مثل الحطب والفحم وغيره، حيث تعتمد الكثير من العائلات على حرق النفايات والألبسة والبيرين للتدفئة وهي مواد غير صحية، كما لا يزال هناك تخوف من انجراف المخيم في حال حدوث موجة أمطار جديدة.

وما يزيد قسوة الحياة للعائلات في هذه المنطقة، هي صعوبة ومخاطر التنقل بين طرفي النهر عبر طوافات مائية، يشرف عليها شبان، فلا تكاد تقطع بضع مئات من الأمتار حتى تجد عبارة، وأصبحت مهنة يمتهنها العديد من الأشخاص لكسب المال.

ولهذه العبارات مخاطر كبيرة فهناك العديد من المدنيين من نساء وأطفال وكبار في السن تعرضوا للسقوط عنها نتيجة عدم ثباتها على الماء وغالبيتها مصنعة من براميل معدنية ومواد بدائية وخشب وإطارات وغيرها من المواد، وتشكل خطرًا كبيرًا على الذين يستقلونها، في ظل غياب حل آخر يقصر المسافات بين المناطق.