انهيار هدنة الزبداني

23

أعلنت حركة “أحرار الشام” السورية المعارضة اليوم إن “وقفا لإطلاق النار مع الجيش السوري و”حزب الله” في بلدة وقريتين شيعيتين انتهى”.
وقال المتحدث باسم الحركة أحمد قره علي إن تحالفا لجماعات معارضة بدأ تصعيد العمليات العسكرية.

وكان وقف إطلاق النار صمد منذ صباح يوم الأربعاء في بلدة الزبداني قرب الحدود مع لبنان وقريتين شيعيتين في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا.

وقالت مصادر من الجانبين إن المحادثات استهدفت تأمين انسحاب مقاتلي المعارضة من البلدة وخروج المدنيين من القريتين.

ولم يرد تعليق فوري من حزب الله أو الجيش السوري. وكانت الحركة تقود المفاوضات نيابة عن مقاتلي المعارضة.

وقتل خمسون شخصاً على الاقل في دمشق وريفها الاربعاء جراء غارات جوية شنتها قوات النظام السوري على مناطق في الغوطة الشرقية وسقوط قذائف على احياء عدة في العاصمة، تزامناً مع دخول هدنة مدينة الزبداني حيز التنفيذ.

من جهة اخرى، تسبّبت ضربات جوية للاتئلاف الدولي بقيادة اميركية استهدفت مستودعا لفصيل اسلامي في شمال غرب البلاد بمقتل 18 شخصاً بينهم ثمانية مدنيين، فيما احصى “المرصد السوري لحقوق الانسان” مقتل 31 ضابطاً من قوات النظام و33 عنصراً من تنظيم “داعش” في المعارك المستمرة بين الطرفين منذ الاحد في محيط مطار عسكري في شمال البلاد.

في ريف دمشق، نفذت طائرات حربية تابعة لقوات النظام غارات عدة استهدفت مناطق في غوطة دمشق الشرقية وتسببّت وفق المرصد، بمقتل 37 مدنيا بينهم اربعة اطفال واصابة اكثر من 120 آخرين بجروح.

وجاءت الغارات على الغوطة الشرقية المحاصرة من قوات النظام منذ نحو عامين بعد ساعات على قصف مقاتلي الفصائل احياء عدة في دمشق “باكثر من 50 قذيفة صاروخية”، وفق المرصد.

وطاولت القذائف احياء عدة في دمشق ابرزها المزة وساحة الأمويين وشارع بغداد والقزاز ومحيط السفارة الروسية ومناطق في دمشق القديمة والمهاجرين. وتسبّبت بمقتل 13 شخصاً على الاقل، عشرة منهم مدنيون، بالاضافة الى اصابة ستين اخرين بجروح خطرة.
واوضحت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان القذائف اطلقها “ارهابيون ينتشرون في الغوطة الشرقية”.

وغالباً ما يستهدف مقاتلو المعارضة المتحصنون في محيط العاصمة احياء سكنية بالقذائف، في حين تقصف قوات النظام المناطق تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في ريف العاصمة بالمدفعية والطيران.

في مدينة الزبداني آخر معاقل المعارضة على الحدود مع لبنان، دخل اتفاق هدنة لوقف اطلاق النار لمدة 72 ساعة حيز التنفيذ عند السادسة من صباح الاربعاء، يسري كذلك على بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين في محافظة ادلب (شمال غرب)، بناء على تسوية بين مقاتلي الفصائل وقوات النظام والمسلحين الموالين لها ومقاتلي “حزب الله”.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: “لم يسجّل اي خرق لوقف اطلاق النار منذ السادسة من صباح الاربعاء في المدينة”.
ونص الاتفاق في صيغته الاولى على هدنة لمدة 48 ساعة، قبل ان يتم تمديدها 24 ساعة اضافية.

وقال مصدر ميداني سوري: “تم تمديد هدنة وقف العمليات العسكرية في مدينة الزبداني بريف دمشق وفي مدينتي الفوعة وكفريا في ريف ادلب الشمالي لمدة 24 ساعة اضافية تنتهي صباح السبت المقبل”.

وتشن قوات النظام والمسلّحون الموالون لها ومقاتلو “حزب الله” هجوماً منذ تموز على مدينة الزبداني، في حين تحاصر فصائل “الجيش الفتح” وابرزها جبهة النصرة وحركة احرار الشام الاسلامية بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين للنظام بشكل كامل منذ نهاية اذار.

واوضح محمد أبو القاسم أمين عام حزب التضامن الذي فوّضته الفصائل المقاتلة في الزبداني التفاوض باسمها ان القصف الكثيف للفصائل المقاتلة على بلدتي الفوعة وكفريا في الفترة الاخيرة ادى الى تسريع التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار في الزبداني.

في محافظة ادلب، اسفرت ضربات جوية للائتلاف الدولي بقيادة واشنطن استهدفت مستودعا لـ”جيش السنة”، فصيل اسلامي منضو في صفوف “جيش الفتح” في بلدة اطمة، عن مقتل عشرة مقاتلين وثمانية مدنيين بينهم خمسة اطفال يقيمون بالقرب من الموقع المستهدف، بحسب المرصد.

وقال الناشط ابراهيم الادلبي المتحدر من المحافظة لوكالة فرانس برس عبر الانترنت “تسبب قصف المستودع بانفجار كبير ادى الى مقتل كل من كان بداخله”.

ويشن الائتلاف الدولي الذي تقوده واشنطن منذ ايلول ضربات جوية تستهدف مواقع تابعة للجهاديين في سوريا.
وفي شمال سوريا، احصى المرصد الاربعاء مقتل 39 عنصرا من قوات النظام بينهم 31 ضابطا و33 عنصرا من تنظيم “الدولة الاسلامية” خلال الاشتباكات المستمرة بين الطرفين في محيط مطار كويرس العسكري في ريف حلب الشرقي منذ الاحد.

وقال عبد الرحمن ان المعارك اندلعت اثر هجوم شنه التنظيم باتجاه المطار والكلية الجوية تخلله تفجير ثلاث عربات مفخخة يقودها انتحاريون.
ويحاصر تنظيم الدولة الاسلامية مطار كويرس منذ آذار 2014 ويخوض اشتباكات عنيفة في محيطه ضد قوات النظام في محاولة للسيطرة عليه.
سياسيا، التقى وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الرئيس السوري بشار الاسد في دمشق وتركزت المباحثات على “حل الازمة فى سوريا”، بحسب تعبيره.

وأضاف: “أقول للاعبين الاخرين ولجيراننا آن الاوان لان يهتموا بالحقائق ويرضخوا لمطالب الشعب السوري ويعملوا من أجل مكافحة الارهاب والتطرف والطائفية”.

ونقلت وكالة “سانا” عن الاسد “تقديره للدعم الايراني الثابت لسوريا” و”ترحيبه بالجهود الصادقة التي تبذلها ايران والدول الصديقة لوقف الحرب على سوريا والحفاظ على سيادتها ووحدة اراضيها”.

وتعد ايران حليفة تقليدية لدمشق وتدعمها بالسلاح والرجال والمال.

وتشهد سوريا نزاعا داميا تسبب منذ منتصف آذار 2011 بمقتل اكثر من 240 الف شخص.

 

المصدر: النهار اللبنانية