باسلوب “تشبيحي”.. المجالس المحلية في مناطق “درع الفرات” تهدد المدرسين بالفصل والاقتطاع من رواتبهم بعد إضرابهم عن العملية التعليمية نتيجة تدني رواتبهم والمطالبة بتحسين التعليم

34

محافظة حلب: أصدرت المجالس المحلية في مناطق “درع الفرات” الخاضعة لنفوذ القوات التركية والفصائل الموالية لها بيانًا هددت من خلاله المدرسين بالفصل والاقتطاع من رواتبهم على عدد الأيام التي تغيبوا بها عن المدارس بعد إضرابهم عن التدريس بسبب تردي الرواتب الشهرية مقارنة بالمعيشة ومطالبهم بتحسين العملية التعليمية، حيث أمهلت المدرسين حتى يوم الغد للرجوع إلى مدراسهم وإلا سيتم فصل كل مُدرس لا يلتحق بمدرسته بعد يوم غد، ولاقى البيان حالة من الاستياء لدى الأهالي والمدرسين واصفين إياه بـ”التشبيحي” إذ حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على نسخة منه وجاء فيه: فيما يتعلق بموضوع إضراب المعلمين عن الدوام وعدم التحاقهم بوظائفهم في مركز المدينة والقرى التابعة لها وذلك بسبب قلة الراتب سيتم إتخاذ الإجراءات التالية
_ سيبدأ اقتطاع من الرواتب بعدد الأيام المتغيب عنها حتى يوم الأربعاء 20,10,2021
وفي حال التغيب المستمر من يوم الأربعاء تاريخ 20/10/2021 سيتم إنهاء وظيفته وذلك بموجب النظام الداخلي للمجلس المحلي
يجب على المعلمين العودة إلى مدارسهم حتى لا يتعرضوا إلى إنهاء وظيفتهم بالفصل
يعتبر هذا التعميم بمثابة قرار إلزامي وذلك لحماية حق التعليم لأطفالنا الذي يعد حق من حقوق الإنسانية
يبلغ إلى جميع المعلمين.
وتشهد القُرى والبلدات الواقعة في ضمن منطقة “درع الفرات” بريف حلب الشمال والشرقي ضمن مناطق نفوذ القوات التركية والفصائل الموالية لها منذُ نحو أسبوع إضرابًا للمدرسين في عدد كبير من المدارس، مطالبين بتحسين رواتبهم والعملية التعليمية.

وفي الـ 17 من أبريل/تشرين الأول الحالي، نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان، بعد خروج مظاهرات من قبل المعلمين طالبت برفع رواتبهم الشهرية وتحسين الواقع التعليمي في ريف حلب الشمالي، تواصل عشرات المدارس في مدينتي الباب وقباسين ضمن مناطق نفوذ القوات التركية والفصائل الموالية لها، إغلاقها في سياق إضراب كامل أعلنوا عنه في وقت سابق حتى تحقيق مطالبهم، حيث أُصدر بيان من ممثلي مدارس مدينتي الباب وقباسين أعلنوا فيه عن إضراب شامل، حمل عنوان “المدارس مدارسنا” مطالبين بتحسين العملية التعليمية، كما تم توجيه المطالب بوقت سابق إلى مديرية التربية وطالبوا لقاء الوالي التركي المسؤول عن المنطقة للحديث عن الواقع التعليمي، إلا أنه رفض لقائهم، ونتيجة عدم الوصول إلى حل في القطاع التعليمي في ظل تهميش المؤسسة، تم التوافق على انتخاب مجموعة من المعلمين في مدينتي الباب و قباسين وريفهما، وإصدار بيان تحذيري لاستمرار عملية الإضراب كما تطرق البيان إلى نقص الكادر التعليمي ونقص في الكتب المدرسية وزيادة عدد الطلاب في كل شعبة لأكثر من 50 طالب دون الإكتراث إلى تفشي وباء كورونا وعدم تقديم أي إجراءات وقائية احترازية،علاوة عن تردي المستوى المعيشي للمعلم، وبعد مرور أسبوع على مطالبة الجانب التركي إلا أنه لم ينفذ أي شيء ،فاتخذت الفعاليات التعليمية إضرابًا حتى تحقيق مطالبهم.
وفي الـ 14 من أكتوبر/تشرين الأول، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى خروج مظاهرة ضمت عشرات الطلاب بمختلف المراحل التعليمية في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي، وذلك احتجاجًا على تردي الواقع التعليمي في المدينة، في حين أصدر ممثلون عن مدارس مدينة الباب وريفها بيانًا أعلنوا من خلاله البدء بإضراب تعبيرًا عن استيائهم حيال الواقع التعليمي المتردي في ظل شح الدعم المقدم للمدارس وللمطالبة برفع رواتبهم الشهرية وفق بيان صادر عنهم حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على نسخة منه وجاء فيه: نحن ممثلي مدارس مدينة الباب وقباسين وريفهما وبعد الاجتماعات المكثفة التي أبلغنا من خلالها الجهات المعنية بالوضع المزري الذي وصلت إليه العملية التعليمية في مدارسنا طلاباً ومعلمين . وبعد الكتب التي خاطبنا بها أصحاب القرار . وبعد الوقفات العديدة التي قمنا بها أمام مديرية التربية وتحت تغطيتها عبر وسائل الإعلام في المدينة .
وبعد بيان الممثلين الصادر مؤخراً بتاریخ ۲۹ / صفر / 1443 هـ ، والموافق لـ۲۰۲۱ / ۱۰ / ٧ م وبعد الاجتماع المكثف بتاريخ 4 / ربيع الأول / 1443 هـ ، والموافق لـ۲۰۲۱ / ۱۰ / ١١ م . قررنا ما يلي : الإضراب يوم غد الخميس الموافق لـ 7 / ربيع الأول والواقع في ۲۰۲۱ / ۱۰ / ١٤ م
وإن لم تتم الاستجابة لمطالبنا بتحسين الوضع التعليمي بجوانبه كافة ، وزيادة الراتب ليصل إلى ما لا يقل عن ٢٠٠٠ ليرة تركية ، وأن تكون هذه الزيادة دورية للحفاظ على حياة كريمة للمعلم . وعليه سنبدأ بتنفيذ الخطوات التصعيدية التي وعدنا بها . وفي حال تعرض أي معلم لأي ضغط وجداني أو إداري فإننا لن نقف مكتوفي الأيدي دونه.