(بالصوت والصورة) الآلاف من مهجري عفرين يتظاهرون عند مقر القوات الروسية شمال حلب، تنديداً بالممارسات التركية رفقة الفصائل الموالية لها في عفرين

83

رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان مظاهرة حاشدة نفذها الآلاف من مهجّري مدينة عفرين وريفها عند الطريق الدولي الواصل بين حلب والحدود التركية بالريف الشمالي لحلب، حيث يتواجد مقر القوات الروسية في قرية كشتعار، وتعد هذه المظاهرة هي الثالثة من نوعها منذ سيطرة القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها على عفرين، كما جاءت المظاهرة هذه بعد قيام القوات التركية ببناء جدار عازل يفصل عفرين عن شمال حلب حيث وثق المرصد السوري لحقوق الانسان من خلال مشاهد مصورة عمليات هدم وجرف واسعة النطاق لمنازل وأملاك المدنيين في قرية جلبل وكذلك عمليات بناء الجدار العازل يقوم بها الجيش التركي في قرى مريمين، كيمار، جلبل، حيث نُظمت المظاهرة بالقرب من الجدار مسافة 7 كم، كما رفع المتظاهرون صور أبنائهم الذين قتلوا خلال العمليات العسكرية من قبل القوات التركية منطقة عفرين.

كما علم المرصد السوري أن المهجرين عمدوا إلى تشكيل وفد للتباحث مع قيادة القوات الروسية في المنطقة، حيث اجتمع الوفد معها داخل المقر نحو ساعة كاملة، تم النقاش بين الطرفين حول مطالب المهجّرين وأوضاعهم في المنطقة، الوفد قدم عريضة باسم الأهالي إلى القيادة الروسية تضمنت عدة مطالب منها: “التدخل لوقف بناء الجدار العازل بشكل فوري، إنهاء الاتفاقيات الروسية – التركية بخصوص عفرين والشمال السوري، إنهاء الاحتلال التركي لعفرين، إرسال لجنة تقصي للحقائق إلى عفرين، إزالة الغطاء السياسي والدبلوماسي بغية تقديم قادته إلى المحاكم الدولية بسبب جرائمهم بحق المدنيين”، الجانب الروسي أكد على نقل رسالة الأهالي إلى القيادة الروسية في حميميم والردّ عليها خلال أيام، حيث يتهم أهالي عفرين المهجرين منها.

ونشر المرصد السوري يوم الجمعة الـ 19 من شهر نيسان الجاري، أنه يتضح يوم بعد آخر الأهداف التركية التي تسعى لها ضمن الأراضي السورية، عبر قواتها على الأرض رفقة الفصائل السورية الموالية لها، ولا سيما في منطقة عفرين التي فرضت سيطرتها عليها قبل أكثر من عام، حيث تتسارع الإجراءات التركية بغية محو هوية المنطقة، فإلى جانب الانتهاكات اليومية بحق من تبقى من أهالي عفرين في مناطقهم المتبقين من سرقات وأتاوات واعتقالات وتشديد أمني كبير عليهم، سارعت القوات التركية خلال الأيام الماضية إلى بناء مقرات عسكرية جديدة لها وإقامة جدران عازلة في عدد من قرى عفرين وبالأخص تلك الواقعة على تماس مع نقاط انتشار قوات النظام والقوات الروسية في ريف حلب الشمالي، حيث وثق المرصد السوري بالصوت والصورة عمليات هدم وتجريف عدد كبير من المنازل كما حدث في قرية جلبل حيث حيث عمدت القوات التركية لذلك في القرية، إضافة إلى اقتلاع المئات من أشجار الزيتون كما حدث في قرية كيمار جنوب شرق عفرين 8 كم.

القرى التي تم بناء جزء من الجدار فيها هي قرية كيمار الآثرية والتي تقع 8 كم جنوب شرق مركز مدينة عفرين، وقرية جليل الواقعة على بعد 8 كم شرق مركز مدينة عفرين، بالإضافة لقرية مريمين التي تبعد 7 كم شمال شرق مركز مدينة عفرين، حيث توقف العمل فيها بعد استهداف القوات الكردية للآليات التي تعمل فيها خلال الأيام الماضية، وكذلك الأمطار الغزيرة التي هطلت في المنطقة خلال اليومين الماضيين وشكلت عائقاً أمام مواصلة العمل في بناء الجدار، يبلغ ارتفاع الجدار 3 متر، وسيلعب في المرحلة الأولى مهمة الحزام الأمني، ومن شأنه فيما بعد فصل منطقة عفرين عن محيطها السوري في حال إتمام بناءه وهو ما يتم حالياً تحت أنظار القوات الروسية التي باتت تلعب دور الحامي للمخططات التركية في المنطقة الشمالية والشمالية الغربية لحلب، وكذلك أمام أنظار قوات النظام التي لا حول لها ولا قوة، في القوت التي تتعرض في القوات الكردية هناك لضغوط كبيرة من قبل روسيا تنفيذاً لاتفاقيات بوتين – أردوغان.

إضافة إلى بناء الجدار، عمدت الاستخبارات التركية والفصائل السورية الموالية لها على إزالة أبراج الاتصالات السورية من منطقة عفرين وتركيب أجهزة للاتصالات التركية بدلاً عنها، حيث باتت جميع خطوط الاتصالات تحت المراقبة التركية، وأصبح التواصل مع الداخل السوري أكثر صعوبة، وكان المرصد السوري نشر في الـ 10 من شهر نيسان الجاري، أنه لا تزال القوات التركية وفصائل “غصن الزيتون” المدعومة من قبلها تستبيح حرمة مدينة عفرين وريفها بعد أكثر من عام على السيطرة عليها، وذلك عبر انتهاكات متعددة الأشكال تمارسها بشكل يومي تجاه أهالي عفرين وأرزاقها وممتلكاتهم الخاصعة وأراضيهم، المرصد السوري رصد شكل جديد من أشكال الانتهاكات المتواصلة، حيث أقدمت القوات التركية منذ أيام قليلة على استقدام آليات للحفر والهدم إلى ناحية شيراوا في ريف مدينة عفرين وتحديداً إلى قرية جلبل التابعة للناحية، لتبدأ منذ أكثر من 5 أيام عمليات جرف وهدم وتدمير منازل أهالي القرية التي هُجروا منها بعد سيطرة الأتراك والفصائل الموالية لهم في آذار 2018، وأبلغت مصادر في المنطقة المرصد السوري أن عدد كبير من المنازل جرى هدمه وتدمير بالإضافة لمدرسة القرية ومبنى البلدة ومرافق ومنشآت أخرى هناك، ولم يعلم حتى اللحظة النية والهدف التركي وراء عملية الهدم هذه، كما علم المرصد السوري أيضاً أن القوات التركية عمدت إلى بناء جدار عازل في قرية جلبل أيضاً، ونشر المرصد السوري في الـ 4 من شهر نيسان / أبريل الجاري، أنه يواصل أهالي مدينة عفرين وريفها ممن فضلوا البقاء في منازلهم وأراضيهم دفع ضريبة رفضهم التهجير بعيداً عن منطقتهم، فلا يكاد يمر يوم واحد دون أن انتهاكات تمارسها فصائل “غصن الزيتون” المدعومة من قبل تركيا، ضد أهالي عفرين وريفها من استيلاء على ممتلكات واعتقالات تعسفية وخطف وسرقة وتعذيب، المرصد السوري رصد المزيد من هذه الممارسات، حيث علم المرصد السوري أن عناصر من فصيل السلطان مراد عمد إلى طرد عائلة كردية من منزلهم بالقرب من دوار معراتة بمدينة عفرين بذريعة “عدم امتلاكهم أوراق ثبوتية”، فيما عمد عناصر الفصيل ذاته على الاستيلاء على منزل آخر ودكان تجاري يعود ملكيته لشخص يعمل به وذلك بذريعة “أن ملكية العقار مسجلة باسم والده المقيم في حلب”، وفي قرية قرمتلق بريف مدينة عفرين، أبلغت مصادر المرصد السوري أن فصيل السلطان سليمات شاه فرض أتاوة على بعض سكان القرية وصلت إلى 500 دولار للشخص الواحد، دون تقديم أي حجج أو أسباب، فيما أقدم مسلحون على اختطاف مدير معهد للموسيقا والفنون المسرحية في ناحية جنديرس، وجرى اقتياه إلى جهة لا تزال مجهولة، أما في ناحية معبطلي فعلم المرصد السوري أن عناصر من فصيل المنتصر بالله اعتقلوا رجل ومواطنة من أهالي قرية حبو وجرى اقتيادهم إلى جهة لا تزال مجهولة، دون معلومات عن أسباب الاعتقال حتى اللحظة.

ونشر المرصد السوري يوم أمس الأربعاء، أن فصائل عملية “غصن الزيتون” عادت لتعتقل من جديد عضو المجلس الوطني الكردي السوري في مدينة عفرين بعد ظهر اليوم الأربعاء الـ 3 من شهر نيسان الجاري، حيث جرى اقتياده إلى جهة مجهولة، يذكر أن عضو المجلس سبق وجرى اعتقاله في عفرين قبل أن يجري الإفراج عنه بكفالة، ونشر المرصد السوري منذ ساعات، أنه أن القوات التركية المسيطرة على منطقة عفرين، والتي تقود قوات عملية “غصن الزيتون”، لا تزال تعتقل القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني في عفرين حسين إيبش، والذي يعمل كرئيس للمجلس المحلي الوطني الكردي في عفرين، وسط استياء شعبي من عملية الاعتقال هذه ومئات عمليات الاختطاف والاعتقال السابقة التي نفذتها السلطات التركية، بحق مواطنين من سكان عفرين بتهم الانتماء للقوات الكردية والتواصل معهم والانتماء لخلايا تعمل لصالحهم، وأكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن القوات التركية تعمل على المراوغة والكذب من خلال ادعائها بـ “تخليص منطقة عفرين من الوحدات الكردية فيما تعتقل معارضين لهذه الوحدات”، كما رصد المرصد السوري اعتقال مدير أحد معاهد تعلين الموسيقى في منطقة جنديرس، في الريف الجنوبي الغربي لعفرين، بذريعة انتمائه للقولات الكردية، بعد اعتقال والده في وقت سابق، واعتقاله عدد من المرات من قبل الفصائل المسيطرة على منطقة عفرين، فيما عمدت الفصائل المسيطرة على عفرين على طرد عائلة من مدينة عفرين بذريعة عدم امتلاك ثبوتيات امتلاك العقار، فيما جرت عملية اعتقال رجل ومواطنة من قرية بريف معبطلي من قبل فصائل مسيطرة على المنطقة، فيما فرض فصيل إسلامي على مواطنين من قرية قرمتل مبالغ مالية وصلت لنحو 500 دولار أمريكي، دون معلومات عن أسباب الأتاوة التي تفرضها المجموعات المسيطرة على عفرين بين الحين والآخر ومع استمرار عمليات الاعتقال فإنه يرتفع لنحو 2680 تعداد المواطنين الذي جرى اعتقالهم في منطقة عفرين من السيطرة التركية على عفرين بشكل كامل في الـ 19 من آذار / مارس من العام الفائت 2018، من ضمنهم نحو 1085 لا يزالون قيد الاعتقال، فيما أفرج عن البقية بعد دفع معظم لفدية مالية، يفرضها عناصر عملية “غصن الزيتون”، وتصل في بعض الأحيان لأكثر من 10 ملايين ليرة سورية، حيث رصد المرصد السوري في أكثر من مرة تعمد الفصائل إرسال مقاطع صوتية أو أشرطة مصورة إلى ذوي المختطفين وفرض مبالغ مالية دون المساومة، مع تهديد بتصفية ذويهم في حال لم يجري دفع المبلغ المرقوم، كما أن الفصائل التي أطلقت تركيا يدها في المنطقة، بعد صمت دولي أطلق يد تركيا في عفرين، تعمدت تنفيذ الاعتقالات بحق الجنسين، من رجال ونساء، بعد أن حولت هذه الفصائل الاختطاف والاعتقال بتهم مختلفة أبرزها “الانتماء للقوات الكردية والتواصل معها والعمل لصالحها”، إذ باتت عملية الاختطاف لتحصيل الفدية، تجارة رائجة تعتمدها معظم الفصائل في محاولة لتحصيل أكبر مبلغ ممكن من المال، والتضييق على السكان المتبقين في المنطقة، ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان تعمد الفصائل نقل المختطفين، إلى معتقلات ومراكز احتجاز مكونة من منازل مدنيين جرى الاستيلاء عليها وتحويلها لمقرات للفصائل الموالية لتركيا، والتي تتقاسم النفوذ والممتلكات في عفرين، وتعمد بين الحين والآخر لتنفيذ عمليات سلب ونهب ومصادرة أموال وممتلكات

كما كان المرصد السوري نشر يوم الـ 29 من آذار / مارس الفائت، أنه أن ما يعرف بالشرطة العسكرية في مدينة عفرين الخاضعة لسيطرة فصائل “غضن الزيتون” المدعمة من قبل تركيا، عمدت إلى اعتقال 9 مدرسين بينهم مدير مدرسة في حي الأشرفية في المدينة من مدرستين متجاورتين، حيث جرى اقتيادهم إلى جهة مجهولة حتى اللحظة، دون معلومات عن أسباب الاعتقال إلى الآن، ونشر المرصد السوري في مساء الـ 20 من شهر آذار الفائت، من عدد من المصادر الموثوقة أن فصائل عاملة ضمن عملية “غصن الزيتون”، عمدت لاعتقال عدد من الشبان والرجال في منطقة كفرصفرة ومناطق أخرى من ريف عفرين، بتهمة “الاحتفال بعيد النوروز وإشعال النيران احتفالاً بالذكرى السنوية له”، وجاء الاعتقال عشية عيد النوروز الذي يحتفل به الكرد في الـ 21 من آذار / مارس من كل عام، حيث يعمد الكرد لإضرام النيران في القرى وعلى التلال احتفالاً بذكرى تاريخية رمزية لهم، فيما كان نشر المرصد السوري في الـ 18 من مارس الفائت، ما ورد إليه في نسخة من تعميم أصدرته المجالس المحلية العاملة في المنطقة، أنه لن يكون هناك أية عطلة رسمية في 20 آذار / مارس، أو أية أيام أخرى، لا توجد عطلة رسمية مطلقاً في عيد نيروز، وأن جميع المؤسسات الرسمية ستواصل عملها في الـ 21 من الشهر ذاته، ولن يتم السماح للمواطنين في عيد نيروز بالتظاهر أو حرق الإطارات أو إقامة احتفالات أو الترفيه، بعد أن كان رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان قيام مقاتلين من الفصائل العاملة في عملية “غصن الزيتون” بتحطيم تمثال الرمز الكردي كاوا الحداد، والذي جرى وضع تمثاله في إحدى ساحات مدينة عفرين، حيث يتزامن ذلك مع اقتراب أعياد النوروز التي تجري في الـ 21 من آذار / مارس من كل عام

عفرين كانت شهدت مجازر وقتل تسبب في استشهاد نحو 389 مدني بينهم 55 طفلاً و36 مواطنة، من المدنيين من المواطنين الكرد والعرب والأرمن، العشرات منهم استشهد في انفجار ألغام وتحت التعذيب على يد فصائل عملية “غصن الزيتون”، وغالبيتهم ممن قضوا في القصف الجوي والمدفعي والصاروخي التركي، وفي إعدامات طالت عدة مواطنين في منطقة عفرين، وقتل تحت التعذيب، منذ الـ 20 من كانون الثاني / يناير من العام 2018، وحتى التاريخ ذاته من العام 2019، من ضمنهم نحو 89مدني بينهم 6 أطفال و3 مواطنات استشهدوا منذ ما بعد سيطرة القوات التركية على عفرين في الـ 19 من آذار / مارس من العام 2018، كما رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان جرح المئات وتشريد مئات آلاف آخرين، حيث بقيت الانتهاكات والممارسات اللاإنسانية حصة من تبقى من سكان منطقة عفرين ممن رفضوا الخروج من المنطقة، وترك منازلهم ومزارعهم للقوات التركية والفصائل التي تناهبت وعفَّشت وسرقت واستولت على ممتلكات المدنيين والممتلكات الخاصة والعامة في كامل منطقة عفرين، كما أن المرصد السوري رصد استهدافات واغتيالات وعمليات الهجومية، التي طالت قوات عملية “غصن الزيتون” التي وصلت لنحو 158 عملية، منذ خسارة القوات الكردية لمنطقة عفرين في نهاية الثلث الثاني من آذار / مارس من العام الجاري 2018، حيث وثق المرصد السوري مقتل نحو 698 من عناصر القوات التركية والفصائل المقاتلة والإسلامية بينهم 85 جندياً من القوات التركية، كما وثق المرصد السوري ما لا يقل عن 1586 من مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي وقوات الدفاع الذاتي، ممن قضوا منذ بدء عملية “غصن الزيتون” ممن قتلوا وقضوا في الاشتباكات مع القوات الكردية في منطقة عفرين والاستهدافات التي تعرضوا لها، وعمليات الاغتيال منذ بدء عملية “غصن الزيتون” في كانون الثاني / يناير من العام 2018، كما كان قتل 91 على الأقل من عناصر قوات النظام الشعبية في القصف التركي منذ بدء دخولهم في الـ 20 من شباط / فبراير من العام 2018، ونفذت القوات الكردية أكثر من 144 عملية اغتيال واستهداف طالت القوات المسيطرة على منطقة عفرين، في الوقت الذي كانت نفت مصادر قيادية من وحدات حماية الشعب الكردي، أن تكون لقواتها أو خلايا تابعة لها العلاقة أو المسؤولية عن الكثير من الاغتيالات وعمليات التعذيب والتي ظهر بعض منها في أشرطة مصورة، منسوبة إلى القوات الكردية، واتهمت المصادر خلايا أخرى تابعة لجهات أخرى بتنفيذ عمليات الاغتيال هذه ونسبها إلى القوات الكردية لغايات في نفسها، تهدف بشكل رئيسي من خلالها إلى تصعيد انتهاكاتها تجاه المدنيين، الذي بات استئياؤهم يتصاعد يوماً تلو الآخر، مع الإجراءات غير العادلة وغير الرحيمة، وصم القوات التركية القائدة لعملية “غصن الزيتون” آذانها عن الاستجابة لشكواهم.

أشكال الانتهاكات تنوعت من استيلاء على محاصيل الزيتون، وعلى الآلاف من تنكات زيت الزيتون، وتحصيل أتاوات وضرائب، والاستيلاء على منازل وتعفيشها، والاستيلاء على مزارع وبيعها بمبالغ مالية متفاوتة، وتأسيس مقار عسكرية ومعسكرات في ممتلكات المواطنين، فالمرصد السوري كان رصد من مصادر موثوقة عن طلب فصائل في عملية “غصن الزيتون” بعد السيطرة على عفرين، من السلطات التركية طرد سكان مدينة عفرين وريفها بشكل كامل منها، واستباحة أموالهم وممتلكاتهم وأرزاقهم ومزارعهم ومنازلهم ومحتوياتها بشكل كامل، إلا أن السلطات التركية قابلت الأمر بالرفض ووضحت للفصائل بأنها تسعى للهدف ذاته في إفراغ المنطقة من سكانها الكرد، وأضافت للجهات المطالبة بهذا القرار، بأنه سيؤلب المجتمع الدولي عليهم، ويدفع العالم كله للتدخل لصالح سكان المنطقة الكرد، وأصدرت تركيا أوامرها للفصائل بضرورة التريث، وأنه سيأتي يوم ويطلب سكان المنطقة الخروج منها، وسيدفعون الأموال للفصائل بغية الخروج من منازلهم ومزارعهم وتركها، وهذا ما حدث بشكل بطيء حيث فرت مئات العائلات المتبقية في عفرين، نتيجة لتصاعد الانتهاكات بحقهم من خطف وضرب واعتداء ونهب وسرقة وأتاوات واعتداء على النساء والإناث، الأمر الذي أثار حفيظة سكان عفرين والنازحين عنها الذين منعتهم تركيا من العودة إلى قراهم وبلداتهم، وسط صمت مخزي من العالم الذي لم يبدي أي تحرك حيال ما تقوم به تركيا في منطقة عفرين من انتهاكات وتجاوزات يومية بحق السكان والمدنيين، في الوقت الذي رصد فيه المرصد السوري اتفاقاً بين قائد عسكري والمجلس المحلي في عفرين، على أخذ القائد العسكري، لمساحة من أرض جبلية تقع في منطقة بين الباسوطة ومدينة عفرين، على اعتبار أنها “أرض مشاع”، ولا تعود ملكيتها لأحد، ومن ثم منح المهجرين من غوطة دمشق الشرقية مساحة 400 متر، لقاء مقابل مادي قدره 100 دولار، كما رصد المرصد السوري فرض أتاوات من قبل الفصائل العاملة في عملية “غصن الزيتون”، على السكان المدنيين والمتنقلين في منطقة عفرين، خلال تنثقلهم على الطرق الرئيسية والفرعية، إذ يجري دفع مبالغ مالية متفاوتة لحواجز قوات “غصن الزيتون”، الذين يعمدن لتوقيف السيارات الصغيرة والكبيرة والعامة والخاصة، وفي بعض الأحيان يتعدى الأمر كونه تحصيل أتاوة إلى عملية سلب ونهب، ناهيك عن تحكم فصائل عملية “غصن الزيتون” بشكل اعتباطي في الموارد الاقتصادية في عفرين، واستيلاء فصائل عملية “غصن الزيتون”، على غالبية مزارع الزيتون في عفرين، وتضمينها لتجار وعاملين للعمل بها واستلامها مبالغ مالية سلفاً كثمن لعملية الضمان هذه للمزارع المستولى عليها والتي بلغت نسبتها أكثر من 75% من مساحة مزارع الزيتون الموجودة في عفرين، عقب أن كانت الفصائل عمدت لتقاسم السيطرة على مزارع الزيتون، إذ جرى فرض بيع زيت الزيتون بأسعار منخفضة كما جرى فرض أتاوات من زيت الزيتون، إضافة للاستيلاء على كميات اخرى، وبلغ تعداد ما جرى الاستيلاء عليه أو فرض بيعه بثمن منخفض أو سرقته أو تحصيله كضريبة وأتاوة، عشرات آلاف التنكات من زيت الزيتون، فضلاً عن قطع الآلاف من أشجار الزيتون سواء لفتح طرقات من وإلى الجانب التركي، أو لبيعها أو لأغراض عسكرية وأمنية، كذلك رصد المرصد السوري قيام فصائل عملية “غصن الزيتون”، تقسيم مناطق سيطرتها في مدينة عفرين، وكتابة عبارات على كل ما يجري الاستيلاء عليه، لتثبت ملكيتها عليها وتمنع بقية الفصائل من الاستيلاء على نفس العقار أو الآلية، كما تعمدت حرق مزارع زيتون وحرق ممتلكات، في حين تعدت الانتهاكات من الاستيلاء وتقسيم الممتلكات إلى تنفيذ عمليات مداهمة يومية للمنازل، بحجة البحث عن أسلحة وخلايا نائمة، وغيرها من الذرائع، والقيام بتعفيش ممتلكات المنازل من مجوهرات وأموال وأجهزة إلكترونية وحتى الهواتف النقالة والأثاث، كما وصلت السرقة من الممتلكات الخاصة إلى الممتلكات العامة، إذ أقدمت مجموعات من فصائل عاملة في منطقة عفرين على سرقة الأكبال النحاسية الناقلة للتيار الكهربائي، على رؤوس الأشهاد ودون رادع، وسرقة المشافي والمؤسسات الخدمية، فيما خلقت هذه السرقات عمليات اقتتال داخلي بين الفصائل المقاتلة والإسلامية العاملة في عملية “غصن الزيتون”، قتل وأصيب على إثرها عشرات العناصر، في جولات متكررة من الاقتتال الدامي، فيما لم تعمل السلطات التركية على ممارسة أي نوع من الردع أو الضغوطات، بل تحاول فض النزاعات التي من الممكن أن تخرج عن السيطرة الكاملة.

أيضاً عمدت فصائل في “غصن الزيتون”، على تشكيل محاكم صورية تقوم بطلب أوراق ثبوتية تتعلق بملكية العقارات في منطقة عفرين الواقعة في القطاع الشمالي الغربي لمحافظة حلب، وأكدت المصادر أن عملية طلب الأوراق تترافق مع معلومات أوردتها مصادر متقاطعة، عن بدء تحضيرات لإعادة العقارات التي يقطنها مقاتلون لأصحابها، كما أكدت المصادر أن المنازل يجري الحجز عليها، لحين إثبات ملكية المنزل، بسند من السجل العقاري بحلب، يثبت أن ملكية المنزل للمدعي، حتى وإن كان هناك اتهامات بتبعيته للقوات الكردية أو الأحزاب السياسية الكردية، حيث يجري إعادة ملكية المنزل لأصحابه، فيما من لا يمكنه إثبات ذلك، فتجري عملية الحجر على الممتلكات وبيعها في مزاد علني، وبيع السلاح الفردي والمقتنيات الشخصية، كذلك بالطريقة ذاتها في مزادات مخصصة، الأمر الذي أثار استياءاً واسعاً لدى سكان عفرين الذين لم يفسح لهم النظام المجال للوصول إلى مدينة حلب كنازحين، وسط مخاوف من عدم إمكانية الكثير من الأهالي المهجرين والمتبقين حتى من إثبات ملكيتهم، واعتبر الأهالي ذلك فصلاً جديداً في عملية التضييق لتهجير المدنيين المتبقين، بينما كان قد قامت جهات عسكرية في “غصن الزيتون” على شرعنة سرقاتها لأرزاق أهالي عفرين عبر سلسلة قرارات أصدرتها وعممتها فيما يتعلق بموضوع جني محصول الزيتون، ونصبت هذه القرارات على فرض أتاوات بنسب مختلفة من محصول الزيتون، حيث تم إجبار الأهالي أصحاب الأراضي الزراعية المتواجدين في الناحية على دفع 10 % من إنتاج محصولهم، أما في حالة عدم وجود أصحاب الأراضي الزراعية في الناحية ونيابة الوكلاء عنهم فتم تحديد نسب أكبر على النحو التالي: – يتم دفع نسبة 15 % من إنتاج المحصول في حال كان الوكلاء على قرابة بأصحاب الأراضي من الدرجة الأولى (أب – أم – أخ – أخت)، أما إذا كان الوكلاء من أهالي الناحية وليسوا على قرابة من أصحاب الأراضي فستكون نسة الأتاوة 25% من إجمالي إنتاج المحصول، فيما يتم دفع نسبة 35 % من إنتاج المحصول إذا كان الوكلاء من “أنصار ومؤيدي” وحدات حماية الشعب الكردي.

شريط مصور للمرصد السوري يظهر مظاهرة نفذها مهجرو عفرين عند مقر القوات الروسية شمال حلب احتجاجاً على الانتهاكات المتواصلة من قبل القوات التركية والفصائل الموالية لها في عفرين.