بايدن أشاد بها.. ما الدور الذي لعبته “قسد” في عملية “القرشي”؟

61

تردد اسم “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في البيان الذي أعلن من خلاله الرئيس الأميركي، جو بايدن مقتل زعيم تنظيم “داعش”، أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، وكذلك الأمر على لسان الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، جون كيربي.

وقال بايدن في خطاب متلفز، الخميس، إن العملية العسكرية التي انتهت بمقتل “القرشي” توجه رسالة واضحة للإرهابيين في العالم مفادها “أننا سنطاردكم ونجدكم أينما كنتم”، مضيفا: “سنعمل مع شركائنا من القوات العراقية وقوات سوريا الديمقراطية والبيشمركة لضمان حماية بلادنا”.

من جانبه أشار كيربي إلى أن القرشي كان يحاول إعادة داعش إلى سالف نشاطها، وأن “قوات سوريا الديمقراطية ساعدت القوات الأمريكية في إنجاح العملية، ولكن التنفيذ تم بقوات أمريكية فقط”.

وكان اللافت أن الإعلان عن مقتل “القرشي” في منطقة بشمال غربي سوريا جاء بعد أيام من إعلان “قسد” السيطرة على تمرد وهجوم سجن الصناعة في محافظة الحسكة السورية، وذلك بدعم من قوات التحالف الدولي التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية.

وبحسب الرئيس الأميركي، فإن “القرشي” الذي تولى زعامة “داعش”، في نهاية أكتوبر 2019، كان مسؤولا عن الهجوم الأخير على السجن، الذي يضم أكثر من ثلاثة آلاف من عناصر “داعش”، وعن إبادة الإيزيديين في العراق عام 2014.

بدوره كتب قائد “قسد”، مظلوم عبدي عبر حسابه في “تويتر” الجمعة: “نشكر الولايات المتحدة على دعمها المستمر، خاصة بعد الغارة الأخيرة على إدلب والتي قضت على زعيم داعش، أبو إبراهيم الهاشمي القرشي”.

وأشار القائد العام لـ”قسد”، إلى أنه “من خلال شراكتنا القوية، ضربنا داعش في صميمه مرة أخرى”.

ما دور “قسد”؟

وتسيطر “قوات سوريا الديمقراطية”، منذ سنوات، على مناطق واسعة في مناطق شمال وشرق سوريا، وتتلقى دعما من الولايات المتحدة الأميركية، منذ معاركها الأولى ضد تنظيم داعش.

وفي الأيام التي سبقت الإعلان عن مقتل “القرشي” كانت قد خاضت عمليات أمنية وعسكرية واسعة في مدينة الحسكة، بعد هجوم داخلي وخارجي استمر 11 يوما، ونفذه سجناء وخلايا داعش على سجن الصناعة في حي غويران بمدينة الحسكة.

وهذه هي المرة الأولى التي يتصدر فيها اسم “قسد” في العمليات العسكرية ضد داعش خارج مناطق سيطرتها، وذلك منذ مقتل “الخليفة السابق”، أبو بكر البغدادي، الأمر الذي يطرح تساؤل عن الدور الذي تلعبه هذه القوات في الوقت الحالي وماهيته.

وتحفظ مسؤولون في “قسد” عن التصريح بشأن الدور الذي لعبته الأخيرة في عملية مقتل “القرشي”.

وقال القيادي في القوات، شرفان درويش لموقع “الحرة”: “بخصوص تفاصيل العملية ومشاركة قواتنا لا يمكن التصريح عنها، وهي مرتبطة بطبيعة العمل بهكذا عمليات”.

من جهته اعتبر الرئيس المشترك لـ”مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد)، رياض درار أن “ما يهم الآن هو مقتل هؤلاء الإرهابيين”.

ويضيف درار لموقع “الحرة”: “دور قسد هو نوع من التفاعل المستمر مع القوات الأميركية. قسد أصبح لديهم القدرة على المشاركة في هذه العمليات بشكل مباشر، وهذا الدور دفع الرئيس الأمريكي على شكرها”.

وتحدث المسؤول في “مسد” وهو الذراع السياسية لـ”قوات سوريا الديمقراطية” عن “قدرة تدريبية عالية باتت تتمتع بها قسد، من أجل تنفيذ هذه العميات المميزة”، مشيرا: “بتصوري الحدث مهم، والأمور ستستمر باتجاه متابعة عناصر داعش بعد النجاح في سجن الحسكة. هناك إشارات إلى أن الدور الأميركي في ذلك فاعل ومستمر”.

“السجن كان المفتاح”

في غضون ذلك تحدث “المرصد السوري لحقوق الإنسان” في تقرير له الجمعة أن حادثة مقتل زعيم داعش كانت شرارتها الأولى من سجن الصناعة، الذي شهد تمردا وهجوما، هو الأكبر والأول من نوعه.

وذكر المرصد في تقريره أن عملية مقتل “القرشي تحاكي عملية مقتل البغدادي”، مشيرا إلى أن “مفتاح سجن غويران كان الطريق إلى قتل القرشي”.

وأشار المرصد إلى اسم القيادي الذي سلّم نفسه في الساعات الأخيرة من عمليات سجن غويران، موضحا أن “أبو عبيدة كان يقوم باتصالات مع أقاربه الذين كانوا يتواجدون في إحدى المناطق السورية”.

وجاء في التقرير: “هذا القيادي وبعد تسليم نفسه لقوات سوريا الديمقراطية أعطى معلومات، وكشف الكثير من قادته”، في إشارة من “المرصد” إلى دعم على صعيد المعلومات قدمتها “قسد” للتحالف الدولي.

لكن وبحسب ما نشر من تصريحات، في الساعات الماضية، كان للعراق دور أيضا في الوصول إلى “القرشي”، وهو ما أشارت إليه تغريدة لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، حيث ذكر فيها أن “قوات الأمن العراقية لعبت دورا محوريا في قتل وأسر إرهابيي داعش داخل العراق وجمع المعلومات الاستخبارية التي أدت أخيرا إلى زعيم هذه المنظمة الإرهابية”.

وأعلن عن ذلك أيضا الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول في تغريدة، بقوله إن “عملية قتل زعيم التنظيم نُفذت بعد أن زود جهاز المخابرات الوطني العراقي التحالف الدولي بمعلومات دقيقة، قادت إلى الوصول إلى مكانه وقتله”.

ويرجح المستشار السابق للتحالف الدولي ضد داعش، كاظم الوائلي أن المهاجمين الذين ألقى القبض عليهم في أعقاب هجوم الصناعة: “ربما استقت منهم المعلومات، واستفادت منها القوات الأميركية وقوات سوريا الديمقراطية”.

ولا يستبعد الوائلي أيضا في حديث لموقع “الحرة” أن يكون “هنالك تعاون بين المخابرات العراقية والقوات الأميركية في العملية الأخيرة”.

أما رئيس قسم الدراسات في مركز آسو للدراسات الاستراتيجية، إدريس خلو فيقول إن الدور الذي لعبته قسد “هو استخباراتي، ويعتمد على بنك المعلومات التي حصلت عليه من سجناء الصناعة”.

ويوضح خلو المقيم في القامشلي في حديث لموقع “الحرة”: “كان لبنك المعلومات دور كبير في إلقاء القبض على زعيم التنظيم”، معتبرا أن “هذا الدور هو الأهم، في ملاحقة زعماء التنظيم”.

ويتابع: “لأن عملية التواصل بين زعيم التنظيم وسجناء التنظيم لم يتوقف، وهذا من شاهدناه من خلال متابعتنا لأحداث سجن الصناعة في الحسكة”.