بتمويل مستثمرين مدنيين وعسكريين.. عشرات المشاريع الاستثمارية تجتاح الشمال السوري

42

 

تشهد كل من مناطق “درع الفرات” و”غصن الزيتون” في ريف حلب الشمالي، ومنطقة إدلب وريفها، إقبالاً واسعاً على المشاريع الاستثمارية الكبيرة منها والمتوسطة، ويأخذ الجانب الترفيهي الجزء الأكبر من هذه المشاريع التي ازدهرت بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة، أي منذ قرابة العام، ومن أكثر هذه المشاريع انتشاراً هي المطاعم والمقاهي والمسابح وملاعب كرة القدم، ثم تأتي في الدرجة الثانية مشاريع البناء، يقوم على هذه المشاريع مستثمرين محليين، وبعضها لقادة عسكريين.
ورصدت مصادر المرصد السوري في مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي، إنشاء أكثر من 60 مشروعاً استثمارياً، في الفترة الممتدة منذ الشهر 6 من العام الفائت 2020 وحتى الشهر 4 من العام الجاري 2021، معظم هذه المشاريع هي عبارة عن مطاعم ومقاهي ومشاريع بناء.
وتعتبر  مدينة “عفرين” من أكثر المناطق التي تشهد رواجاً للمشاريع الاستثمارية، وتستقطب عدد كبير من المستثمرين المحليين، إضافة لهيمنة واضحة للشركات التركية على المشاريع المدينة، مثل مشاريع الكهرباء والماء والخدمات والانترنت وغيرها
كما علم “المرصد السوري” أن ناحية “الشيخ حديد” الواقعة تحت سيطرة فصيل”فرقة السلطان سليمان شاه” بقيادة المدعو”محمد الجاسم” والمعروف “أبو عمشة” تشهد هي الأخرى حركة مشاريع استثمارية واسعة، تجري معظم هذه المشاريع بتمويل مباشر من “أبو عمشة” حيث افتتحت خلال الفترة الممتدة ما بين الشهر 1 إلى الشهر 4 من العام الجاري 2021، قرابة 15 مشروعاً (بتكلفة تقدر ما بين 15 إلى 30 ألف دولار أمريكي للمشروع الواحد)، مثل سوبرماركت وملاعب كرة قدم ومسابح ومطاعم، ويكلف “أبو عمشة” إدارة هذه المشاريع لأشخاص مقربين منه ومعظمهم يعملون ضمن فصيله أو أقاربه، إضافة لمستثمرين مدنيين، ضمن اتفاق على تقاسمه نصف أرباح هذه المشاريع.
وبحسب مصادر “المرصد السوري” فإنه تنتشر أيضاً عشرات المشاريع الاستثمارية الأخرى في معظم مناطق”درع الفرات” و”غصن الزيتون” مثل مدن الباب وجنديرس وجرابلس والراعي، تعود ملكية عدد منها لقادة عسكريين، بشكل سري وتحت غطاء مدني، حيث تدار هذه المشاريع إما عن طريق أقاربهم أو مستثمرين محليين
و لا يختلف الحال كثيراً في مناطق إدلب وريفها، التي تقع تحت سيطرة “تحرير الشام” وفصائل أخرى، حيث تنشط المشاريع الاستثمارية في عدد من البلدات في ريف إدلب الشمالي الغربي، مثل بلدات دير حسان وسرمدا والدانا وسلقين وحارم وكفرتخاريم وأرمناز، ويتم التركيز أيضاً على الجانب الترفيهي كالمطاعم والمسابح والملاعب، إضافة لمشاريع متنوعة أخرى، بعض هذه المشاريع يقوم بها قياديين عسكريين، مثل قياديين سابقين تركوا فصائلهم، أو تابعين لتحرير الشام ويقومون بهذه المشاريع بشكل غير علني.
وأكد مصدر خاص لـ”المرصد السوري” أنه وبتاريخ 20 آذار/ مارس من العام الجاري 2021، بدأ العمل بمشروع بناء “أبنية سكنية” مؤلفة من 5 طوابق، في بلدة كفرتخاريم شمال غربي إدلب، بتمويل من أحد قياديي فصيل”فيلق الشام” وباشراف  شخص مقرب منه من منطقة ريف حلب الجنوبي، ومن المقرر بيع الشقق في البناية بعد الانتهاء من العمل، ويقدر متوسط سعر الشقة بسعر يصل إلى 7 آلاف دولار أمريكي.
المصادر ذاتها أكدت أيضاً، أن قيادياً بارزاً في فصيل” جيش العزة” الذي كان ينشط عمله سابقاً في ريف حماة الشمالي، قد أنهى مشروعين داخل بلدة كفرتخاريم شمال غربي سوريا، وهما” مغسلة سيارات” و”معمل بوظ” ويشرف عليهما شقيقه إضافة لأحد أصدقائه وهو (شرعي سابق في جيش النصر).
كما يوجد عشرات المشاريع الأخرى في ريف إدلب الشمالي لمستثمريين مدنيين أيضاً، ومن أكثر المناطق انتشاراً لهذه المشاريع، بلدة دير حسان، إضافة لمدينتي الدانا وسرمدا، ويتم التركيز في هذه المناطق لمشاريع المسابح والملاعب بالدرجة الأولى، ورغم أن هذا الانتشار الكبير للمشاريع يسهم في نقل المنطقة باتجاه الأفضل اقتصادياً وخدمياً، ولكنها تأتي في ظل استمرار الأوضاع المعيشية المتردية لغالبية سكان الشمال السوري وعدم وجود قدرة شرائية، وخصوصاً النازحين، بينما يراها المستثمرين أنها ذات عائد مالي جيد.