بثينة شعبان: الحرب في سورية تقترب من نهايتها

19

قالت بثينة شعبان، مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد، إن الحرب المستمرة منذ ست سنوات تقترب من نهايتها مع وقف دول أجنبية دعم مقاتلي المعارضة، وتعهدت أن تواجه الحكومة «أي وجود غير شرعي على أرضنا» سواء كان أميركياً أو تركياً.

وأضافت شعبان أن تنظيم سورية «معرض دمشق الدولي» للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب له دلالة واضحة. وقالت «عودة معرض دمشق الدولي في هذا التوقيت والإقبال الجماهيري والدولي له رمزية كبيرة ويوجه رسالة بأن الحرب انتهت والإرهاب اندحر وأننا في بداية الطريق نحو إعادة الإعمار».

وبمساعدة سلاح الجو الروسي ومقاتلين مدعومين من إيران عززت دمشق سيطرتها على معظم أنحاء غرب البلاد المأهول بالسكان. وهي تتحرك الآن شرقاً صوب منطقة دير الزور قرب الحدود العراقية.

وقالت مستشارة الرئيس في تعليقات لقناة «الميادين» التلفزيونية اللبنانية نقلتها «الوكالة العربية السورية للأنباء» (سانا) أمس (الخميس)، إن الحرب التي أودت بحياة مئات الآلاف وصلت «المرحلة قبل النهائية» مع تغيير القوى الخارجية التي دعمت مقاتلي المعارضة سياساتها.

وأنهى الرئيس الأميركي دونالد ترامب دعم «وكالة المخابرات الأميركية المركزية» لجماعات المعارضة التي تقاتل لإسقاط الأسد. وحولت تركيا، أحد داعمي المعارضة الرئيسين، أولويتها عن الإطاحة بالأسد سعياً إلى إصلاح علاقاتها مع روسيا والحد من التوسع الكردي قرب حدودها.

وقالت شعبان «كما دحرنا الإرهاب سنحارب أي وجود غير شرعي على أرضنا سواء كانت الولايات المتحدة أو تركيا، وهذا من ضمن التحديات التي سنواجهها في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة».

وتساعد قوات أميركية متمركزة في شمال سورية مقاتلين يقودهم الأكراد لطرد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) من مدينة الرقة. ولواشنطن أيضاً حامية في الصحراء في جنوب شرقي سورية قرب معبر حدودي استراتيجي مع العراق لتدريب مقاتلي المعارضة على محاربة التنظيم المتشدد.

وقالت مستشارة الرئيس السوري «معرض دمشق الدولي ومعرض الكتاب يؤكدان أن الانعطافة تحققت في الصراع». وأضافت أن «التحول حاصل فعلاً وفرضه الجيش العربي السوري وحلفاؤه منذ تحرير حلب من الإرهاب».

وحققت قوات النظام السوري أمس تقدماً كبيراً في البادية السورية، مسيطرةً على أربعة حقول غاز، ومضيقة الخناق على تنظيم «داعش» في وسط هذه المنطقة الصحراوية، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان».

ويخوض الجيش السوري بدعم روسي منذ أيار (مايو) الماضي حملة عسكرية واسعة للسيطرة على البادية التي تمتد على مساحة 90 ألف كيلومتراً مربعاً وتربط وسط البلاد بالحدود العراقية والأردنية.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «تمكنت قوات النظام الخميس من حصار بلدة عقيربات وحوالى 44 قرية في محيطها في منطقة تمتد بين محافظتي حماة وحمص» وسط البلاد.

وأكدت وزارة الدفاع الروسية اليوم حصار «داعش» في هذه المنطقة، مضيفة «باتت آخر طرق الإمداد بالسلاح والذخائر للمتشددين في منطقة عقيربات تحت مرمى نيران الجيش السوري».

وأوضحت الوزارة أن «القوات الجوية الروسية تقوم دائماً بطلعات جوية للاستطلاع عبر الطائرات المسيرة لتدمير مدرعات وشاحنات البيك اب المحملة بالأسلحة الثقيلة وسيارات المتشدين الذين يحاولون الفرار من المنطقة باتجاه محافظة دير الزور القريبة الواقعة بمعظمها تحت سيطرة داعش».

وفي إطار معركة البادية، تمكنت قوات النظام السوري من السيطرة على مساحة حوالى ألف كيلومتر مربع في محافظة حمص تتضمن أربعة حقول غاز، وفق المرصد.

وأكدت «سانا» بدورها حصار بلدة عقيربات والسيطرة على حقول الغاز.

وفي وسط البادية، لم يبق أمام الجيش السوري، بحسب المرصد، سوى 25 كيلومتراً لتلتقي قواته الآتية من منطقة الكوم في أقصى ريف حمص الشمالي الشرقي مع تلك القادمة من مدينة السخنة إلى الجنوب منها، ولتفرض «حصاراً كاملاً» على «داعش» في هذا الجزء من البادية المحاذي لمحافظتي الرقة (شمال) ودير الزور (شرق).

وبموازاة معارك البادية، يخوض الجيش السوري عملية عسكرية ضد التنظيم المتطرف في ريف الرقة الجنوبي، وهي عملية منفصلة عن حملة «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة أميركياً لطرد المتشددين من مدينة الرقة، معقلهم الأبرز في سورية.

ويهدف الجيش السوري من خلال عملياته هذه إلى استعادة محافظة دير الزور من المتشددين عبر ثلاثة محاور: جنوب محافظة الرقة، والبادية جنوباً، فضلاً عن المنطقة الحدودية من الجهة الجنوبية الغربية.

وتمكن الجيش السوري في أواخر حزيران (يونيو) من دخول محافظة دير الزور في المنطقة الحدودية مع العراق وفي اوائل آب (أغسطس) من جهة الرقة، إلا انه لم يتوغل حتى الآن سوى كيلومترات قليلة في عمق المحافظة.

ويسيطر «داعش» منذ صيف العام 2014 على معظم محافظة دير الزور باستثناء أجزاء من مدينة دير الزور ومطارها العسكري حيث يحاصر المتشددون منذ بداية 2015 عشرات آلاف المدنيين والجنود السوريين.

لكن لا يزال الصراع متعدد الأطراف مستعراً على جبهات عدة في أنحاء متفرقة في البلاد، ففي حين أجبرت الحكومة عدداً من جيوب المعارضة الرئيسة على الاستسلام في العام الأخير، لا تزال المعارضة تسيطر على مساحات واسعة من الأراضي منها معقلها في محافظة إدلب وجيب قرب دمشق.

وتراجعت وتيرة المعركة ضد المعارضة في غرب سورية في الآونة الأخيرة بعد سلسلة من اتفاقات وقف إطلاق النار بما في ذلك اتفاق بوساطة موسكو وواشنطن في جنوب غربي البلاد.

المصدر:الحياة