بدران جيا كرد: التقارب بين نظامي أنقرة ودمشق هو إعادة تأهيل النظام بكل خصائصة السياسية والأمنية

81

اعتبر بدران جيا كرد، نائب الرئاسة المشتركة للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، في حديث مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن حقيقة التقارب بين نظامي أنقرة ودمشق بوساطة روسية-إيرانية هو ضرب  كل ما هو خارج عن سيطرة النظام السوري وبالتالي إعادة تأهيل النظام بكل خصائصة السياسية والأمنية، ويعمل الجانبان على قدم وساق على إجراء مصالحة شاملة بين مجموعات المعارضة التي ترعاها تركيا ودمجها مع حكومة دمشق، إلى جانب تطوير العمل المشترك لضرب مشروع “الإدارة الذاتية” من خلال إعادة تفعيل بعض الاتفاقيات الأمنية ما يعني أن جوهر التصالح هو التضحية بالمجموعات المعارضة وتصفيتها تحت اسم التصالح والحل السياسي وهو تكرار لسيناريو درعا والغوطة وحلب، وحقيقة هذا المخطط هي محاولة دفن الحل واستبعاد التغيير السياسي نهائيًا في سورية.
وأضاف محدثنا أن المتغيرات الدولية والاقليمية وكذلك حقيقة المشروع القائم في شمال سورية وشرقها لا يمكن أن تؤدي إلى النتائج المستهدفة من قبل النظامين  وأن المنهجية السياسية التي تم اتباعها  من قبل الادارة الذاتية وفق مبادئ وطنية سورية، ستبقى هي الأساس في الحوار والحل السياسي بعيدا عن مفاهيم المصالحات والمقايضات، ولدينا مواقف سياسية واضحة تجاه الأزمة والحل السياسي في آن واحد ونحن ملتزمون بها دون التنازل والانجرار إلى المخططات التي تستهدف الشعب السوري ووحدته.
وفي سؤال المرصد السوري حول خطورة إمكانية تسليم إدلب والسيطرة على m4
من قبل النظام، وإمكانية أن تكون المقايضة بتصعيد تركيا هجماتها بالشمال، أجاب جيا كرد:”بكل تأكيد، يحاول النظام  السيطرة على الطرق الدولية والمعابر الحدودية التي هي مصادر الموارد الاقتصادية ليتمكن من تجاوز محنته الداخلية اقتصاديا، وأي اتفاق سيتضمن منح النظام مكاسب مختلفة تجاه مناطق الاحتلال التركي ومجموعات المرتزقة مقابل الهدف التركي الاستراتيجي  الوحيد وهو الهجوم على مناطق “الإدارة الذاتية” وبالتالي تصفيتها عبر اتباع وسائل هجومية وعدائية مختلفة بعد تنازل تركيا عن كل أهدافها الأخرى فقط لتحقيق هذا الهدف تحديدا.
وحول إمكانية تحرك الإدارة الذاتية دبلوماسيا  لإيقاف هذا المشروع الذي يكتسي خطورة على المنطقة الشمالية، اعتبر محدثنا  أن هذا المخطط يستهدف كل السوريين  من الجنوب إلى الشمال ومن غرب البلاد إلى شرقها، وهو سلسلة من المقايضات التي مررتها القوى المتنفذة في سوريا، لذلك تدعو الضرورة القصوى إلى توحيد مواقف جميع السوريين تجاه هكذا سياسات بعد كل هذه المعاناة من قتل وتهجير وتدمير، ولايمكن لشعب سورية أن يقبل بعودة الصراع إلى مربعه الأول.. ونحن كإدارة ذاتية لنا برامج عمل مكثفة مع جميع أطياف الشعب السوري في الداخل والخارج وسنعمل على كافة الأصعدة لسد الطريق أمام هذه السياسات والمخططات المعادية لشعبنا،كما أننا نتحرك على الصعيد الخارجي لكسب دعم من أصدقاء الشعب السوري  الذين يؤمنون بالحل السياسي العادل لخدمة كل السوريين ولإنقاذ سورية وطنا وشعبا من واقع التشتت وعقم الحلول والمعاناة من خلال توحيد الخطاب السياسي والعمل المشترك في مواجهة السياسات التي أوصلت  سورية بشعبها إلى هذه الأوضاع الكارثية.
وأفاد محدثنا بأن الإدارة الذاتية بكل مؤسساتها ومقدراتها هي مكسب لكل  السوريين  ويمكن أن تشكل قاعدة رصينة ووطنية لحل سياسي ديمقراطي شامل لكل أبناء الوطن.