بدران جيا كرد: تركيا مستعدة للاتفاق مع كل الأطراف بما فيها النظام للقضاء على تجربة الإدارة الذاتية و إبادة الكرد

67

تستمرّ قوات النظام السوري في حصارها على حيي الشيخ مقصود والأشرفية في حلب شمالي البلاد، وسط استنكار من الإدارة الذاتية لهذا الحصار الخانق الذي فاقم الوضع ودفع بالارتفاع الجنوني للأسعار وإتّهامات لدمشق بمنع دخول الدواء و فرض إتاوات باهظة عليه والسماح بدخول كمّيات قليلة من الطحين والمواد الأساسية.
يرى نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية، بدران جيا كرد، في حوار مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنّ الحصار على حيي الشيخ مقصود والأشرفية بحلب هو نوع من الهجوم على الإدارة ومنطقة حلب لإضعافهما وإجبارهما على اتخاذ خطوات متراجعة ضد ذهنية دمشق،متّهما تركيا بمحاولة الاتفاق مع دمشق لضرب المنطقة الشمالية وإبادة الكرد.

س–ماهو الهدف من وراء الحصار على حي الشيخ مقصود والاشرفية بحلب، وهل له أبعاد سياسية؟

ج- الحصار جاء بعد ممارسات الفرقة الرابعة واستقصادها لتضييق الخناق على شعبنا في حلب، طبعاً معظم من هم في أحياء الشيخ مقصود والأشرفية هم مهجرون قسراً من عفرين من سياسات تركيا لتأتي الرابعة وتستكمل الحصار والتضييق، الأهداف تبدو واضحة في إلغاء خصوصية هذه الأحياء وتبعيتها للنظام وفرض السلطة الأمنية عليها وتجريدها من نوعيتها التي تتمثل اليوم في أنها تتبع للإدارة الذاتية حيث المحاولات في اتجاه عزلها وفصلها وفرض الإجراءات الأمنية والتجنيد والجباية كما تحدثت وهذا يعقد الأمور أكثر مع التأكيد بأن هذه الأحياء بقيت محاصرة لسنوات وقاومت ضدّ الفصائل الإسلامية المتطرفة، لذا هذه الممارسات التي تتم عليها يعيد مرحلة الحصار تلك واعتداء على المقاومة والنضال الذي تمّ في هذه الأحياء في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار فيها وأن ينعم أهلها بالعيش بسلامة دون أية مضايقات، الأمر مُتعلّق بالابتزاز والمزيد من فرض الجمارك وتحصيل الجبايات ، هذه التصرّفات تأتي في وقت حيث شهر رمضان الفضيل وتطوّر الأمور دون حلّها سيكون له انعكاسات سلبية كبيرة وردة فعل أقوى ونحن نأمل ألا يتمّ التصعيد وأن يتم حل الأمور ولن نقبل في الإدارة الذاتية دوام هذا الحصار وسيكون لنا مواقف واضحة حال استمراره وعدم حله خلال أيام.

س—إتّصالات بين تركيا و الحكومة السُّوريّة مؤخّرا، هل يندرج ذلك ضمن صفقة ما بينهما، خاصَّة إذا ما ربطناها بالهجمات التركيّة المتواصلة على مناطق شمال وشرق سورية، و مناطق الشَّهباء؟

ج-تركيا من أجل القضاء على المشاريع الديمقراطية ومكاسب مكونات المنطقة والكرد تدخل في اتفاق مع الجميع، محلياً تحاول الاتفاق مع دمشق ضد مناطقنا وفي باشور مع الديمقراطي الكردستاني ضدّ مناطق الدفاع المشروع ومع بغداد ضد شنگال. بهذا الشكل تريد حتى استخدام الناتو في سياساتها في إبادة الكرد، سواء في شمال وشرق سورية أو في شنگال أو في مناطق الدفاع المشروع .

-أما الاتصالات على الصعيد السوري، نعتقد بأنها لم تنقطع حتى يتم إعادتها على الأقل على المستوى الاستخباراتي، هناك اتفاق ولو بشكل غير مباشر على محاربة تجربة الإدارة الذاتية مع العلم أنه مشروع سوري ولا يضر بسورية ووحدتها، بالمقابل إنّ مشاريع تركيا مقسمة لسورية ومهدّدة لسلامتها ورغم ذلك نرى أن النظام يسعى للمغازلة، نأمل في أن يتمّ التفريق بين هذه الفوارق وألا تطغى الأجندات الخاصة على مستقبل سورية وشعبها، اليوم يوجد احتلال ومرتزقة وتغيير ديموغرافي وهذا خطر على دمشق.

س- هل يندرج الحصار ضمن ماتسمونه بمساعي إخضاع الإدارة الذاتية ومشروعها السياسي ؟

ج-الحصار هو نوع من الهجوم على الإدارة ومناطق حلب لإضعافها وإجبارها لاتخاذ خطوات متراجعة ضد ذهنية دمشق، هذه سياسة قديمة ولا زالت مستمرة، لكن لن تنجح هذه السياسة بالعكس هي تأزم الأمور وتعقدها، وهي خطوات تصعيدية من أجل إنهاء معاناة السوريين وحل الأزمة السورية أن يتم فتح قنوات الحوار والتفاهم بين كل السوريين للحد من المعاناة الانسانية والاقتصادية كأولوية والتفاهم سياسياً أيضاً وبناء مستقبل ديمقراطي لكل السوريين.