بسبب احتكار “وتد” للمحروقات في إدلب …أطفال وشبان يمتهنون تهريب المحروقات من ريف حلب الشمالي 

25

أصبح تهريب المحروقات وإدخالها لمناطق إدلب وريفها مقصداً للعديد من الشبان والأطفال الذين يجدون فيها وسيلة لتأمين قوت يومهم، بسبب احتكار المحروقات والتحكم بأسعارها ضمن مناطق إدلب وريفها من قبل شركة “وتد” التابعة لهيئة تحرير الشام، وبسبب الغلاء الكبير في الأسعار وتفاوت سعر المحروقات بين مناطق إدلب وريفها ومناطق ريف حلب الشمالي الخاضعة لسيطرة الفصائل الموالية لتركيا.
فروق أسعار المحروقات مثل البنزين والمازوت هو من أهم الأسباب التي دفعت العديد من الشبان والأطفال للعمل في مجال التهريب.
ويوضح ذلك الناشط ( م.أ) في حديثه لـ”المرصد السوري” ويقول، بأن استخدام الأطفال في مثل هذه المهن يعتبر انتهاكاً بحقهم واستغلالاً لأوضاعهم المعيشية الصعبة فقد يتعرضون للاعتقال من قبل عناصر هيئة تحرير الشام بعد أن يدخلوا إلى مناطق إدلب، فضلاً عن العمل الشاق والمجهد الذي يفوق قدراتهم الجسدية.
مضيفاً، أن طرق التهريب التي يسلكها المهربون من شبان وأطفال هي طرق زراعية وعرة لا تمر بالحواجز العسكرية لهيئة تحرير الشام لذلك فإن كميات المحروقات المهربة ليست بالكبيرة بل يقوم كل شخص بملئ “كالونات” وتهريبها إما مشياً على الأقدام أو عبر دراجات نارية.
ويوضح أن عناصر هيئة تحرير الشام تتعامل بشكل صارم مع كل من يحاول نقل المحروقات من مناطق ريف حلب الشمالي لدرجة أنه يتم تفتيش خزانات الوقود للسيارات التي تأتي عن طريق المعابر الفاصلة بين المنطقتين ولا يسمح للسيارات تعبئة خزاناتها كاملاً، في حين يسمح بأقل من 20 لتر للسيارة الواحدة ومن يخالف ذلك يتم حجز سيارته وتعريضه للعقوبة، وكل ذلك من أجل حصر كل عمليات شراء المحروقات داخل مناطق إدلب وريفها لزيادة أرباح شركة “وتد” التي تحتكر المحروقات.
ويواجه سكان مناطق إدلب وريفها أزمة خانقة بسبب غلاء أسعار المحروقات من بنزين ومازوت لدرجة كبيرة نتيجة احتكار المادة، حيث تسبب هذا الغلاء بتضرر العديد من النواحي لاسيما التجارية وأصحاب السيارات العامة.
وفي شهادته لـ”المرصد السوري” يتحدث ( أ.ك) وهو صاحب سيارة يعمل بها في النقل الداخلي ضمن منطقة دير حسان في ريف إدلب الشمالي يقول، أن أسعار المحروقات أجبرته على تخفيف عمله كثيراً وعدم التنقل إلا للحاجة الضرورية.
مضيفاً، أنه كان يأخذ مبلغ 150 ليرة تركية مقابل مسافة نحو “30 كيلومتر”، أما الآن فلا يمكنه ذلك ويتكلف فقط ثمن محروقات أكثر من 250 ليرة، فأصبح يأخذ مبلغ 300 ليرة عن هذه المسافة في حال قام بتوصيل شخص أو عائلة، لهذا السبب تراجع الطلب والإقبال عليه إلى حد كبير، أما المحطات التي تبيع غالبيتها لشركة”وتد” فهي تعمل على احتكار المحروقات وتحديد الأسعار.
ويؤكد أخيراً أن غالبية المحطات تتبع طريقة واحدة لفرض احتكار المحروقات والتحكم بالسعر وهي أنها تعلم موعد ارتفاع أسعار المحروقات وقبل ساعات من ارتفاعها تقوم بالإغلاق وتمتنع عن البيع حتى ترتفع الأسعار وذلك للحفاظ على الكميات التي لديها وبيعها بأغلى سعر، وهذه الطريقة باتت معروفة بشكل كبير.
وأفادت “مصادر محلية” لـ”المرصد السوري” أن هناك نسبة كبيرة من المهربين من الأطفال ومنهم من لا يتجاوز عمره 12 عاماً، حيث يتم استخدامهم بسبب أنهم يتعرضون لعقوبة أخف في حال تم إلقاء القبض عليهم من قبل عناصر هيئة تحرير الشام وكوسيلة ليتمكن من يقودهم الهروب، ومن المؤكد أيضاً أنهم لا يتلقون أجوراً مالية كافية مقابل تعبهم وجهدهم الكبير الذي يبذلونه خصوصاً في الأجواء الباردة.
وبحسب المصادر، فإن التركيز يتم على تهريب المازوت باعتبار أن أسعار البنزين تقريباً تعتبر واحدة أو بفارق قليل جداً، ويتم البيع لتجار في إدلب لبيعه بسعر  أعلى وينتج عن ذلك أرباح كبيرة لهؤلاء التجار والمهربين.
ويبلغ سعر لتر المازوت المكرر ضمن مناطق ريف حلب الشمالي نحو 6 ليرات تركية، بينما يبلغ في مناطق إدلب وريفها 10.23 ليرة تركية، أما البنزين فيبلغ ضمن مناطق ريف حلب الشمالي 11.10 ليرة تركية، وفي إدلب وريفها 11.18 ليرة تركية.
ويشار أن شركة”وتد” كانت قد حددت سعر المحروقات بالدولار الأمريكي وذلك بعد موجة من الاستياء الشعبي نتيجة ارتفاع الأسعار بشكل كبير، وتعمل هيئة تحرير الشام على دعمها ومنع وجود أي شركة أخرى مستقلة منافسة، لتزيد من أرباحها فهي تعتبر أحد أهم مصادر التمويل وتجني سنوياً ملايين الدولارات من عائدات بيع المحروقات.