بسبب الكيماوي.. مصير مجهول ينتظر “المصالحة” بين الأسد وتركيا

27

على الرغم من الجهود الأخيرة لردء الصدع بالعلاقات مع النظام في سوريا، فإن الإجراءات التركية الأخيرة قد تنذر بتغيير في الموقف.

فقد أعلنت تركيا، الأحد، أنها ستواصل دعم جهود منظمة “حظر الأسلحة الكيماوية” الرامية لضمان المساءلة عن استخدام تلك الأسلحة في سوريا، وذلك على خلفية الهجوم بغاز الكلور في دوما بريف دمشق، الذي أدى إلى مقتل 48 شخصاً، والمتهم بتنفيذه النظام السوري.

أنقرة تدين الأسد باستخدام الكيماوي

كما ذكرت وزارة الخارجية التركية، في تعليق على تقرير المنظمة الصادر الجمعة الماضية، حول استخدام النظام السوري الأسلحة الكيماوية في الهجوم الذي وقع في 7 أبريل/نيسان من عام 2018، أن فريق التحقيق والكشف التابع لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، الذي أنشئ لتحديد الأطراف التي تستخدم الأسلحة الكيماوية في سوريا، كشف في تقريره الثالث، أن الهجوم بغاز الكلور الذي وقع في دوما نفّذه النظام.

وأضاف البيان أن التحقيقات أثبتت مسؤولية النظام عن الهجوم، مشددا على أن تركيا ستواصل دعم الجهود الرامية لضمان المساءلة في سوريا، ولا سيما الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية.

أتى الإعلان التركي بعدما نشرت المنظمة الدولية، ومقرُّها لاهاي، تقريرها الأخير ذاكرة فيه أن محققيها وجدوا أسباباً وجيهة تفيد بأن النظام السوري أسقط أسطوانتين تحويان غاز الكلور على مدينة دوما في أبريل 2018، ما أسفر عن مقتل 43 شخصاً، مشيراً إلى استخدام نظام بشار الأسد الأسلحة الكيماوية خلال الحرب.

وجاء كلام المنظمة استناداً إلى تقييم شامل أجرته للحادث، حيث استنتج فريق التحقيق التابع للمنظمة، أنه مساء يوم 7 أبريل 2018، ألقت طائرة هليكوبتر واحدة على الأقل من قوات النمر التابعة للنظام، أسطوانتين صفراوي اللون تحتويان غاز الكلور السام على بنايتين سكنيتين بمنطقة مأهولة بالسكان في دوما، ما أسفر عن مقتل 43 شخصاً وإصابة العشرات.

مصير مجهول

إلا أن الموقف التركي الجديد ترك مفاوضات تطبيع العلاقات مع النظام في سوريا في طريق مجهول، وذلك بعد أسابيع من جهود روسية انطلقت في هذا الاتجاه.

موقف مفاجئ من أنقرة يدين الأسد

ويرى مراقبون أن أنقرة باتت تتمهل في تصريحاتها وخطواتها للتطبيع مع نظام الأسد، بعد زيارة جاويش أوغلو للولايات المتحدة، التي أعلنت صراحة رفضها أي تقارب من جانب أي دولة مع النظام.

إلا أن تركيا تطمح في الوقت نفسه إلى تنفيذ مطالبها في شمال سوريا المتعلقة بتنفيذ الولايات المتحدة وروسيا تعهداتهما بإبعاد القوات الكردية عن حدودها لمسافة 30 كيلومتراً بهدف إقامة حزام أمني واستكمال المناطق الآمنة لاستيعاب اللاجئين السوريين لديها.

مفاوضات محتملة

يشار إلى أن وزارة الدفاع الروسية كانت أعلنت، الشهر الماضي، أن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، والتركي خلوصي أكار، والسوري علي محمود عباس، أجروا محادثات ثلاثية في موسكو لبحث سبل حل الأزمة السورية، وضرورة مواصلة الحوار لتحقيق الاستقرار في دمشق.

وذكرت في بيان أن محادثات ثلاثية بين وزراء دفاع كل من روسيا وسوريا وتركيا كانت انعقدت في موسكو في 28 ديسمبر الماضي، جرى خلالها بحث سبل حل الأزمة السورية ومشكلة اللاجئين، والجهود المشتركة لمكافحة الجماعات المتطرفة في سوريا.

في حين عدّ هذا اللقاء الرسمي الأول على المستوى الوزاري بين تركيا وسوريا منذ اندلاع الأزمة السورية في العام 2011، وما نجم عنها من توتر للعلاقات بين أنقرة ودمشق.

وخلال الفترة الماضية، أعلنت موسكو مراراً عن جهود روسية لحل الأزمة بين تركيا والأسد وسط حديث عن مزيد من المناقشات بين الطرفين حول آخر التطورات في سوريا، والوضع شمالها، ومحاربة التنظيمات الإرهابية، إضافة إلى عودة اللاجئين، دون معلومات رسمية حتى الآن.

المصدر: العربية نت