بسبب غلاء أسعارها بشكل كبير.. اللحوم الحمراء تغيب عن موائد فقراء دير الزور مع اقتراب فصل الصيف

49

سجلت أسعار اللحوم الحمراء هذا العام ارتفاعات قياسية لم تشهدها الأسواق في دير الزور من قبل، إذ بلغ سعر الكيلو الواحد ما بين 50 – 70 ألف ليرة سورية وهي المرة الأولى التي يصل السعر لهذا المستوى على مر السنوات الماضية مقابل ما بين 10 الى 12 ألف ليرة سورية العام الماضي.

وكانت اللحوم الحمراء في سنوات سابقة تمثل جزءًا من الموائد لمعظم الأسر في دير الزور، نتيجة مقدرة غالبية الأسر على شرائها، إذ كان يبلغ سعر الكيلو الواحد نحو 10 آلاف ليرة سورية، إضافة إلى أن بعض الأسر كانت تستخدم اللحوم كوجبة رئيسية بجانب ثمرة البامية خصوصاً في فصل الصيف.

يقول (ج.ع)، أحد القصابين في بلدة هجين للمرصد السوري لحقوق الإنسان، إن ارتفاع الأسعار هذا الموسم، أدى إلى تراجع مبيعاته بنحو 70 بالمئة مقارنة بمبيعاته خلال الفترة نفسها من العام الماضي، مما جعله يفكر في تغيير مهنته بعد أن أصبحت لا توفر له المردود الكافي في ظل ارتفاع الأسعار بشكل عام مستدركا أن أسعار لحوم الأغنام والأبقار ليس لها علاقة بارتفاع أو انخفاض أسعار الدولار مضيفاً، أن اسعار العجول ارتفعت كثيرا أيضا بواقع 40 ألف ليرة سورية للكيلو غرام الواحد.

بدوره أرجع تاجر الأغنام (أ.س) في حديثه مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، هذه الارتفاعات القياسية إلى أكثر من سبب منها التغيرات المناخية والهطولات المطرية التي ساعدت مربي المواشي على الرعي في المساحات المجانية دون الحاجة لشراء الأعلاف بأسعار مرتفعة وكذلك مصاريف النقل على المربي أو التاجر كما أن مربي المواشي لم يعودوا يعرضوا الأغنام في الأسواق لأن أسعارها تستمر في الارتفاع حيث بلغ سعر الرأس الواحد من الغنم قرابة المليون ليرة لذا فإن المربين باتوا يحتكرون الماشية كونها لا تكلفهم أعباء مادية كبيرة وفي ذات الوقت تجارتها رابحة ومضمونة.

وتشكل الأسعار المرتفعة لجميع المواد الغذائية وانهيار قيمة صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي، الهاجس الأكبر لدى غالبية السكان والأهالي في مناطق ريف دير الزور ويقابل ذلك شح في فرص العمل وتدني مستوى أجور العمال ورواتب الموظفين وغياب شبه كامل لدور المؤسسات المعنية التابعة للإدارة الذاتية.