بعد أن ضاقت بهم سبل العيش في بلادهم.. المدنيون السوريون يصطدمون ببطش واعتداءات الجندرما التركية خلال محاولتهم البحث عن حياة آمنة

51

في خضم الأوضاع الكارثية التي تعيشيها سورية ضمن مختلف جوانب الحياة على اختلاف مناطق السيطرة، ولاسيما الاوضاع المعيشية التي أرهقت المواطنيين السوريين، وهو ما أدى لموجة جديدة من الهجرة إلى دول اللجوء، يقف الجنود الأتراك وتحديداً عناصر حدود الحدود “الجندرما” كحائط صد بشري في وجه الفارين من ويلات الحرب ليس فقط بمنعهم من الوصول إلى تركيا سواء للعيش فيها أو لاتخاذها خطوة أولى للذهاب نحو أوروبا، مستهدفين بالأسلحة الحية كل شخص يحاول عبور الحدود بطريقة غير شريعة، فيطلقون نيرانهم صوبهم تارة، وتارة يلقون القبض عليهم ليتفنون بتعذيبهم وضربهم بشكل مبرح، وفي هذا السياق، رصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، حادثة اعتداء جديدة من قبل الجندرما على مواطنين سوريين، حيث جرى الاعتداء بالضرب المبرح على 4 شبان حاولوا دخول الأراضي التركية خلسة من الشريط الحدودي بمنطقة عامودا ضمن محافظة الحسكة، وجرى نقل الشبان الأربعة إلى المشفى نتيجة لتعرضهم لكسور ورضوض على خلفية الضرب المبرح من قبل قوات حرس الحدود التركي.

المرصد السوري أشار في 15 الشهر الجاري إلى أن 4 شبان من أبناء المنطقة تعرضوا للضرب المبرح من قبل قوات حرس الحدود التركية “الجندرما” أثناء محاولتها الوصول إلى الأراضي التركية بطريقة غير شريعة، من ريف الدرباسية عند الحدود بين البلدين، لتقوم الجندرما بالتعرض لهم بالضرب المبرح حيث أن إصابة أحد الشبان بليغة، وتتراوح أعمار الشبان بين 18 و20 عاماً، في الوقت الذي اعلنت فيه الدفاع التركية اعتقال 6 أشخاص بينهم اثنين من “قسد” أثناء محاولتهم دخول الأراضي التركية بطريقة غير شرعية، ونفت مصادر المرصد السوري صحة الرواية التركية، مؤكدة أن الشبان عددهم 4 وهم مدنيون لا ينتمون لأي جهة عسكرية.

وكان المرصد السوري وثق في 18 أيلول الجاري، استشهاد رجلين اثنين، أحدهما من أبناء منطقة بقرص والآخر من منطقة الشميطية ضمن محافظة دير الزور، وذلك برصاص قوات حرس الحدود التركية “الجندرما”، خلال محاولتهما دخول الأراضي التركية بطريقة غير شرعية من منطقة شمال شرق سورية، ليرتفع إلى 26 بينهم سيدة و6 أطفال، تعداد السوريين الذين قتلوا منذ مطلع العام 2021، برصاص قوات حرس الحدود التركي “الجندرما”، وذلك في محافظتي إدلب والحسكة خلال محاولتهم الدخول نحو الأراضي التركية.

وبحسب توثيقات المرصد السوري لحقوق الإنسان، بلغ تعداد المدنيين السوريين الذين استشهدوا برصاص قوات “الجندرما” منذ انطلاق الثورة السورية إلى 485 مدني، من بينهم 88 طفلاً دون الثامنة عشر، و 45 مواطنة فوق سن الـ18.