بعد أن كانت من المحظورات.. نساء إدلب يتعلمن قيادة السيارة ويكسرن حاجز الخوف

35

تمكنت النساء في إدلب كسر حاجز الخوف من القوى الأمنية التابعة لهيئة تحرير الشام والعودة إلى قيادة السيارة بعد أن كانت قيادة السيارة جرمًا يعاقب عليه ولي أمرها.
ومنذ أن أحكمت هيئة تحرير الشام مع عدة فصائل إسلامية وجهادية أخرى سيطرتها على مناطق إدلب وريفها في العام 2015، عملت على تقليص دور المرأة وحرمانها من العديد من الحقوق بدعوى الأخلاق والحشمة والالتزام الشرعي، في حين تمكنت من استعادة دورها مع التغييرات بسياسة هيئة تحرير الشام وتعاطيها مع المدنيين، بهدف تغيير صورتها أمام الرأي العام والمجتمع الدولي وإزالتها من لوائح الإرهاب ونزع صورة التشدد عنها.
السيدة (ر.س) تتحدث في شهادتها لـ”المرصد السوري” قائلة، كانت فكرة قيادة السيارة بالنسبة لها أمراً مستحيلاً نظراً للتشديد الذي كان يمارس على النساء سابقاً ومنعهن من أبسط الأمور حتى الشخصية منها، لكنها منذ عدة أشهر بدأت تقود سيارتها الخاصة وتتجول بها في عدة بلدات ومناطق في ريف إدلب الشمالي، وتعمل لدى إحدى المنظمات الإنسانية دون أن تتعرض للمساءلة أو التوقيف.
وتضيف، لا يخلو الأمر من نظرات الشارع في إدلب ولاسيما من قبل بعض المدنيين من النازحين من مناطق مختلفة في مخيمات النزوح، لكنها لا تتعرض للتوقيف على الحواجز الأمنية التابعة “لهيئة تحرير الشام” ويتعاملون معها كأي شخص يقود سيارة، إنما في بعض الحواجز تلاحظ نظرات وملامح انزعاج من قبل العناصر.
وتؤكد أنها لم تعد تهتم بهذه النظرة السلبية واستطاعت التغلب عليها فهي ترى أن من حق المرأة الخروج من منزلها وتقود السيارة فهو ليس بالأمر الخارج عن إطار الآداب، لكن الجهل حتى في الدين الإسلامي وعدم معرفة مدى التكريم الذي حظيت به المرأة في الإسلام هو سبب تعنت بعض المتشددين وسلب حق المرأة.
ومع توجه الكثير من النساء لقيادة السيارة في عدة بلدات في ريف إدلب افتتحت بعض المدارس لتعلم قيادة السيارة للمرأة حصراً، وذلك للمرة الأولى منذ أن سيطرت “هيئة تحرير الشام” على المنطقة، وتقف العديد من الأسباب وراء توجه النساء لقيادة السيارة في إدلب ورغبتهن في تعلم القيادة، ويتحدث الناشط ( م.أ) في شهادته لـ “المرصد السوري” قائلاً، لا يقتصر دور المرأة على موضوع قيادة السيارة ويجب أن تحظى بمزيد من الدعم فيما يتعلق بحقها في أن تكون مشاركة في جميع ميادين العمل.
مضيفاً، قيادة السيارة هي أمر أصبح حاجة ملحة لدى شريحة كبيرة من النساء ممن فقدن أزواجهن ومنهن مهجرات من مناطق مختلفة لا يوجد لهن معيل أو شخص يساعدهن على تحمل أعباء المعيشة، لذلك ففكرة أن تقود سيارة بنفسها وتذهب لقضاء حاجياتها من شراء مستلزمات المنزل أو التوجه للعمل إن كانت تعمل ذلك أفضل بكثير من طلبها للمساعدة من الناس وأن تقف على قارعة الطريق تنتظر مرور السيارات لتذهب لمكان معين.
كما ويوضح أن تعامل هيئة تحرير الشام” بالفعل أصبحت أكثر سهولة بالنسبة لموضوع قيادة السيارة للنساء وذلك سعياً لإبراز نفسها أنها لا تمانع التقدم الاجتماعي والتحضر، لكن إلى الآن ورغم كل هذا يوجد شريحة كبيرة من المدنيين يرفضون هذه الفكرة مثل المناطق ذات الطابع العشائري.
ويذكر أن المرأة السورية عانت كثيراً منذ بداية الثورة السورية من تهميش وإقصاء الفصائل والجماعات الجهادية لها وحرمانها من بعض حقوقها والتضييق عليها، ورغم ذلك استطاعت أن تثبت نفسها فعلياً في بعض المجالات، وتصب بعض المنظمات في الوقت الراهن اهتماماً بالغاً في تمكين المرأة والدفاع عن حقوقها.