بعد إفشال هجوم واسع على دمشق قبل 17 يوماً..فصائل عاملة بأطراف دمشق تهاجم العاصمة من محور جديد وتتقدم في عدة مواقع

21

تشهد العاصمة دمشق منذ صباح اليوم انفجارات عنيفة تهز المدينة، نتيجة لاستمرار المعارك العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وهيئة تحرير الشام وفيلق الرحمن وحركة أحرار الشام الإسلامية من جهة أخرى، في محاور بحي جوبر الواقعة عند الأطراف الشرقية للعاصمة، حيث يأتي هذا الهجوم بعد 17 يوماً من فشل واحدة من أكبر العمليات العسكرية التي كانت ستشهدها العاصمة، إثر تحضر الفصائل لتنفيذ هجوم من محور برزة نحو داخل مدينة دمشق، قبل أن يعمد لواء عامل في برزة لإفشال الهجوم عبر إبلاغ حواجز النظام بوجود آلاف المقاتلين داخل الحي متحضرين لبدء عمليتهم.
هذه الاشتباكات التي يشهدها حي جوبر الدمشقي منذ صباح اليوم، بدأت عبر تفجير عربتين مفخختين على محور معمل كراش وفي محور مؤسسة الكهرباء بالحي، عقبها بدء الفصائل هجماتها المتلاحقة على عدد من المحاور في جوبر، وسط قصف مكثف من الطائرات الحربية بالصواريخ والقنابل، وقصف لقوات النظام بقذائف المدفعية والهاون والصواريخ، على محاور القتال في حاجز سيرونيكس والاتستراد الدولي ومعمل كراش، ومناطق سيطرة الفصائل، في حين تمكنت الفصائل من تحقيق تقدم والسيطرة على 4 مواقع لقوات النظام، كذلك تحاول الفصائل إيصال مناطق سيطرتهم في حي جوبر بمناطقهم في بحي القابون، فيما خلفت المعارك والقصف خسائر بشرية فادحة في صفوف طرفي القتال، بينهم أكثر من 6 أسرى من عناصر النظام والمسلحين الموالين لها، وسط استمرار حالة الشلل التي تشهدها المنطقة المحيطة بجوبر في داخل العاصمة دمشق، بالإضافة لحذر في التنقل لدى سكان العاصمة نتيجة سقوط القذائف المكثف منذ صباح اليوم على أماكن في وسط دمشق، حيث كانت سقطت قذائف منذ صباح اليوم مستهدفة مناطق بين شارع حلب ومنطقة القصاع، ومحيط شارع برنية بحي ركن الدين، وحي القصور وسط العاصمة، ومحيط حي المهاجرين وبساتين العدوي ومنطقة العباسيين وكراجها وشارع فارس الخوري ومنطقة التجارة وباب توما، بالتزامن مع سقوط رصاص متفجر على المناطق ذاتها، ما تسبب بأضرار مادية، ولم ترد أنباء عن خسائر بشرية إلى الآن.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان حصل في الثاني من آذار / مارس من العام الجاري 2017، على معلومات من عدة مصادر موثوقة، أكدت للمرصد أن لواءاً مقاتلاً ينشط في حي برزة الدمشقي، عمد إلى إفشال عملية واسعة متجهة إلى داخل العاصمة دمشق، وفي التفاصيل التي أُبلغ بها المرصد السوري، فإن حي برزة الدمشقي الواقع في الأطراف الشرقية للعاصمة، شهد اليوم استنفاراً لمقاتلي هذا اللواء، بالتزامن مع استنفار لحواجز قوات النظام المحيطة بالحي، على خلفية إبلاغ قسم من مقاتلي اللواء لحواجز النظام، بوجود تحرك لفصائل إسلامية من أبرزها هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام وجيش الإسلام، لتنفيذ عمل عسكري كبير، يتخذ من برزة نقطة انطلاق له، حيث سيقوم مقاتلو هذه الفصائل الذين جرى تهيئتهم مسبقاً لهذه العملية، بالتحرك من حي برزة، والالتفاف على الحواجز المحيطة ببرزة والتي يتمركز عليها عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها، ومن ثم سيهاجمون بغية التقدم إلى داخل العاصمة دمشق، وأكدت المصادر للمرصد، أن العمل العسكري للفصائل كان من المقرر أن ينطلق صباح اليوم، ومع دخول آلاف المقاتلين إلى حي برزة، عمد مقاتلون من اللواء العامل في برزة والذي دخل في “مصالحة” مع النظام منذ العام 2014، ويتمركز مقاتلون منه في حواجز مشتركة مع النظام، بمحيط حي برزة، عمدوا إلى إبلاغ حواجز النظام بوجود عمل عسكري في الحي نحو العاصمة دمشق وبتفاصيله، ليبدأ استنفار حواجز النظام في محيط برزة، بالإضافة لاعتلاء قناصة هذا اللواء أسطح المباني ورصده لكافة الشوارع والمحاور الرئيسية في حي برزة.

المصادر الموثوقة أكدت للمرصد السوري لحقوق الإنسان حينها أن مجموعات من اللواء المقاتل العامل في برزة، كانت موافقة على هذا العمل، بيد أن مجموعات أخرى غير موافقة على هذا العمل، عمدت لإبلاغ النظام بوجود عمل عسكري يهدف لتنفيذ هجوم واسع والدخول إلى العاصمة دمشق، فيما قدر عدد المقاتلين المجهزين للعملية والذين دخلوا إلى الحي بنحو 5 آلاف مقاتل من الفصائل الإسلامية، وأشارت المصادر الموثوقة، أن هذه هي المرة الثانية التي يقوم بها هذا اللواء العامل في حي برزة، بإفشال عمل واسع كان يهدف لدخول ضاحية الأسد والسيطرة عليها مع تمكن جيش الإسلام من السيطرة على مرتفعات قريبة من الضاحية وبأطراف غوطة دمشق الشرقية.