بعد ارتفاع تكاليف الإنتاج في المداجن.. البيض واللحم يغيبان عن موائد العائلات في حمص

32

محافظة حمص: شهد قطاع تربية الدواجن في مدينة حمص خلال الفترة الراهنة عزوف عشرات المربين عن مهنتهم معلنين عن إغلاق مداجنهم لوقت غير محدد،  بعدما ارتفعت أسعار الأعلاف والأدوية البيطرية والصوص، العامل الأبرز لنجاح الإنتاج  لدرجة عدم قدرة أصحاب المهنة على تغطية مصاريفها.
وأفاد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن أسعار اللحم الأبيض (الفروج) سجلت أرقاما خيالية حالت دون مقدرة شريحة واسعة من الأهالي على شرائها، بل وأصبح الحصول على (الفروج الكامل) بالنسبة للكثير من العائلات ضرباً من ضروب الخيال والترف الزائد عن الاحتياجات الرئيسية للعائلة.
وتحدث (س. م)  أحد مربي الدواجن عن الأسباب التي دفعته للتخلي عن مهنته التي واظب عليها في ظل الحصار الذي فرض على بلدته “الزعفرانة” إبان سيطرة فصائل المعارضة على ريف حمص الشمالي، مؤكداً أن الوضع الراهن أصعب بكثير عما كان عليه خلال أيام الثورة.
وأضاف، أن سعر الصوص الواحد بلغ خلال الفترة الراهنة ما يقارب ألف ليرة سورية مسجلاً ثلاثة أضعاف سعره خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مضيفاً أن سعر طن العلف الذي يحتاجه فوج الفروج خلال مرحلة النمو والتي لا تتجاوز ٤٥ يوماً، بلغ مليون ونصف المليون ليرة سورية، ناهيك عن ارتفاع أسعار الأدوية البيطرية والتي تكون في معظم الأحيان فاسدة ما يتسبب بنفوق الصوص مسبباً خسائر فادحة لأصحاب المداجن.
من جهتها قالت (أم حازم) وهي سيدة في العقد الرابع من عمرها: لم يعد بإمكان الكثير منا الحصول على فروج كامل، الذي يتراوح سعره النيء ما بين 45-60 ألف ليرة سورية ما يضطرنا لشراء الرقاب أو الجوانح فقط من أجل عدم حرمان أطفالنا من أكل اللحم الأبيض حينما تتاح لنا الفرصة.
وأردفت أن الغلاء الذي يشهده قطاع الدواجن طال بدوره منتجاتها من البيض الذي سجل هو الآخر ارتفاعا باهظاً بعدما سجل صحن البيض سعر 29 ألف ليرة بمعدل ألف ليرة للبيضة الواحدة.
وتسائل عدد من الأهالي في مدينة حمص عن كيفية تأمين سعر البيض في حال قرروا منح أبناءهم بيضة واحدة في كل وجبة (الفطور والغداء والعشاء) ما يعني ضرورة دفع مبلغ 15 ألف ليرة، للأسرة الوسطية المؤلفة من خمسة أشخاص يومياً، بمعدل مبلغ 450 ألف ليرة شهرياً ما يعادل راتب موظف حكومي لثلاثة أشهر متتالية، دون إجراء حسابات إضافية للزيت أو السمنة أو الملح والخبز الذي يحتاجه فرد الأسرة لتناول مخصصاته من البيض..!