بعد اعتقال القاضي الأول في الهيئة.. جهازها الأمني يشن حملة اعتقالات في إدلب

31

شن الجهاز الأمني في هيئة تحرير الشام حملة اعتقالات طالت عناصر وقيادات في التنظيمات المستقلة وهيئة تحرير الشام في مدينة إدلب، وسط استنفار أمني في المدينة وساحاتها الرئيسية.
ويأتي ذلك بعد ساعات من اعتقال القاضي الأول لدى الهيئة.
وكانت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أفادت، أمس، بأن هيئة “تحرير الشام” اعتقلت القاضي الأول لديها المدعو “أبو القاسم الشامي” وذلك من مدينة إدلب، فجر أمس الاثنين، حيث جرى مصادرة سلاحه الشخصي وأجهزته الشخصية عقب اعتقاله.
ووفقًا لمصادر المرصد السوري، فإن عملية اعتقال ” الشامي” جاءت بعد أيام من استقالته من منصبه في الهيئة، حيث كان يشغل عدد كبير من المناصب ويدير الكثير من الملفات الأمنية الحساسة، كمنصب المسؤول العام عن القضاء الداخلي في “تحرير الشام” ومسؤول قضايا المنظمات، ويعتبر أحد قضاة محكمة الجنايات الأمنية والعسكرية في إدلب، وقاضيًا في محكمة الجنايات المدنية سابقًا، والمسؤول السابق عن المحكمة العسكرية في إدلب.
يأتي ذلك في ظل تصاعد الخلافات الداخلية بين قادة الصف الأول بهيئة “تحرير الشام” عقب التغييرات الأخيرة التي طرأت على سياستها، من خلال إبعاد المتشددين وتحجيم دورهم وحملات الاعتقال المستمرة والتي لم تتوقف ضد الجهاديين من جنسيات غير سورية بتنظيم “حراس الدين” وغيرها من التشكيلات الجهادية.
المرصد السوري لحقوق الإنسان كان قد نشر في 27 يونيو/حزيران المنصرم، أن الاستنفار الأمني لعناصر القوى الأمنية التابعة لهيئة تحرير الشام، بسبب الاستعداد لعملية أمنية ضد فصيل “أنصار الإسلام” الجهادي في إدلب، حيث عملت على قطع بعض الطرقات في محيط مدينة إدلب.
ونشر المتحدث الرسمي باسم جهاز الأمن العام التابع لهيئة تحرير الشام، متحدثا عن “الغلو”، حيث قال: “يُعدُّ الغلو من أخطر الآفات الاجتماعية والفكرية والنفسية التي تفتك بأفراد المجتمع، وأسبابه كثيرة، منها :الجهل في الفهم الصحيح لمقاصد الشريعة الإسلامية وضوابط تطبيقها، أو الانحراف الفكري أو اتباع الأهواء وغير ذلك. وينتج عن ذلك غلو في الدين وتكفير للمسلمين وقتلهم والتعصب للرأي وتحريم للمباحات. وخطر ذلك كبير جداً على المجتمع وأفراده، فيصل إلى قتل المسلمين واستباحة دمائهم وأموالهم وتدمير عوائلهم وتفكيك النسيج الاجتماعي، وما جرائم خلايا الغلو والتكفير المتمثلة في خلايا تنظيم الدولة والخلايا الأخرى ونتائج أفعالهم ببعيدة”.
ويأتي ذلك في ظل استمرار هيئة “تحرير الشام” حملتها ضد الجهاديين في مناطق سيطرتها بهدف التفرد بالحكم والهيمنة الكاملة على مناطق نفوذها في إدلب وأجزاء من ريف حلب واللاذقية وحماة.