بعد التهديد بقطع الرؤوس..مقاتلون من “غصن الزيتون يدعون لتوطين نازحين سوريين في قرى عفرين

27

مأساة سورية جديدة، تعصف بالمعانين منها، ليزداد الأمر سوءاً ويتصاعد تردي الوضع الإنساني في منطقة سورية جديدة، شبيهة ببقية المناطق، إذ رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان استمرار مأساة المواطنين السوريين في منطقة عفرين، حيث وردت إلى المرصد السوري صور أظهرت عشرات المدنيين ممن التجأوا إلى الكهوف والمغاور في الجبال المتواجدة في ريف عفرين الجنوبي الغربي، بعد نزوحهم من منطقة جنديرس نحو المناطق التي لا تزال متبقية تحت سيطرة وحدات حماية الشعب الكردي، حيث أكدت عدد من المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن هؤلاء المواطنين لم يتمكنوا من إكمال مسيرهم نحو مناطق بعيدة عن مواقع القتال، نتيجة التحليق المستمر للطائرات التركية في المنطقة وقصفها لأماكن في المنطقة مع قصف مدفعي وجوي تركي على المنطقة.

المرصد السوري لحقوق الإنسان وردت إليه نسخة من شريط مصور قام أحد عناصر عملية “غصن الزيتون” بتصويره، قال في الشريط المصور أنه في بلدة الشيخ حديد، الأمر الذي أكدته مصادر للمرصد السوري، وقال المقاتل في الشريط المصور “”هذه الشيخ حديد محررة بالكامل خالية من الإرهابيين الانفصاليين، والأخوة من تهجروا من الرقة والطبقة والمناطق التي أخذوها الانفصاليين الخونة، كل واحد تهجر ليأتي إلى عفرين ويأخذ أحلى بيت مع أرض زيتون”، وياتي هذا الشريط المصور في أعقاب أشرطة مصورة أخرى، وردت نسخ منها إلى المرصد السوري لحقوق الإنسان، والتي تظهر مقاتلين من قوات عملية “غصن الزيتون” يتوعدون قاطني عفرين، موجهين رسالتهم عبر أحد المقاتلين الذي قال:: إلى الملاحدة الأكراد نقول لهم والله إن تبتم وعدتم إلى الله فاعلموا أنتم أخواننا، وإن أبيتم إنا نرى رؤوسكم قد أينعت وقد حان لنا قطافها”، وأشارت مصادر للمرصد السوري أن الشريط المصور من المرجح أنه في منطقة الشيخ حديد الواقعة في الريف الغربي لعفرين، من إحدى القرى التي جرى السيطرة عليها من قبل القوات التركية والفصائل الإسلامية والمقاتلة، كذلك كانت شهدت عفرين دعوات مشابهة من آخرين لتوطين النازحين والمهجرين السوريين من المحافظات السورية الأخرى داخل هذه القرى

من جانب آخر حذرت وحدات حماية الشعب الكردي في بيان لها من الاقتراب من ممتلكات المدنيين في القرى التي سيطرت عليها القوات التركية وفصائل عملية “غصن الزيتون”، معتبرة كامل ما سيطرت عليه القوات التركية إلى الآن مناطق عسكرية مستهدفة من قبلها، وجاء في البيان:: “”إننا في وحدات حماية الشعب YPG، نؤكد أن جميع المناطق التي تهدف الفاشية لتحويلها إلى مستوطنات كانت ولا تزال مناطق عسكرية وساحة حرب تشهد بشكل يومي عمليات عسكرية، ونحذر جميع المتورطين من الاقتراب منها، حيث سيكونون هدفاً مشروعاً لمقاتليننا، كما ندعو الذين تمّ استقدامهم إلى عدم الانجرار إلى الألاعيب التركية ونحذرهم من التعاون مع الفاشية التركية في تحقيق أهدافها العدوانية بحق شعوب المنطقة، حيث سيكون استيطانهم في تلك المنطقة إجباراً بدون مستند قانوني أو صفة شرعية بالنسبة لنا، وخرقاً لمبادئ القانون الدولي الإنساني واحتلالاً سيكون من حق مقاتلينا استهدافه””.

رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان تمكن القوات التركية والفصائل المقاتلة والإسلامية من تحقيق تقدم في المنطقة، والتمكن من التقدم من جنوب عفرين قادمة من منطقة جنديرس، نحو مناطق تقدمها الواقعة في شرق مدينة عفرين، إذ كان نشر المرصد السوري قبل نحو 72 ساعة أن القوات التركية تسعى لمحاصرة مدينة عفرين وعزلها عن باقي المناطق السورية، عبر التقدم من شرق عفرين ومن جنوب غربها والالتقاء لاستكمال محاصرة مدينة عفرين والقرى المحيطة بها والقرى المتبقية تحت سيطرة القوات الكردية في ريف عفرين، وفصلها عن بقية المناطق السورية بشكل كامل.

هذا التقدم الذي حققته القوات التركية لم ينجم عنه التقاء قواتها القادمة من الشرق والقادمة من الجنوب إلى الآن، إلا أن المنطقة الفاصلة بينهما مرصودة نارياً، من قبل القوات التركية والفصائل المساندة لها، وبذلك تكون قد تمكنت من فرض حصارها العسكري والناري على مدينة عفرين، التي تضم نحو 700 ألف مدني، وعزلها عن باقي المناطق السورية، والقرى المتصلة بها من الجهتين الغربية والشمالية الغربية، وصولاً إلى القرى التابعة لبلدة معبطلي ضمن هذه الدائرة المحاصرة، ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان تنفيذ الطائرات الحربية صباح اليوم ضربات استهدفت محيط مدينة عفرين، بالتزامن مع استهدافات من القوات التركية والفصائل المقاتلة والإسلامية لكل تحرك داخل إلى عفرين وخارج منها، في محاولة لخنق المدينة، حيث أكدت مصادر أهلية للمرصد السوري أنهم تعرضوا لإطلاق نار خلال فرارهم من مدينة عفرين صباح اليوم الثلاثاء، نحو بلدتي نبل والزهراء، حيث دفعوا مبالغ مالية كبيرة للمهربين لإيصالهم إلى بلدتي نبل والزهراء التي نزح إليها في السابق أكثر من 16 ألف مدني خلال الأيام الفائتة، وكان رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس وصول مئات النازحين من منطقة عفرين إلى بلدتي نبل والزهراء الواقعتين في الريف الشمالي لحلب، حيث بلغ تعداد الواصلين خلال الـ 24 ساعة الفائتة، أكثر من ألفي مدني بينهم مئات الأطفال والمواطنات، ليرتفع في الوقت ذاته إلى ما يزيد عن 16 ألفاً عدد المدنيين النازحين إلى نبل والزهراء خلال الأيام القليلة الفائتة، نتيجة تصاعد عنف القصف التركي والعمليات العسكرية في المنطقة، وسط أوضاع إنسانية مأساوية يعيشها من بقي في عفرين والذي يقدر عددهم بمئات الآلاف ومن نزح إلى نبل والزهراء نتيجة صعوبة تأمين مساكن ومأوى لجميع النازحين.

صور للمرصد السوري لحقوق الإنسان ترصد الأوضاع المزرية، التي يعيشها نازحون فارون من منطقة جنديرس بريف عفرين الجنوبي الغربي، ممن التجأوا إلى الكهوف والمغاور في الجبال الواقعة شمال جنديرس، لعدم قدرتهم على إكمال المسير نحو مناطق آمنة بسبب القصف المتواصل على ريف عفرين والتحليق المستمر للطائرات التركية

https://www.facebook.com/syriahro/posts/10156594677723115