بعد المناطق السابقة في الغوطة الشرقية..عمليات نهب تجري في دوما ومزارعها بالتزامن مع تحضير لاستكمال تنفيذ الجزء المتعلق بالتهجير من الاتفاق

30

لا تزال مستمرة، عمليات خروج الحافلات من مدينة دوما، إلى أطراف غوطة دمشق الشرقية، تمهيداً لاستكمال القافلة التي يرجح أن تكون الأخيرة، والتي من المرتقب أن تنطلق خلال الساعات المقبلة من أطراف الغوطة نحو وجهتها في الشمال السوري للحاق بسابقاتها، فيما علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن من تبقى من مقاتلين من جيش الإسلام في مدينة دوما بغوطة دمشق الشرقية، لا يزالون مترددين في الخروج مع قافلة التهجير التي يجري استكمالها، أم أنهم سيبقون في المدينة ويقومون بـ “تسوية أوضاعهم”، حيث كانت خرجت خلال ساعات الليلة الفائتة قافلة جديدة متجهة نحو الشمال السوري، وباتت على مقربة من الوصول إلى المعبر الذي يربط بين مناطق سيطرة النظام ومناطق سيطرة “درع الفرات” شمال شرق حلب.

على صعيد متصل علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عمليات نهب تجري في مدينة دوما، حيث أكدت أهالي أن عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، يعمدون إلى الدخول لأطراف دوما وإلى مزارعها، ونهب ما يمكنهم نقله إلى مناطق سيطرة النظام في الغوطة الشرقية ومحيطها، وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان من عدد من المصادر الموثوقة، أن الشرطة العسكرية الروسية أجرت اجتماعاً مع أعيان ووجهاء وممثلين من دوما، اتفقا فيه على تشكيل لجان محلية من المتبقين في المدينة، لحمايتها داخلياً وضبط الأمن فيها، في أعقاب عملية اعتقال عناصر من المسلحين الموالين للنظام إثر قيامهم بعمليات نهب خلال الـ 24 ساعة الفائتة، حيث أطلقت القوات الروسية النار نحو مسلحين موالين للنظام كانوا يقومون بسرقة منازل ونهبها في أطراف دوما، وجاء عملية النهب هذه في استمرار لعمليات النهب الجارية في الغوطة الشرقية، منذ بدء تقدم قوات النظام في الغوطة الشرقية، مع حلفائها والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، حيث كان نشر المرصد السوري سابقاً أن عناصر من المسلحين الموالين للنظام وعناصر آخرين من قوات النظام، عمدوا إلى نهب ممتلكات مواطنين في المناطق التي تمكنت قوات النظام من السيطرة عليها، منذ الـ 25 من شهر فبراير / شباط من العام الجاري 2018، وأكدت المصادر أن عمليات التعفيش جرت في ممتلكات مواطنين من منازل ومحال تجارية وسيارات وآليات، بالإضافة لعمليات النهب التي جرت في الممتلكات والمقار العسكرية في المناطق التي سيطرت عليها قوات النظام والمسلحين بقيادة ضباط ومستشارين روس

وكان حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الخميس، على معلومات من عدد من المصادر الموثوقة، أمس أكدت للمرصد السوري أن المئات من مقاتلي فيلق الرحمن، عمدوا إلى تسليم أنفسهم لقوات النظام، في أعقاب مغادرة قوافل المهجرين من مقاتلي فيلق الرحمن وعوائلهم والمدنيين الرافضين للاتفاق، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري فإن مجموع المقاتلين والقادة الذين سلموا أنفسهم لقوات النظام، قارب 1200 مقاتل وقيادي، إذ أن مجموعات من فيلق الرحمن سلمت نفسها بشكل متتابع، حيث أكدت المصادر للمرصد السوري أن نحو 800 مقاتل معظمهم ينتمي للمجموعات الأمنية العاملة في فيلق الرحمن، من ضمنهم قادة مجموعات وكتائب، سلموا أنفسهم إلى النظام بالتزامن مع مغادرة القوافل للغوطة الشرقية، بناء على اتفاق جوبر – زملكا – عربين، حيث أن المجموعات هذه من المقاتلين كانت تعتبر الذراع الأمني لفيلق الرحمن، ويعتمد عليها في عمليات الاقتتال الداخلي في الغوطة الشرقية، مع جيش الإسلام وهيئة تحرير الشام.

كذلك فإن نحو 320 مقاتل من المتمركزين على خطوط التماس والجبهات مع قوات النظام وحلفائها من جنسيات سورية وغير سورية، سلموا أنفسهم، بعد مغادرة القوافل كاملة لمناطق سيطرة فيلق الرحمن السابقة في غوطة دمشق الشرقية، في كل من جسرين وحمورية وعربين وكفربطنا وسقبا وجوبر، كما علم المرصد السوري أن أحد القادة الميدانيين ممن تصدوا لهجوم كبير لقوات النظام خلال العام الفائت 2017 عند تنفيذها لهجوم عنيف على منطقة عين ترما، سلم نفسه مع أكثر من 40 من عناصره إلى قوات النظام، كما أن المصادر الموثوقة أكدت للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن العناصر الذي سلموا أنفسهم للنظام، تحول معظمهم إلى “لجان شعبية” عاملة في صفوف قوات النظام، ومن ضمن من سلم أنفسهم قادة مجموعات وآمري سجون وقادة كتائب وألوية في فيلق الرحمن، حيث التحقوا بقوات الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري وجهات أخرى تتبع للنظام، فيما كان نشر في الـ 19 من آذار / مارس من العام الجاري 2018، أن مجموعات من فيلق الرحمن، تحولت إلى لجان شعبية عاملة مع قوات النظام، في المناطق التي كان يسيطر عليها فيلق الرحمن وتقدمت إليها قوات النظام، في الجيب الجنوبي الغربي من غوطة دمشق الشرقية، واشتباكات مع مقاتلي في الفيلق على محاور التماس بين هذه اللجان وعناصر الأخير، في حين يشار إلى أن قوافل الخارجين من غوطة دمشق الشرقية والتي ضمت حوالي 40 ألف مهجَّر من المقاتلين وعوائلهم والمدنيين الرافضين للاتفاق، كانت بدأت بالخروج في الـ 25 من آذار / مارس الفائت، واستمرت حتى الـ 31 من الشهر ذاته، فيما فضل عشرات الآلاف البقاء في منازلهم ومساكنهم، ضمن المناطق التي تمكنت قوات النظام وحلفائها بدعم وقيادة روسية من السيطرة عليها في غوطة دمشق الشرقية.