بعد تبرعه بمليون دولار أمريكي لصالح مخيمات النزوح.. “الجولاني” يجمع تبرعات لعناصره من على أبواب مساجد إدلب 

33

أطلقت معظم المساجد الواقعة في مناطق ريف إدلب والتي تنتشر فيها مخيمات النزوح حملة تبرعات عبر مكبرات الصوت بعد انتهاء موعد صلاة الجمعة اليوم بتاريخ 4 شباط/ فبراير الجاري، وذلك بهدف دعم الفصائل العسكرية المتواجدة على خطوط التماس مع قوات النظام في المنطقة.
أحد خطباء المساجد في ريف إدلب الشمالي أفاد لـ”المرصد السوري” بأن هناك لجان شرعية مؤلفة من علماء يتبعون لوزارة الأوقاف التابعة لـ”حكومة الإنقاذ”  وشخصيات عسكرية ستقوم بجمع هذه التبرعات من المدنيين وإيصالها للمقاتلين على نقاط التماس مع قوات النظام وعلى رأسها “هيئة تحرير الشام”
وانطلقت حملة التبرعات بدعوة المدنيين عبر مكبرات الصوت في المساجد التوجه للتبرع بالمال الذي سيذهب لما وصفوهم “بالمرابطين على جبهات القتال” واستمرت حملة التبرعات لأكثر من أربع ساعات توجه خلالها الكثير من المدنيين للتبرع بالمال بمبالغ مختلفة تتراوح في بعض المساجد ما بين 10 إلى 200 ليرة تركية وأكثر.
وفي سياق متصل رصد “المرصد السوري” وجود حالة من الاستياء والسخرية بين أوساط المدنيين في مخيمات النزوح الواقعة في ريف إدلب الشمالي لما يصفونه بالكذب الواضح من قبل هيئة تحرير الشام، لعلمهم بوجود قدرات مادية كبيرة لديها، بينما تتوجه بذات الوقت لأخذ التبرعات من النازحين في المخيمات الذين يعانون أساساً من أوضاع معيشية كارثية لاسيما بعد دخول فصل الشتاء وغلاء أسعار المحروقات التي تحتكرها شركة”وتد للبترول” التابعة لهيئة تحرير الشام إضافة لغلاء أسعار معظم السلع الغذائية ونقص مواد التدفئة.
وفي شهادته لـ”المرصد السوري” تحدث (س.م) أحد النازحين من ريف حماة الغربي ضمن مخيمات دير حسان في ريف إدلب الشمالي، قائلاً، إن هيئة تحرير الشام تحاول إعادة ما تبرع به”الجولاني” لصالح تغطية احتياجات المخيمات، ومن الغريب فعلاً إطلاق مثل هذه الحملات لجمع التبرعات من العائلات النازحة في وقت يتم فيه جمع التبرعات لهم.
مضيفاً، ولابد أيضاً من معرفة حقيقة وصول هذه التبرعات للمقاتلين على جبهات القتال أم أنها ستذهب لصالح خزينة “الجولاني” وهناك العديد من الخيارات المتاحة أمام هيئة تحرير الشام لتوفير دعم لمقاتليها مثل أن يتم منحهم من أرباح المعابر والشركات والمشاريع الاستثمارية التي تديرها في المنطقة بدل أن تسد حاجة مقاتليها على حساب النازحين الذين أنهكهم الجوع والبرد.
ويوضح أن الكثير من المدنيين ممن تبرعوا لا يعلمون حقيقة مصير تبرعاتهم بل يعتقدون أنها ستذهب لصالح المقاتلين على الجبهات، ويعتقد أن المبالغ التي جمعت كبيرة بسبب وجود أعداد كبيرة من المساجد في مناطق المخيمات وأعداد كبيرة من المدنيين.
وقدم “الجولاني” خلال الفترة الأخيرة مساعدات مالية تقدر بنحو أربعة ملايين دولار أمريكي، كان منها  ثلاثة مليون دولار لصالح دعم مادة الخبز بتاريخ 23 تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، إضافة لتبرعه مؤخراً بمبلغ مليون دولار أمريكي لصالح توفير احتياجات 50 ألف عائلة في مخيمات النزوح.
ويشار أن هيئة تحرير الشام تعرف بكونها تمنح مقاتليها رواتب شهرية أكثر من باقي الفصائل مثل الفصائل الموالية لتركيا، وقد عمدت خلال الفترة الأخيرة لتنظيم صفوفها عبر إحداث شعب ومراكز تجنيد في عدة مناطق.