بعد تراجع تنظيم “الدولة الإسلامية”…قوات سوريا الديمقراطية باتت القوَّة ذات النفوذ الجغرافي الثاني في سوريا

26

نحو 42 ألف كيلومتر مربع تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية من مساحة الأرض السورية

لم تتوقف العمليات العسكرية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” على أية من الجبهات المواجهة لوجوده على الأرض السورية، بل استمرت بشكل أعنف يوماً بعد الآخر، تسعى خلالها كل الأطراف لإنهاء وجوده في مناطق سيطرتها، وتحوَّل التنظيم الذي كان يواجه جميع القوى كلٌّ على جبهته ونقاط التماس معه، إلى مواجهة قوتين رئيسيتين هما، قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية بدعم روسي، وقوات سوريا الديمقراطية المدعمة بالقوات الخاصة الأمريكية وطائرات التحالف الدولي، في محافظات حمص والرقة وحماة ودير الزور والحسكة وفي أجزاء متبقية من جرود القلمون الغربي المحاذية للحدود السورية – اللبنانية، حيث أن الأخيرة كانت الجبهة الوحيدة الواقعة على تماس مباشر مع الفصائل.

تنظيم “الدولة الإسلامية”، الذي وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان قبل 5 أيام، سيطرته على نحو 42 ألفاً من مساحة الأرض السورية، استمر في تهاويه أمام العمليات العسكرية المتواصلة ضده، في محافظات حمص ودير الزور والرقة على وجه التحديد، حيث كان التنظيم، القوة ذات ثاني أكبر نفوذ في سوريا، بعد قوات النظام، إلا أن استمرار تقهقر التنظيم وتراجع سيطرته، حوله إلى القوة ذات النفوذ الثالث من حيث نسبة السيطرة على الأراضي السورية، بنسبة 22.40% من مساحة الأراضي السورية والبالغة نحو 41500 كيلومتر مربع.

لتتصدر قوات سوريا الديمقراطية المشهد، كقوة ذات ثاني أكبر نفوذ في سوريا، بعد قوات النظام والمسلحين الموالين لها، حيث باتت تسيطر قوات سوريا الديمقراطية على نسبة 22.51% من مساحة الأراضي السورية، وبلغت مساحة السيطرة نحو 42 ألف كيلومتر مربع، متوزعة على مناطق سيطرتها الممتدة من الحدود السورية إلى ريف منبج الغربي مروراً بالرقة وأجزاء من محافظة دير الزور، إضافة لسيطرتها على أحياء في مدينة حلب وعلى منطقة عفرين وقرى ممتدة من دير جمال إلى منطقة الشعالة بريف حلب الشمالي الشرقي، حيث حققت قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردي عمادها الرئيسي، معظم هذه السيطرة، بدعم من التحالف الدولي، الذي ساند قواتها جوياً وأمدَّ هذه القوات بالمستشارين العسكريين وبكميات ضخمة من العتاد والذخيرة، وسيطرت قوات سوريا الديمقراطية بهذا التقدم على 3 سدود رئيسية واستراتيجية على نهر الفرات وهي سدود تشرين والفرات والبعث وسدود أخرى في محافظة الحسكة، كما سيطرت على مدن وبلدات حدودية ممتدة من مثلث الحدود السورية – العراقية – التركية وحتى ضفاف الفرات الشرقية.

هذا التصدر لقوات سوريا الديمقراطية جاءت بعد تمكنها خلال الأسابيع والأشهر الفائتة من تحقيق تقدم واسع ضمن عملية “غضب الفرات” المستمرة إلى الآن، ونتيجة لتراجع تنظيم “الدولة الإسلامية” في جبهات قتاله مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، في الأيام الأخيرة، حيث بات التنظيم يرجح خيار الانسحاب وترك مساحات واسعة في كل مرة، أمام القصف المكثف الجوي والبري من قبل قوات النظام والطائرات الحربية الروسية والسورية، وباتت قوات النظام بهذا التقدم تسيطر هي الأخرى، وتتصدر كقوة ذات أكبر نفوذ للسيطرة في سوريا بنسبة بلغت 38.39% من الجغرافيا السورية، بمساحة أكثر من 71100 كيلومتر مربع.

كذلك فإن الفصائل المقاتلة والإسلامية وهيئة تحرير الشام والحزب الإسلامي التركستاني وفصائل تضم مقاتلين “جهاديين”، التي كانت تسيطر على مساحات كبيرة من الأراضي السورية، تراجعت سيطرتها في كثير من المناطق، حيث بلغت نسبة سيطرة الفصائل من الأراضي السورية 16.57% من نسبة السيطرة على أراضي سورية، بمساحة جغرافية وصلت إلى نحو 30700 من مساحة سوريا، ومن ضمن المجموع العام لنسبة ومساحة سيطرة الفصائل، فإن فصائل عملية “درع الفرات” والقوات التركية تسيطر بريف حلب الشمالي الشرقي، على مساحة أكثر من 2250 كيلومتر مربع بنسبة 1.22%، فيما تسيطر الفصائل المدعومة أمريكياً وغربياً في البادية السورية من خط معبر التنف – خربة الشحمي وصولاً إلى شمال خبرة الزقف والتي يتواجد فيها معسكر لهذه الفصائل، على مساحة نحو 3550 كيلومتر مربع بنسبة 1.91% من الجغرافية السورية.

أيضاً يسيطر جيش خالد بن الوليد المبايع لتنظيم “الدولة الإسلامية” على مساحة نحو 250 كيلومتر مربع بنسبة بلغت 0.13% من مساحة الأرض السورية، وتتواجد في حوض اليرموك بريف درعا الغربي المحاذي للجولان السوري المحتل.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد منذ النصف الثاني من العام 2016 وحتى تموز / يوليو من العام 2017، تبدلاً كبيراً من حيث توسع قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية وبدعم من روسيا وإيران، وتوسع قوات سوريا الديمقراطية في سيطرتهما، ودخول القوات التركية إلى الأراضي السورية واشتراكها مع الفصائل المدعومة منها بعملية عسكرية، سدت فيها آخر المنافذ المتبقية لتنظيم “الدولة الإسلامية” مع العالم الخارجي، إضافة للتراجع الكبير لتنظيم “الدولة الإسلامية” وتهاويه في مناطق كثيرة، كما تمكنت قوات النظام في كثير من المناطق من استعادة السيطرة على مناطق بعد حصارها والاتفاق مع القائمين على مدن وبلدات هذه المناطق على “تسوية أوضاع أو تهجير”