بعد دخول عمليتها العسكرية شهرها الثالث وفشلها في استعادة الحقول النفطية…قوات النظام توسع نطاق سيطرتها في محيط مدينة تدمر

32

محافظة حمص – المرصد السوري لحقوق الإنسان:: دخلت العملية العسكرية المعاكسة لقوات النظام شهرها الثالث في بادية تدمر وريف حمص الشرقي، في محاولة من قوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية وبإسناد من الطائرات المروحية والحربية الروسية والتابعة للنظام، تحقيق تقدم واسع واستعادة كافة المناطق التي خسرتها منذ هجوم تنظيم “الدولة الإسلامية” العنيف في الـ 8 من كانون الأول / ديسمبر من العام الفائت 2106، والذي تمكن فيه التنظيم من انتزاع مناطق واسعة، بما فيها الحقول النفطية من سيطرة قوات النظام والوصول إلى مطار التيفور العسكري.

قوات النظام عاودت في الـ 14 من كانون الثاني / يناير من العام 2017، بتنفيذ عملية عسكرية جديدة وهجوم معاكس تمكنت فيه من تحقيق تقدم في المنطقة واستعادة مدينة تدمر الاستراتيجية للنظام، متقدمة عبر منطقة البيارات ومثلث تدمر، فيما استعادت حقل جزل النفطي في الـ 6 من آذار / مارس الجاري، قبل أن تعاود خسارة أجزاء واسعة منه نتيجة هجوم معاكس للتنيظم، وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات النظام عقب المعارك في حقل جزل بقيت تراوح في مكانها دون قدرتها على التقدم أو استعادة المزيد من الآبار والحقول النفطية في بادية تدمر الغربية والشمالية الغربية، فعمدت لنقل محور المعارك العنيفة إلى بوادي تدمر الشرقية والجنوبية والشمالية، وتمكنت من تحقيق تقدم خلال الأيام الثلاثة الفائتة، حيث استعادت محطة الكهرباء وأجزاء واسعة من سبخة الموح بجنوب تدمر، كما استعادت الصوامع ومنطقة وادي الأحمر بشرق وشمال شرق تدمر، بالإضافة لاستعادة السيطرة على جبل المستديرة، حيث تقدمت هذه القوات مسافة نحو 13 كلم شمال شرق المدينة ومثلها في جنوب وجنوب غرب وبشرق المدينة.

أيضاً تمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال العملية المنطلقة في منتصف كانون الثاني / يناير من العام الجاري، من توثيق مئات القتلى والجرحى في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”، نتيجة الاشتباكات بين الطرفين والقصف المكثف والعنيف والغارات الجوية والاستهدافات المتبادلة وتفجير المفخخات وانفجار الألغام، حيث كان المرصد السوري وثق حتى السادس من الشهر الجاري، ما لا يقل عن 115 قتيلاً من عناصر وضباط قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، بالإضافة لمقتل أكثر من 283 عنصراً من تنظيم “الدولة الإسلامية” بينهم قادة ميدانيين وأكثر من 60 مقاتلاً منهم من جنسيات مغاربية، في حين اعترفت روسيا بمقتل 4 من مستشاريها في بادية تدمر الغربية، كما أصيب مئات المقاتلين من الطرفين هذه المعارك .

جدير بالذكر أن تنظيم “الدولة الإسلامية” نفذ في الـ 8 من كانون الأول / ديسمبر من العام الفائت 2016، هجوماً عنيفاً وواسعاً، وتمكن من تحقيق تقدم واسع على حساب قوات النظام والمسلحين الموالين لها مسيطراً على مدينة تدمر والمدينة الأثرية ومطار تدمر العسكري وقلعة تدمر الأثرية وقصر الحير الأثري وحقل المهر وحقل وشركة جحار وقصر الحلابات وجبل هيال وصوامع الحبوب وحقل جزل ومستودعات تدمر ومزارع طراف الرمل وقريتي الشريفة والبيضة الشرقية والغربية ومواقع أخرى في محيط مدينة تدمر وباديتها، وجاء هذه السيطرة عقب وصول تعزيزات إليه قادمة من العراق، ومؤلفة من نحو 300 عنصر وقيادي ميداني، والتي أرسلتها قيادة تنظيم “الدولة الإسلامية” بعد اجتماع ضم قائد “جيش الشام”، مع أبي بكر البغدادي زعيم تنظيم “الدولة الإسلامية” ووزير الحرب في التنظيم، واللذان أكدا لقائد جيوش الشام بأنه التعزيزات ستكون مستمرة ومتلاحقة من الآن وصاعداً.