بعد سيطرتها على آخر بلدة كان يسيطر عليها تنظيم “الدولة الإسلامية” في محافظة حلب…قوات النظام تصل إلى الحدود الإدارية مع الرقة

17

تمكنت قوات النظام بقيادة مجموعات النمر التي يقودها العميد في قوات النظام سهيل الحسن وبدعم من المسلحين الموالين لها وقوات النخبة في حزب الله اللبناني، وبإسناد من المدفعية الروسية من تحقيق مزيد من التقدم في أقصى الريف الشرقي لحلب، تمكنت من الوصول إلى الحدود الإدارية لريف حلب الشرقي مع محافظة الرقة، حيث شوهدت قوات النظام على الضفاف الجنوبية الغربية لنهر الفرات عند بحيرة الفرات المعروف سابقاً بـ “بحيرة الأسد”، وعلى الاتستراد الدولي الواصل بين مسكنة وشرق سوريا، على بعد مئات الأمتار غرب قرية دبسي فرج على الحدود الإدارية للرقة مع حلب، ولينحصر بذلك وجود تنظيم “الدولة الإسلامية” في المنطقة الواقعة بين البوعاصي وفخيخة على الضفاف الجنوبية لنهر الفرات بريف الرقة الغربي.

 

ويأتي هذا الوصول إلى الحدود الإدارية لحلب مع محافظة الرقة، بعد سيطرة قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، وذلك بعد سيطرتها على بلدة مسكنة الواقعة في الريف الشرقي لحلب، عقب عملية تطويق للبلدة، أجبر خلالها تنظيم “الدولة الإسلامية” على الانسحاب نحو مناطق سيطرته المتبقية في أقصى ريف حلب الشرقي وفي أقصى الريف الغربي للرقة، نتيجة لحتمية وقوعه في حصار مطبق ونتيجة للقصف العنيف والمتواصل والغارات والقصف الجوي المكثف من الطائرات الحربية والمروحية على البلدة، في حين علم المرصد السوري أن قوات النظام تواصل عملية تمشيط البلدة التي انسحب معظم عناصر التنظيم وعوائلهم ومن رفض البقاء منها نحو مناطق أخرى خارجة عن سيطرة النظام وخاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”.

 

كما جاء هذا التقدم بعد أن تمكن تنظيم “الدولة الإسلامية” من طرد قوات النظام في الـ 20 من حزيران / يونيو من العام الفائت 2016، عقب 15 يوماً من دخولها الحدود الإدارية لمحافظة الرقة، قادمة من منطقة أثريا بريف السلمية الشمالي الشرقي، حيث علم المرصد السوري حينها، أن عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” نفذوا هجوماً عنيفاً على تمركزات وتقدمات قوات النظام وصقور الصحراء والمسلحين الموالين لها في منطقة مفرق الطبقة – الرصافة – أثريا ومحيطها بريف الطبقة الجنوبي والجنوبي الغربي، وأجبروا قوات النظام على الانسحاب من محافظة الرقة، إلى داخل الحدود الإدارية لمحافظة حماة، وباتت قوات النظام على مسافة نحو 40 كلم من مطار الطبقة، بعد تمكنها من الوصول قبل ذلك بيومين إلى مسافة 7 كلم من المطار، وترافق هجوم التنظيم على المنطقة حينها، مع قصف عنيف ومكثف واستهداف تجمعات وتمركزات قوات النظام بعربات مفخخة، وتسبب هذا القتال العنيف بمقتل نحو 100 على الأقل، من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها، إضافة لمقتل نحو 130 من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”، خلال القصف والمعارك بين الثاني من حزيران / يونيو والـ 20 من الشهر ذاته من العام الفائت 2016، حيث كان أرسل التنظيم تعزيزات عسكرية إلى ريف الطبقة الجنوبي، وشوهد حينها نحو 300 مقاتل بالعتاد الكامل، بالإضافة لذخيرة وآليات، وهم يتوجهون من مدينة الرقة، نحو منطقة الطبقة وريفها الجنوبي، لصد هجوم قوات النظام عن مطار الطبقة العسكري، كما عمد التنظيم حينها لإغلاق كافة مقاهي الانترنت، خلال عملية إرسال التعزيزات.

 

هذا التقدم الواسع لقوات النظام منذ نحو أسبوعين إلى الآن، لحين دخولها إلى بلدة مسكنة، أتى بغطاء من القصف المدفعي والصاروخي والجوي المكثف من قبل قوات النظام والطائرات الحربية والمروحية، والتي استهدفت بلدة مسكنة وريفها بنحو 1200 ضربة جوية ومدفعية وصاروخية، تسببت في تدمير ممتلكات مواطنين وإصابة العشرات بجراح واستشهاد آخرين، منذ الـ 22 من أيار / مايو الفائت من العام الجاري 2017، في حين كان نشر المرصد السوري أمس أن قوات النظام تمكنت من تحقيق تقدم جديد بعد قطعها أمس الأول للطريق الواصل بين مسكنة والرقة وشرق سوريا، وسيطرت على قرية سمومة مقتربة بذلك من إطباق الحصار بشكل كامل على محيط مسكنة، حيث باتت مئات الأمتار تفصل قوات النظام والمسلحين الموالين لها عن الوصول للضفة اليمنى من نهر الفرات وبذلك تكون قد حوصرت آخر بلدة يسيطر عليها تنظيم “الدولة الإسلامية” في محافظة حلب، كما كانت وردت معلومات مؤكدة للمرصد السوري عن انسحاب عناصر من التنظيم وعوائلهم من البلدة، قبيل تمكن قوات النظام من الاقتراب من حصارها الكامل، كما رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان قبل أيام، انكفاء مجموعات تنظيم “الدولة الإسلامية” إلى أسوار وداخل بلدة مسكنة التي تسعى قوات النظام للسيطرة عليها ضمن إطار العملية العسكرية التي أطلقتها قوات النظام في الـ 17 من كانون الثاني / يناير من العام الجاري 2017، بقيادة مجموعات النمر التي يقودها العميد في قوات النظام سهيل الحسن، وسيطرت على عشرات القرى والبلدات والمزارع في ريفي حلب الشرقي والشمالي الشرقي من أبرزها دير حافر والخفسة والمهدوم وعران ومطار الجراح العسكري، ووصلت إلى تخوم آخر بلدة لتنظيم “الدولة الإسلامية” في محافظة حلب وهي بلدة مسكنة التي تبعد نحو 15 كلم عن الحدود الإدارية مع محافظة الرقة.