بعد عجزه عن استقطاب الشبان وإغلاق الحدود أمامه تنظيم “الدولة الإسلامية” يستمر بتجنيد الأطفال

40

علم المرصد السوري لحقوق الإنسان من عدة مصادر موثوقة أن تنظيم “الدولة الإسلامية” افتتح في مدينتي الميادين والبوكمال بالريف الشرقي لدير الزور، واللتان تتبع إحداهما لـ “ولاية الخير” والأخرى لـ “ولاية الفرات”، افتتح مكاتب أسماها مكاتب “أشبال الخلافة”، والتي تقوم بمهمة تجنيد الأطفال، حيث تعمد هذه المكاتب إلى استقبال الأطفال دون سن الـ 18، وحث الأهالي على إرسال أبنائهم للتسجيل في هذه المكاتب، بالإضافة لاستقبال الأطفال الراغبين بالتسجيل في هذه المكاتب دون موافقة أولياء أمورهم.

وأكدت المصادر للمرصد السوري لحقوق الإنسان أنه بعد التسجيل في مكاتب “أشبال الخلافة”، يحضر المنضمون دورتين إحداهما شرعية والأخرى عسكرية، حيث يقوم التنظيم بالأولى بترسيخ “عقيدة التنظيم وأفكاره” في عقول الاطفال المنضمين، فيما يقوم بتدريب الأطفال في الدورة العسكرية على استعمال الأسلحة والرمي بالذخيرة الحية وخوض الاشتباكات والمعارك والاقتحامات.

أيضاً أكدت مصادر للمرصد أن التنظيم يعمد إلى استمالة الأطفال الذين يرتادون المساجد للصلاة ولتعلم القرآن، والأطفال ممن يسكنون بالقرب من سكن عناصر التنظيم أو مقارها والأطفال الذين يجتمعون أثناء تنفيذ عمليات “الإعدام والذبح والصلب والجلد والرجم”، كذلك أبلغت المصادر من الميادين والبوكمال المرصد أن التنظيم يعمد إلى التودد للأطفال الذي يدرسون في مدارس التنظيم من خلال إغرائهم بالمال وحمل السلاح وتعليمهم قيادة السيارات، ليعملوا بعد ذلك على إقناعهم من أجل الانتساب إلى معسكرات تنظيم “الدولة الإسلامية”، وأكدت المصادر للمرصد أن التنظيم يعمد إلى استخدام الأطفال ممن نجح باستمالتهم، للعمل كمخبرين يجمعون لهم المعلومات، وحراسة المقار، إضافة لاحتضان التنظيم واستقباله الأطفال ممن يعانون من تشوهات خلقية.

وكان قد وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان في الـ 25 من شهر كانون الثاني / يناير من العام 2015، وقبل السيطرة على عين العرب (كوباني) بيوم واحد، من قبل وحدات حماية الشعب الكردي مدعمة بالكتائب المقاتلة، إرسال تنظيم “الدولة الإسلامية” كتيبة مؤلفة من نحو 140 عنصراً من الأطفال دون سن الـ 18، ومن المنضمين حديثاً إلى معسكرات التدريب التابعة للتنظيم، إلى جبهات القتال في مدينة عين العرب (كوباني)، حيث تمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان من توثيق 6 عناصر منهم قضوا في اشتباكات مع وحدات حماية الشعب الكردي.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر في أواخر شهر شباط / فبراير الفائت، أن ما لا يقل عن 54 عنصراً جديداً انضموا لتنظيم “الدولة الإسلامية” خلال شهر ربيع الثاني الهجري أي منذ الـ 21 من شهر كانون الثاني / يناير من العام 2015، وحتى الـ 19 من شهر شباط / فبراير من العام الفائت، من ضمنهم 5 مقاتلين من جنسيات أجنبية، تمكنوا من الانضمام إلى التنظيم في سوريا، ويعد ذلك الشهر هو الأقل من حيث نسبة الانضمام إلى تنظيم “الدولة الإسلامية”، منذ إعلان “خلافته” في مطلع شهر رمضان الفائت، الواقع في الـ 28 من حزيران / يونيو من العام الفائت 2014.

في حين شهد شهر ربيع الأول الموافق للفترة الواقعة بين الـ 23 من شهر ديسمبر / كانون الأول 2014، والـ 20 من شهر كانون الثاني / يناير من العام 2015، انضمام مئات المقاتلين إلى تنظيم “الدولة الإسلامية”، بينما شهد شهر تموز / يوليو الفائت من العام 2014 وهو الشهر الأول لإعلان التنظيم “خلافته”، أوسع عملية تجنيد لمقاتلين في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية، منذ الإعلان عن تأسيس “خلافته” في الـ 28 من حزيران / يونيو 2014، حيث علم المرصد السوري لحقوق الإنسان، حينها من مصادر موثوقة، أن نحو 6300 مقاتلاً انضموا في شهر تموز / يوليو إلى معسكرات التدريب لتنظيم الدولة الإسلامية، في محافظتي حلب والرقة.