بعد “نبع السلام”.. منطقة “درع الفرات” وجهة الكثير من السوريين في مناطق “الإدارة الذاتية” للهجرة إلى تركيا والدول الغربية

33

عقب انتشار حالات تعرض السوريين من مناطق “الإدارة الذاتية” للقتل والضرب على يد الجندرما التركية والاعتقال والخطف من قبل المسلحين التابعين للفصائل، أثناء توجههم إلى تركيا ومنها إلى الدول الغربية عبر منطقة رأس العين ضمن منطقة “نبع السلام” بهدف مطالبة ذويهم بفدية مالية لقاء إطلاق سراحهم، توجه الباحثون عن الملاذ الآمن هرباً من الأوضاع الصعبة التي يعيشونها بمختلف مناطق السيطرة على الجغرافية السورية إلى البحث عن طرق بديلة ومهربين آخرين بعد اعتقال القوات الأمنية وقوات حرس الحدود التابع لقوات سوريا الديمقراطية لعدد من المهربين وفرار عدد منهم من مناطق “الإدارة الذاتية” إلى منطقة “نبع السلام”.

ووفقاً لنشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن السوريون الذين يعيشون ضمن مناطق “الإدارة الذاتية” وبعد اعتقال عدد من المهربين وفرار آخرين وتشديد الإجراءات الأمنية على الحدود مع تركيا ضمن محافظة الحسكة، وانتشار حالات قتل واعتقال وخطف السوريين ضمن منطقة “نبع السلام” باتوا يقصدون منطقة “درع الفرات” بدلاً من “نبع السلام” ومناطق “الإدارة الذاتية” لدخول تركيا ،وذلك بعد توجههم إلى مدينة منبح بريف حلب الشرقي بالاتفاق مع المهربين ضمن منطقة “درع الفرات” و السماسرة التابعين لهم والذين يتواجدون ضمن مناطق “الإدارة الذاتية” وذلك بسرية تامة حتى لا يكشف أمرهم ويتم ملاحقتهم واعتقالهم.

وفي هذا السياق يتحدث ( ح.م)  وهو أحد الذين عبروا مؤخراً من ريف الحسكة الشمالي ووصلوا إلى مدينة إزمير التركية عبر مدينة جرابلس في شهادته للمرصد السوري لحقوق الإنسان، قائلاً: كنت أعمل في محل للحوالات المالية والصرافة وكانت أوضاعي المالية ميسورة والحمدالله، لكن وبعد فرض غرامة مالية تقدر بنحو 2000 دولار أمريكي وضرورة وضع 40 ألف دولار كرهينة لدى “الإدارة الذاتية” لاستمر في عملي وإلا يتوجب علي اغلاق المكتب، حينها قمت بإغلاق المكتب والاتفاق مع مهرب للتوجه إلى تركيا عبر منطقة “درع الفرات” وذلك لتشديد الإجراءات من قبل “قسد” لعبور الحدود من ريف الحسكة ومخاطر العبور عبر منطقة رأس العين.

مضيفاً : توجهت إلى منبج برفقة 4 أشخاص من المنطقة نفسها ومع حلول المساء عبرنا ريف منبج إلى منطقة جرابلس عبر مهرب لا أعرف اسمه فقط يقال له “أبو يمامة” وركبنا 7 أشخاص في سيارة صغيرة مقابل 1500 دولار لكل شخص وعند وصولنا إلى مقربة من الحدود طلب منا 1000 دولار إضافي وإلا سيقوم بتسليمنا للمسلحين لكن قمنا بدفع ذلك المبلغ وبعد منتصف الليلة ذاتها عبرنا الحدود وهناك كان في انتظارنا سيارة أخرى وقامت بنقلنا الى ازمير وننتظر الآن مهرب آخر اتفقنا معه ليوصلنا عبر طرق التهريب إلى ألمانيا.

وفي شهادته للمرصد السوري لحقوق الإنسان يتحدث (أ.ح)، قائلاً : في كل شهر أو كل عام يمضي علينا كنا نقول بأن القادم سيكون أفضل وأن الأوضاع سوف تتحسن والأمور ستعود لنصابها وتعود حياتنا إلى طبيعتها، لكن على العكس من ذلك تماماً، أدركت بأن الأوضاع في عموم سوريا هكذا لكن نحن كمواطنين من حقنا أن نعيش حياة كريمة بعد 12 عاماً من القتل وإراقة الدماء والخراب والدمار، وعليه قررت التوجه إلى إحدى الدول الأوروبية بحثاً عن حياة أفضل فهناك يعيش 6 من أفراد عشيرتي وأقاربي واصدقائي وهم يعيشون حياة أفضل بكثير مما نعيشه في شمال شرق سوريا.

مضيفاً: نظراً لأن طرق التهريب ضمن محافظة الحسكة للتوجه الى تركيا بات صعباً فأنا عبرت وبالاتفاق مع مهرب من أبناء المنطقة توجه بوقت سابق إلى منطقة “درع الفرات ” وكان الطريق سهلاً ولم أواجه أي مصاعب، وآمل أن أصل بالسهولة نفسها إلى ألمانيا او النمسا.

بدوره يتحدث المحامي (س. د) يقول في شهادته للمرصد السوري لحقوق الإنسان، بلغ عمري 60 عاماً ولم أعد أتحمل مصاعب الحياة التي تزيد يوماً بعد يوم، لم نعد نفكر بشيء وبات حلمنا اسطوانة غاز ولترين من المازوت وساعتين من الكهرباء، بتنا نتحسر على الحياة التي كنا نعيشها قبل عام 2011 ولكن بات ذلك من المستحيلات، ولا سيما أنه لا أحد يفكر بالمواطن وهمومه وأوجاعه والكل بدون استثناء بجميع مناطق السيطرة على الجغرافية السورية ذهب يفكر بالمناصب لجمع المال وحماية سلطتهم لذلك الهدف فقط، أنا الآن في طريقي إلى ألمانيا إن تيسر الأمر وأعلم ان الطريق شاق لكنها بضعة أيام وسوف تنتهي وانتقل إلى حياة أفضل وسوف أقوم بلم شمل عائلتي فيما بعد.

وعن الطريق الذي سلكه يقول: بأنه من ريف الحسكة وصل إلى مدينة منبج ومنها إلى جرابلس عبر مهربين لا يعرفهم تعرف عليهم عبر الهاتف وأنه قصد منبج لأن الطريق إلى تركيا من ريف الحسكة حافل بمخاطر الاعتقال و الخطف و القتل.

ويستمر السوريون بالهجرة إلى الدول الأوروبية من مختلف مناطق السيطرة السورية ولم تتوقف عملية الهجرة دون إيجاد السلطات أي حلول للحد من هجرة السوريين إلى الدول الغربية بحثا عن ملاذ آمن.