بعد نحو شهرين من المراوحة في شمال سد الفرات… قوات سوريا الديمقراطية تسيطر على قرية مزرعة عند الضفاف الشمالية لنهر الفرات

25

تدور معارك عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية المدعمة بطائرات التحالف الدولي من جانب، وتنظيم “الدولة الإسلامية” من جانب آخر، على محاور في الضفاف الشمالية والجنوبية لنهر الفرات، بالريف الغربي لمدينة الرقة، وأكدت مصادر موثوقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن المعارك تجددت على هذه المحاور، وتمكنت خلالها قوات سوريا الديمقراطية من تحقيق تقدم والسيطرة على قرية ومزرعة عند الضفاف الفرات الشمالية في شرق بلدة السويدية كبيرة، فيما تدور اشتباكات متفاوتة العنف بين مقاتلي الطرفين، على محاور بالقرب من مطار الطبقة العسكري الذي سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية خلال الـ 24 ساعة الفائتة.

هذه الاشتباكات على الضفاف الشمالية لنهر الفرات بريف الطبقة الشمالي، جاءت بعد أكثر من شهرين من مراوحة قوات سوريا الديمقراطية في مكانها ببلدة السويدية كبيرة، حيث فشلت هذه القوات عدة مرات في التقدم جنوب البلدة والسيطرة على سد الفرات نتيجة للصعوبات التي تلقتها هذه القوات أهمها، تلغيم المنطقة المحيط بالسد من الجهة الشمالية بشكل مكثف من قبل قوات سوريا الديمقراطية، التي تعمد بين الفينة والأخرى، لتنفيذ محاولات التقدم إلى مباني السد، دون تمكنها من الوصول، نتيجة لما قالت المصادر أن المنطقة مكشوفة ويصعب التحرك فيها، حيث لا تبعد قوات سوريا الديمقراطية عن جسم سد الفرات سوى أمتار قليلة، في حين أنها تبعد عن العنفات والمباني الرئيسية للسد من 3 – 4 كلم من شمال سد الفرات في ريف الطبقة الشمالي، وسيطرت هذه القوات على امتدادات لسد الفرات.

وكانت قوات سوريا الديمقراطية تمكنت أمس الأحد الـ 26 من آذار / مارس الجاري، من التقدم والسيطرة على كامل مطار الطبقة العسكري، الذي كان تنظيم “الدولة الإسلامية” يسيطر عليه، قبيل سحب عناصره من المطار، بالتزامن مع تقدم قوات سوريا الديمقراطية من قرية الكرين التي نفذت هذه القوات مع القوات الأمريكية عملية إنزال فيها بريف الطبقة الغربي قبل 4 أيام، وتأتي عملية التقدم هذه ضمن عملية “غضب الفرات” التي انطلقت في الـ 6 من تشرين الثاني / نوفمبر من العام الفائت 2016، التي أطلقتها قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي لعزل مدينة الرقة عن ريفها، تمهيداً لمعركة الرقة الكبرى التي تهدف خلالها إلى طرد تنظيم “الدولة الإسلامية” من المدينة.

يشار إلى أن قوات النظام كانت خسرت السيطرة على مطار الطبقة العسكري، في أواخر آب / أغسطس من العام المنصرم 2014، بعد هجوم عنيف من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية”، كما كانت قوات أمريكية بمشاركة من قوات سوريا الديمقراطية قامت في الـ 22 من آذار / مارس الجاري من العام 2017، بعملية إنزال مظلي من الجو بمنطقة الكرين الواقعة على بعد 5 كلم غرب مدينة الطبقة بالتزامن مع عبور لقوات أخرى منهم لنهر الفرات على متن زوارق باتجاه منطقة الكرين، كما أكدت مصادر موثوقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان حينها أن عملية الإنزال الجوي وعبور النهر تهدف إلى قطع طريق الرقة – حلب، وطريق الطبقة – الرقة وبالتالي إطباق الخناق على تنظيم “الدولة الإسلامية” في مدينتي الرقة والطبقة بالإضافة للاقتراب من مطار الطبقة العسكري، كما هدفت العملية لمنع قوات النظام من التقدم باتجاه الطبقة في حالة تمكنت من السيطرة على بلدة مسكنة بريف حلب الشرقي، حيث تعد هذه العملية هي أول تواجد لقوات سوريا الديمقراطية بالإضافة للقوات الأمريكية بالضفة الجنوبية لنهر الفرات.