بعد نحو 500 غارة وضربة مدفعية…قوات النظام في العاصمة تتمكن من معاودة التقدم واسترداد مواقع من مجموع ما خسرته في أول يوم لمعركة دمشق

21

لا تزال الطائرات الحربية مستمرة في تنفيذ غاراتها على مناطق في جوبر وأطراف منطقة القابون شرق العاصمة دمشق، حيث رصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان تنفيذ هذه الطائرات عشرات الغارات التي استهدفت مواقع الفصائل ومناطق سيطرتها، فيما تتواصل المعارك العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، والفصائل الإسلامية من فيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام الإسلامية من جانب آخر، إثر هجوم متواصل منذ ليل أمس الأحد الـ 19 من آذار / مارس الجاري، وأكدت مصادر متقاطعة للمرصد السوري أن قوات النظام تمكنت من تحقيق تقدم في غرب جوبر واستعادة النقاط التي سيطرت عليها الفصائل أمس بين جوبر والعباسيين، كما تمكنت من استعادة نقاط ومواقع في المنطقة الصناعية الواقعة بشمال حي جوبر، والتي تفصل بين مناطق سيطرة الفصائل في حيي جوبر والقابون، في حين باتت نقاط أخرى تسيطر عليها الفصائل في هذه المنطقة، كمناطق اشتباك.

وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المعارك العنيفة التي لا تزال مستمرة تترافق مع قصف مكثف من قبل قوات النظام على مناطق الاشتباك ومواقع سيطرة الفصائل، حيث قصفت قوات النظام حي جوبر ومحيطه، منذ بدء هجوم هيئة تحرير الشام والفصائل الإسلامية فجر أمس الأحد، بنحو 400 قذيفة مدفعية وصاروخ، بالتزامن مع تنفيذ الطائرات الحربية أكثر من 80 غارة مستهدفة المناطق ذاتها، فيما كان المرصد السوري لحقوق الإنسان وثق مقتل 26 عنصراً على الأقل من قوات النظام بينهم 3 ضباط، فيما قضى ما لا يقل عن 21 من الفصائل الإسلامية وهيئة تحرير الشام بينهم مقاتلان اثنان فجرا نفسيهما بعربتين مفخختين أحدهما من جنسيات خليجية، إضافة لإصابة العشرات بجراح متفاوتة الخطورة، ومعلومات عن وجود مزيد من القتلى في صفوف الطرفين.

وجاء هذا الهجوم العنيف بعد 17 يوماً من فشل واحدة من أكبر العمليات العسكرية التي كانت ستشهدها العاصمة، إثر تحضر الفصائل لتنفيذ هجوم من محور برزة نحو داخل مدينة دمشق، قبل أن يعمد لواء عامل في برزة لإفشال الهجوم عبر إبلاغ حواجز النظام بوجود آلاف المقاتلين داخل الحي متحضرين لبدء عمليتهم، حيث كان المرصد السوري لحقوق الإنسان حصل في الثاني من آذار / مارس من العام الجاري 2017، على معلومات من عدة مصادر موثوقة، أكدت للمرصد أن لواءاً مقاتلاً ينشط في حي برزة الدمشقي، عمد إلى إفشال عملية واسعة متجهة إلى داخل العاصمة دمشق، وفي التفاصيل التي أُبلغ بها المرصد السوري، فإن حي برزة الدمشقي الواقع في الأطراف الشرقية للعاصمة، شهد اليوم استنفاراً لمقاتلي هذا اللواء، بالتزامن مع استنفار لحواجز قوات النظام المحيطة بالحي، على خلفية إبلاغ قسم من مقاتلي اللواء لحواجز النظام، بوجود تحرك لفصائل إسلامية من أبرزها هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام وجيش الإسلام، لتنفيذ عمل عسكري كبير، يتخذ من برزة نقطة انطلاق له، حيث سيقوم مقاتلو هذه الفصائل الذين جرى تهيئتهم مسبقاً لهذه العملية، بالتحرك من حي برزة، والالتفاف على الحواجز المحيطة ببرزة والتي يتمركز عليها عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها، ومن ثم سيهاجمون بغية التقدم إلى داخل العاصمة دمشق، وأكدت المصادر للمرصد، أن العمل العسكري للفصائل كان من المقرر أن ينطلق صباح اليوم، ومع دخول آلاف المقاتلين إلى حي برزة، عمد مقاتلون من اللواء العامل في برزة والذي دخل في “مصالحة” مع النظام منذ العام 2014، ويتمركز مقاتلون منه في حواجز مشتركة مع النظام، بمحيط حي برزة، عمدوا إلى إبلاغ حواجز النظام بوجود عمل عسكري في الحي نحو العاصمة دمشق وبتفاصيله، ليبدأ استنفار حواجز النظام في محيط برزة، بالإضافة لاعتلاء قناصة هذا اللواء أسطح المباني ورصده لكافة الشوارع والمحاور الرئيسية في حي برزة.

المصادر الموثوقة أكدت للمرصد السوري لحقوق الإنسان حينها أن مجموعات من اللواء المقاتل العامل في برزة، كانت موافقة على هذا العمل، بيد أن مجموعات أخرى غير موافقة على هذا العمل، عمدت لإبلاغ النظام بوجود عمل عسكري يهدف لتنفيذ هجوم واسع والدخول إلى العاصمة دمشق، فيما قدر عدد المقاتلين المجهزين للعملية والذين دخلوا إلى الحي بنحو 5 آلاف مقاتل من الفصائل الإسلامية، وأشارت المصادر الموثوقة، أن هذه هي المرة الثانية التي يقوم بها هذا اللواء العامل في حي برزة، بإفشال عمل واسع كان يهدف لدخول ضاحية الأسد والسيطرة عليها مع تمكن جيش الإسلام من السيطرة على مرتفعات قريبة من الضاحية وبأطراف غوطة دمشق الشرقية.