بعد يومين من المواجهات بالأيادي بين مناصري “الإدارة الذاتية” وموالين للمجلس الوطني الكردي.. مجهولون يهاجمون ويحرقون مكاتب لحزبي “التغيير و الديمقراطي الكردي” في الحسكة والقامشلي

33

 

محافظة الحسكة: أفاد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن مجهولين عمدوا مساء الأمس إلى استهداف مكتب “حزب التغيير” من خلال إلقاء قنابل يدوية على المكتب في مدينة الحسكة، كما عمد مجهولون إلى إحراق مكتب “الحزب الديمقراطي الكردستاني” في مدينة القامشلي، يذكر أن الحزبين مرخصين لدى “الإدارة الذاتية” لمناطق شمال وشرق سوريا، دون معرفة هوية الفاعلين حتى اللحظة.
وشهدت مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية” في محافظة الحسكة يوم أمس الأول، مظاهرات واعتصامات بمناطق متفرقة نفذها مناصري وأعضاء المجلس الوطني الكردي، والمناطق هي: القامشلي والحسكة وتل تمر والدرباسية وعامودا والمالكية (ديريك) ورميلان والقحطانية ومعبدة، وذلك “ضد قرارات “الإدارة الذاتية” برفع أسعار الخبز والمحروقات بشكل رئيسي، وتنديدًا بالاعتقالات التي تنفذها القوات العسكرية”.
ووفقاً لنشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن مدينة القامشلي شهدت عراكًا بالأيادي بين موالين للإدارة الذاتية وآخرين موالين للمجلس الوطني الكردي أثناء الاعتصام أمام مقر الأمم المتحدة في المدينة، قبل أن تتدخل قوى الأمن الداخلي “الأسايش” وتفض العراك الذي خلف إصابات، بينهم اثنين من المجلس الوطني الكردي وثلاثة من الموالين للإدارة الذاتية، كما شهدت معبدة والقحطانية والحسكة أحداث مشابهة، مع تدخل ما يعرف بـ “الشبيبة الثورية” واشتباكها بالأيادي مع مناصري المجلس الوطني الكردي.
يذكر أن الاعتصام في القامشلي جرى تنظيمه بشكل مشترك بين المجلس الوطني الكردي والمنظمة الآشورية، والحزب الشيوعي السوري التابعة للجبهة الوطنية التقدمية التابعة بدورها للنظام السوري.
وتباينت ردود الأفعال حول هذه الاعتصامات بين مؤيد لها بشدة معتبراً أن اللوم يقع على الإدارة الذاتية ويجب عليها التراجع عن هذه القرارات التي من شأنها أن تنعكس سلباً على المواطنين، وبين معارض لها معتبرها “فتنة وخيانة”.
المرصد السوري نشر أمس، أن العشرات من مناصري وأعضاء المجلس الوطني الكردي في مدينة الدرباسية في ريف الحسكة، خرجوا في تظاهرة على رفع أسعار الخبز والمحروقات بشكل رئيسي، وتنديدًا بالاعتقالات التي تنفذها القوات العسكرية، ورفع المتظاهرون شعارات تطالب بتوقيف الاعتقالات والتراجع عن رفع الأسعار.
تزامنًا مع ذلك، قامت قوات الأسايش بتأمين المظاهرة وأخذ صورة تذكارية مع المتظاهرين، قبل المطالبة بإنهاء الاعتصام.
ولم يغب عن المشهد حضور مايسمى “الشبيبة الثورية”، التي توعدت قبل ساعات من المظاهرة بقمع المحتجين، دون أن يتمكنوا من التحرك، بسبب الوجود الكثيف لـ”الاسايش” وقوات النجدة.
وفي 19 أيلول، حددت “الإدارة الذاتية” في شمال وشرق سوريا سعر رغيف الخبز الحجري الذي يعتمد عليه نسبة كبيرة من سكان المنطقة، نظراً لفقدان الخبز الآلي في معظم الأحيان، حيث أصدرت”الإدارة الذاتية” أمس السبت 18 أيلول/ سبتمبر الجاري، قراراً ينص على تحديد سعر الرغيف الواحد من الخبز الحجري بـ 500 ليرة سورية على أن يكون وزنه 300 غرام.
ولاقى القرار الصادر عن”الإدارة الذاتية” ردود أفعال مختلفة من قبل المواطنين.
ونقل نشطاء “المرصد السوري” عن أحد سكان مدينة القامشلي قوله “بعد الحالة المزرية التي وصلت إليها مناطقنا من الحرمان والفقر والتهجير نتيجة لبعض الأخطاء التي يمكن تداركها بكل سهولة وإيجاد حلول اقتصادية، فإن مثل هكذا قرارات تنعكس سلباً على حياة المواطن الذي يعيش في ظروف اقتصادية صعبة، وإن رفع الأسعار بهذا الشكل سواء أسعار الوقود أو الخبز يدفع بالمواطن إلى البحث عن الهجرة خارج الوطن ليبحث عن وضع أفضل”.