بوساطة الحزب الإسلامي التركستاني.. جماعات جهادية تغادر مقراتها في جبل التركمان باتفاق مع هيئة تحرير الشام

83

رصد نشطاء المرصد السوري، اتفاقًا جرى بوساطة الحزب الإسلامي التركستاني، بين هيئة تحرير الشام من جهة، ومجموعتي مسلم الشيشاني ومهر الدين يقضي بخروج المجموعتين من جبل التركمان، وتسليم المطلوبين للقضاء، وتبادل الأسرى بين الأطراف المتصارعة.
على صعيد متصل، أفادت مصادر المرصد السوري مساء اليوم بأن الاشتباكات والتوتر الأمني لا يزال في جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي، بين عناصر هيئة تحرير الشام من جهة، وجماعة “جند الله” ومجموعات مستقلة من جنسيات أوروبا الشرقية من جهة أخرى.
وكان نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان قد وثقوا، اليوم، مقتل ما لا يقل عن 7 عناصر من جماعة “جند الإسلام” التي يتزعمها مسلم الشيشاني”، وجماعة “جند الله” التي تضم جهاديين من جنسية تركية وأذرية، ومجموعات مستقلة تضم مهاجرين من جنسيات أوروبا الشرقية، خلال صد هجوم هيئة تحرير الشام على نقاط تمركزهم في جسر الشغور وريف اللاذقية.
كما قتل ما لا يقل عن 4 عناصر من هيئة تحرير الشام خلال تلك الاشتباكات، ليرتفع عدد القتلى إلى 11 قتيلًا من الأطراف المتقاتلة، وسط معلومات عن مفقودين وقتلى آخرين.
بالإضافة إلى هؤلاء القتلى سقط العديد من الجرحى بعضهم بحالة خطيرة تم نقلهم إلى المشافي القريبة.
على صعيد متصل، أسر عناصر هيئة تحرير الشام 6 عناصر من مجموعات مسلم الشيشاني والجهاديين الأتراك الأذريين، في حين تمكنت الجماعات الأخيرة من أسر 15 عنصر من هيئة تحرير الشام، دون معرفة مصيرهم حتى الآن.
وأشار المرصد السوري إلى أن عناصر هيئة تحرير الشام قد سيطروا على عدة مواقع كان يتخذها الجهاديون الأتراك نقاطًا لهم قرب قريتي الليمضية والزيتونة بجبل التركمان في ريف اللاذقية، حيث انسحبت جماعة “أبو فاطمة التركي” من عدة تلال في الجبل.
وتمكن عناصر هيئة تحرير الشام من أسر عنصر قناص وقتل آخرين من المجموعات الشيشانية والتركية والأذرية التي تتحصن في عدة مواقع بجبل التركمان، في حين لاتزال تحرير الشام تنتشر في كامل ريف جسر الشغور الغربي، وتستقدم التعزيزات العسكرية من معسكراتها ومراكزها الأمنية في الحمامة ودركوش وجسر الشغور.
وكان نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أفادوا، باستمرار المواجهات بوتيرة متفاوتة العنف، بين كل من هيئة تحرير الشام من جهة، وكتائب ومجموعات جهادية مستقلة، هي “جند الشام” التي يتزعمها مسلم الشيشاني، وجند الله التي يقودها جهادي تركي ومعظم مقاتليها من الأتراك.
وتتركز الاشتباكات في منطقة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، وجبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي، في هجوم لتحرير الشام على مواقع ومقرات المجموعات آنفة الذكر،  ووفقاً لنشطاء المرصد السوري فإن مجموعة “جند الله” تمكنت من أسر عناصر لتحرير الشام في هجوم فاشل للأخيرة على مقر بجبل التركمان، كما خلفت الاشتباكات حتى اللحظة قتيلين من تحرير الشام ومثلهم من الجهاديين الآخرين، كما تتزامن الاشتباكات مع وصول تعزيزات لتحرير الشام إلى ريف اللاذقية الشمالي.
ونشر المرصد السوري منذ قليل، أن قوات من هيئة “تحرير الشام” بدأت بالهجوم على مواقع ومقرات تابعة لفصيل “جند الشام” الذي يتزعمه الجهادي “مسلم الشيشاني” الذي جرى استقباله كـ “فاتح” في آيار 2015  قبل أن ينقلب “الجولاني” على إخوته، بالإضافة إلى الهجوم على مواقع ما يسمى بـ “الكتائب المستقلة” وتحديداً “جند الله” الذي يضم عناصر غالبيتهم أتراك، وذلك في كل من مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، وجبل التركمان في ريف اللاذقية، حيث تدور اشتباكات وصفت بين التشكيلات الجهادية المتناحرة في ما بينها، وسط معلومات مؤكدة عن سقوط ضحايا من الطرفين، حيث عمدت قوات كبيرة مدججة بالأسلحة الثقيلة تابعة لـ “هيئة تحرير الشام” إلى الانتشار في مناطق الريف الغربي من إدلب، وتقطيع أوصال المنطقة وصولًا إلى جبل التركمان قبل أن يبدأ عناصر الهيئة بالهجوم على مقرات الجهاديين.
وأضاف نشطاء المرصد السوري، بأن تحرير الشام استهدفت مقر للمجموعة الجهادية التركية في جسر الشغور، والذي كان قد تعرض سابقاً لاستهداف جوي روسي.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى أن استنفارًا للفصائل العاملة في جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي، تزامنًا انتشار عناصر أمنية على حواجز الطرقات المؤدية إلى ريف إدلب الغربي.
ووفقًا للمصادر، فإن الجهاز الأمني التابع لهيئة تحرير الشام دعا عدد من عناصر مجموعة جهادية تدعى “جند الله” للمثول إلى القضاء بتهم مختلفة، إلا أن عناصر الفصيل رفضوا مرات عدة، مما يرجح تنفيذ عملية أمنية ضدهم في المنطقة.
والجدير بالذكر أن جماعة “جند الله” يقودها جهادي تركي ومعظم أفراد الفصيل من الجنسية التركية.
ويأتي ذلك، في إطار إقصاء هيئة تحرير الشام للفصائل الجهادية في مناطق نفوذها، وتلميع صورتها.
ونشر المرصد السوري صباح أمس، أن قضية الجهادي “مسلم الشيشاني” عادت إلى الواجهة من جديد من خلال بثه تسجيلًا صوتيًا اتهم من خلاله “هيئة تحرير الشام” بالكذب والخداع، في محاولة منها لتفكيك فصيله بعد طلبها تسليم سلاحه ومغادرة إدلب في وقت سابق، وأبرز ما جاء في صوتية الجهادي الشيشاني أنه لايريد الدخول في إشكالات مع “المجاهدين” وأن الهيئة تطالبه مرارًا وتكرارًا مغادرة إدلب وتسليم سلاحه بعد توجيه تهم باطلة له ولجماعته عن احتواء عناصر مجرمة من تنظيم “الدولة الإسلامية” بحسب قوله، إلا أن هذه الاتهامات باطلة بحسب ما قال، ودعى عناصر هيئة “تحرير الشام” إلى عدم تصديق قاداتهم حول الاتهامات الموجهة إليه، وأن لا يقبلوا القتال ضد جماعته في حال طلب منهم، كما أكد على أنه لن يرضخ لمطالب الهيئة وفي حال تعرض مقراته لهجوم على جبهات الساحل السوري سيدافع عن نفسه ويموت بعزة على أن يموت ذليلًا في سجون الهيئة كما فعلت مع الكثير من الجهاديين الذين سجنتهم وقتلتهم سابقًا، كما ذكر أن الهيئة تسعى للسيطرة على الساحة الجهادية في إدلب بشكل كامل، وكل من لا يرضخ لها تقوم بتوجيه تهم باطلة له.