بيان لجنة مهجري رأس العين في ذكرى هجوم القوات التركية على البلدة

27

“ثلاث سنوات على احتلال سري كانيه\ رأس العين\ رش عينو… وعيون المهجرين تتطلع لعودةٍ آمنةٍ دون احتلال.
يدخل أهالي سري كانيه\ رأس العين\ رش عينو العام الرابع، ومدينتهم محتلة مغتصبة من الدولة التركية، ويسيطر عليها ما يسمى الجيش الوطني السوري المدعوم من الاحتلال التركي، فيما تستمر إلى جانب الاحتلال انتهاكات الفصائل، وعمليات السلب والنهب والسرقة والاخفاء القسري والاستيلاء على منازل المهجرين، بالإضافة إلى توطين عوائل من مناطق سورية مختلفة ومن خارج سوريا في منازل السكان الأصليين.
ثلاث سنوات، وأهالي المدينة بكل مكوناتها من كرد وعرب والسريان الآشوريين وكلدان وإيزيديين وشيشان وشركس وتركمان وأرمن مغيبون عن مدينتهم، ومشتتين في مدن مختلفة، ومنهم من يعيش في مخيمات، نظرتهم الاولى والاخيرة هي الرغبة بالعودة الأمنة لمدينتهم، دون وجود احتلال وقوى عسكرية.
يضاف لها سنوات النزوح الأول في ١١ تشرين الثاني ٢٠١٢ مع اجتياح فصائل ما يسمى الجيش السوري الحر للمدينة، قبل أن يعود الأهالي آنذاك لمدينتهم بعد تحريرها من الفصائل المسلحة المتمثلة بالجيش السوري الحر وجبهة النصرة وغيرها، حيث استطاع خلالها الأهالي لملمة جراح النزوح، وإعادة الحياة والاستقرار في مدينتهم، فشكلت من جديد لوحة فسيفسائية جميلة مكونة من كل أطياف المدينة، قبل أن يتم احتلالها بشكل مباشر في تاريخ ٩ تشرين الأول ٢٠١٩، من قبل الدولة التركية ومرتزقة الجيش الوطني السوري تحت شعارات وعنوانين السلام ،السلام الذي جلب الخراب والويلات وتدمير البنية المجتمعية للمنطقة، حيث شكل الاحتلال والتهجير، صورة مأساوية لكل مكونات المدينة، الذين فروا منها لإدراكهم وقناعتهم التامة  أن القوى القادمة ستجلب الفوضى وسيحل الخراب بدل الإعمار، والتدمير بدل البناء والخوف بدل الاستقرار، فلم يكن خيار التهجير لهم بالسهل، لكن الحفاظ على الكرامة و الأرواح والخطر من المجهول كان كافياً لاختيار الخيار المر في الابتعاد عن المدينة والعيش في الشتات والغربة.
ثلاث  سنوات؛ ولم تنطفئ شموع الشوق للمدينة وأريافها، ولم ترحل المدينة عن أعين أهلها، ففي مدن التهجير التي استقر فيها أهالي سري كانيه\ رأس العين\ رش عينو، لازال الأهالي يتبادلون حديث العودة، ينظرون بأعين بعضهم البعض نظرة ارتباط أساسها مدينتهم التي شكلت صورة في العيش المشترك والتعددية، و لم يشعروا باستقرار دائم بعيد عن مدينتهم واريافها، ويظهر هذا في ذكريات وأحاديث الأهالي، فهناك من يقف عند لوحات اسم المدينة على الطرقات باكيًا، وهناك من يعد ايام الرحيل الأخير عن المدينة، وهناك من فقد حياته من شباب وشابات ومسنين ومسنات، بسبب الضغوط النفسية التي حرمتهم من مدينتهم.
ثلاث سنوات ضمن سنوات الحرب السورية، تقويم يضاف لمأساة الأهالي من ويلات الحرب، فلا حرب أخرى ولا صراع جديد هدفهم، بل بات حلمهم العودة الأمنة والاستقرار، وهم يشيرون دومًا في البحث عن وجع قضيتهم، وإيجاد حل يعيدهم لمدينتهم وأريافها.
ثلاث سنوات، ونظرات الأهالي صوب قرار دولي قد يشملهم، فيعيدهم لديارهم، ويكشف زيف الاحتلال الذي اجتاح المدينة وأريافها باسم عملية “نبع السلام” التي ادعى فيها المحتل أنه يحرر المدينة، في حين أن واقع المدينة يشهد انتهاكات وقتل وسلب وفوضى بشكل يومي.
ثلاث سنوات، والمجتمع الدولي بات يعلم تمامًا حقيقة ما يحصل في سري كانيه\ رأس العين/رش عينو، ويوثق ذلك في تقارير دولية مثل تقارير لجنة التحقيق الدولية المستقلة حول سوريا، وتقارير منظمات دولية مثل هيومن رايتس ووتش والأمنستي وتقارير مؤسسات ومنظمات محلية تشرح واقع المدينة في ظل الاحتلال وتشرح معاناة الأهالي المهجرين.
ومن هنا فإن لجنة مهجرين سري كانيه\ رأس العين/رش عينو، تطالب المجتمع الدولي القيام بواجباته وعدم التنصل من مهامه في تحقيق السلم والامن الدوليين وحماية المدنيين، والعمل على تقويض انعدام الاستقرار في سوريا والبحث في قضية المدينة والمدن المحتلة الأخرى  واريافها وأهلها المهجرين، واتخاذ قرار مسؤول يعيد للأهالي حقهم في العودة الآمنة، دون وجود قوى عسكرية أو احتلال، فإيجاد حل لمسألة سري كانيه والمدن المحتلة الاخرى وأبعاد الدولة التركية عن الملف السوري تعتبر بمثابة بداية مرحلة السلام في سوريا وتهيئة الأجواء لبناء الثقة بين السوريين، وضرورة دعم حق السكان الأصليين في العودة لأرضهم وارزاقهم، وتقويض خطة تغيير الهندسة الديموغرافية التي تقوم بها تركيا في اغتصابها لأراضي المدينة وجلب مستوطنين من الداخل والخارج

عودة آمنة دون احتلال                                                                            الرحمة للشهداء والحرية للأسرى

لجنة مهجري سري كانيه /رأس العين /رش عينو                                                                    الحسكة – 2022-10-8″