بينهم قائد المجموعة.. نحو 10 قتلى وجرحى من المجموعات المرتبطة بـ “حزب الله” و”الفرقة الرابعة” خلال محاولتهم إدخال شحنة مخدرات إلى الأردن

تزايد كبير بعمليات نقل المخدرات وإنشاء معامل لصناعة حبوب "الكبتاغون" في الجنوب السوري بهدف نقلها إلى الأردن والخليج العربي

60

تواصل المجموعات المرتبطة بـ “حزب الله” اللبناني و “الفرقة الرابعة” التي يرأسها شقيق رأس النظام السوري “ماهر الأسد” عمليات نقل المخدرات من لبنان إلى مناطق بمحافظة درعا والسويداء، بهدف إدخالها إلى المملكة الأردنية الهاشمية ودول الخليج العربي
وفي سياق ذلك، علم المرصد السوري لحقوق الإنسان، من مصادر موثوقة، بأن ميليشيات محلية مرتبطة بـ “حزب الله” صعدت خلال الآونة الأخيرة من عمليات نقل المواد المخدرة والمواد الأولية لصناعة حبوب الكبتاجون من لبنان إلى مناطق في القلمون بريف دمشق والقصير بريف حمص ومن ثم نقلها إلى الجنوب السوري، وسط معلومات مؤكدة عن نية الميليشيات المرتبطة بـ “حزب الله” البدء بإنشاء معامل جديدة لصناعة حبوب “الكبتاغون” في السويداء ودرعا وبتنسيق مع ضباط في “شعبة الاستخبارات العسكرية” التابعة للنظام
مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أكدت أيضا أنه وعلى الرغم من قيام الجانب الأردن بإحباط عشرات المحاولات لإدخال المواد المخدرة إلى المملكة الهاشمية، إلا أن شحنات كثيرة جرى إدخالها أيضا ووصلت إلى داخل الأردن من بادية السويداء الجنوبية

وفي خضم ما ذكر أعلاه، قتل 4 مهربين وأصيب 6 آخرين صباح اليوم الأحد، بينهم مصابين بحالة خطرة، بعد وقوعهم بكمين نفذه الجيش العربي الأردن، خلال محاولة المجموعة إدخال شحنة مخدرات إلى الجانب الأردن من بادية السويداء، من بين القتلى قائد المجموعة التي وقعت بكمين الجيش العربي وهو قريب قيادي سابق بفصيل “مغاوير الثورة” كان قد خرج من منطقة الـ 55 الخاضعة لسيطرة التحالف والفصيل في نيسان 2020 واتجه إلى مناطق سيطرة النظام في تدمر بريف حمص ويعمل بتجارة المخدرات وتربطه علاقات وطيدة بقياديين في “حزب الله” اللبناني ويترأس مجموعة محلية تعمل بتجارة المخدرات في المنطقة الجنوبية من سوريا، تضم عشرات العناصر من أبناء درعا والسويداء.

وفي منتصف فبراير/شباط 2022، نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان تحقيقًا يكشف تفاصيل تهريب المخدرات إلى الأردن وجاء فيه:

بعد أن سيطرت قوات النظام والميليشيات الموالية لها على الحدود الأردنية – السورية، قبل سنوات، ولاسيما بادية السويداء ذات الطبيعة الجبلية الوعرة، بدأت عمليات تهريب المخدرات وقطع السلاح وتهريب البشر باتجاه الداخل الأردني، تأخذ منحى تصاعدي بشكل كبير في الآونة الأخيرة، حيث بات مشهد تهريب المخدرات إلى الأردن بهدف إيصاله إلى الجزيرة العربية يتصدر المشهد، من خلال قيام الحرس الأردني بضبط شحنات من المواد المخدرة بشكل شبه يومي على حدودها قادمة من الأراضي السورية.
تفاصيل المجموعات وارتباطاتها وكيف تتم عمليات التهريب
وفقًا لما حصل عليه المرصد السوري لحقوق الإنسان من تفاصيل لتلك العمليات، فإن عدة مجموعات مسلحة تبعيتها المباشرة والغير مباشرة تكون لـ “حزب الله اللبناني” ومنهم أيضا من يرتبط بضباط النظام السوري يعملون مهمتهم الوحيدة توريد المخدرات والسلاح وتهريب البشر إلى المملكة الأردنية الهاشمية، حيث تنشط بعض المجموعات في مكان يسمى (الصفا والجاه )وهي ذات طبيعة جبلية – صخرية تبعد شرقي السويداء 25 كلم قرب قرية (الشعاب) ذات بيوت متفرقة تبعد عن الحدود الأردنية مايقارب الـ 10 كيلومترات.
مجموعة مسلحة تابعة للنظام السوري بقيادة شخص يدعى “سعود الرمثان” تربطه علاقة وثيقة بـ “حزب الله” اللبناني وأتباع النظام من مجموعات موالية له من أبناء السويداء، يقومون بتأمين المخدرات وقطع السلاح برفقة مجموعة مسلحة صغيرة تتبع لـ “حزب الله” اللبناني والتي ترافقهم وتأمن الطريق لهم، كما تنشط أيضا مجموعة تسمى بـ “مجموعة العبسات” ترتبط بشكل مباشر بقياديين من “حزب الله” اللبناني وتقوم أيضا بعمليات تهريب للمخدرات باتجاه الداخل الأردني
وتنشط أيضا مجموعة مسلحة في منطقة تسمى خربة مطوطة تقع في بادية السويداء ضمن منطقة جبلية فيها الكثير من المغر والكهوف بقيادة شخص يدعى “غنام الخضير أبو حمزة” والذي تربطه قرابة برجل أعمال سوري، حيث تقوم مجموعات تابعة لـ “حزب الله” اللبناني بإيصال المخدرات وقطع السلاح والأشخاص الذين يريدون إرسالهم إلى الداخل الأردني لمجموعة “الغنام” والمنحدر من مدينة ضمير بريف دمشق والمعروف بعلاقته الوثيقة مع أشخاص في الداخل الأردني، حيث تتم عمليات التهريب بالتنسيق ما بين المهربين أو قائد المجموعه وشخصيات ذات نفوذ بالجانب الأردني ويتم تحديد أيام مثل المطر والثلج والرياح الشديدة المحملة بالغبار لإدخال شحنات المخدرات والأسلحة لسهولة الحركة ما بين الحدود.
شحنات من المواد المخدرة منتهية الصلاحية يتم إيقاعها بكمائن بشكل متعمد للتغطية على تمرير شحنات أخرى
وفي خضم ما سبق، كشفت مصادر موثوقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن عمليات ضبط كميات من حبوب المخدرات من قِبل حرس الحدود الأردني تتم بالتنسيق مابين شخصيات ذات نفوذ في الداخل الأردني في أغلب الأحيان حيث تكون مدة حبوب المخدرات منتهيه الصلاحيه وذلك بهدف التغطية على شحنات أخرى يتم إدخالها في أوقات لاحقة.
من البقاع اللبناني إلى السويداء.. مركز انطلاق شحنات المخدرات إلى الأردن
كما أسلف المرصد السوري لحقوق الإنسان سابقًا، تنطلق شحنات “المخدرات” من منطقة بعلبك في لبنان، إلى جرود القلمون ثم إلى محافظة السويداء في الجنوب السوري، بحماية مجموعات مسلحة موالية لأفرع النظام الأمنية ومحسوبة على “حزب الله” اللبناني، ويجري تخزين “المخدرات” ضمن مستودعات، لاختيار الوقت المناسب لعملية التهريب إلى الأردن أو بيع تلك المخدرات ضمن المحافظة كونها تشهد حالة من الفوضى وتعتبر أرض خصبة لبيع “المخدرات” إلى المروجين، ويتراوح سعر كيلو الحشيش في السويداء بين 300 ألف ليرة سورية و 400 ألف ليرة سورية أي ما يعادل “110” دولار أمريكي، بينما يتم بيع كيلو الحشيش داخل الأراضي الأردنية للمروجين والتجار بـ 250 دولار أمريكي.

إن المرصد السوري لحقوق الإنسان، يحذر مجددا من سوء الأوضاع التي وصلت إليه البلاد مع تعنت النظام السوري بالسلطة وهو الذي يتحمل المسؤولية الرئيسية بجميع ما آلت إليه الأحوال في سورية، ويشير المرصد السوري أيضاً إلى خطورة تفشي المواد المخدرة في مناطق نفوذ النظام ومناطق النفوذ الأخرى أيضاً وإن كانت بشكل أقل، وعليه يجدد مطالبته للمجتمع الدولي بإيجاد حلول جذرية تقي أبناء الشعب السوري من سلسلة الكوارث التي تلحق به وتعصف به على مدار عقد من الزمن.