بين الجزائر وليبيا..شبح الموت يطارد السوريين عبر “تجار البشر” و”قوارب الموت

68

مع بداية حركة اللجوء السورية منذ مطلع العام 2011 باتجاه دول عربية وأوروبية لجأت العديد من العائلات السورية إلى دولة الجزائر، وبعد مرور أكثر من 11 عام ومع تزتيد حاجة الكثير من السوريين المقيمين في الجزائر للسفر إلى دول أوروبية بحثاً عن فرص عمل أفضل ولتحسين أوضاعهم المعيشية، نشطت في الجزائر حركة التهريب عبر البحار وتصدر العديد من الأشخاص الذين باتوا معروفين بعملهم في “الاتجار بالبشر” وتهريبهم رغم المخاطر المحدقة بهم.

وكشفت مصادر محلية في الجزائر للمرصد السوري لحقوق الإنسان، عن هويات العديد من الأشخاص المتورطين في تهريب السوريين عبر طرق بحرية وبرية مستغلين حاجتهم للهجرة، ووفقاً للمصادر، فإن من بين هؤلاء شخص يعد من أشهر المهربين، وينحدر من منطقة عين العرب (كوباني)، حيث يعمل معه قرابة الـ 200 شخص في منطقتي وهران وعين ترك، ويأخذ من كل شخص يرغب بالهجرة مبلغ يتراوح ما بين 7500 إلى 10 آلاف دولار أمريكي، ومما يساعده في عمله هو علاقات تربطه ببعض الضباط في “الأمن الجزائري”.

وأضافت المصادر، أن من بين المهربين أيضاً شخص آخر ينحدر من مدينة منبج بريف حلب، ويعمل لديه نحو 150 شخص، حيث قام مؤخراً بإرسال 15 مهاجراً على متن قارب في إحدى الرحلات، ومتهم بسرقة مبالغ مالية من العديد من الأشخاص المقيمين في الجزائر، إضافة لشخص آخر من مدينة دمشق ويعمل معه أكثر من 400 شخص في سوريا ويعمل في “مستغانم” الجزائرية ويقيم حالياً في إسبانيا.

وفي حديث لأحد الأشخاص في الجزائر مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، قال، أن ما يقارب 1000 لاجئ سوري يقطنون في الجزائر وتلمسان ومستغانم، غالبيتهم من الأكراد السوريين، ويتواجد في هذه المناطق نحو 7 مهربين هم أشبه بالعصابات، إذ يفرضون مبالغ طائلة على من يريد الهجرة خارج الجزائر.

مضيفاً، أن القارب الأخير الذي غرق قبالة السواحل الجزائرية كان على متنه مهاجرين وكان يقوده شخصين سوريين بعد أن تم تعليمهم قيادة القارب علماً أنهم لا يجيدون ذلك جيداً، ما أدى لسقوط القارب ووفاة نحو 15 شخصاً، ونجاة شخص واحد ممن كانوا على متن القارب، ومن أبرز الأسباب التي تدفع بالسوريين إلى الهجرة من الجزائر هو عدم وجود احترام لحقوق اللاجئين، فأي لاجئ سوري يتم الإمساك به من قبل السلطات الجزائرية يتم ترحيله إلى النيجر.

أما في ليبيا فلا يكاد الحال يختلف تماماً، إذ يوصف بالكارثي، حيث تؤكد المصادر، أن مهربين يعملون على إرسال مئات اللاجئين السوريين عبر “قوارب الموت” بأسعار تعد مناسبة بعض الشيء حيث تصل لحد 4500 دولار أمريكي، وبعد إرسال هذه القوارب لا يهم المهربين إن كان هؤلاء قد وصلوا بخير أم لا ولا يعنيهم ذلك، ولا تختلف الأسباب التي تدفع السوريين لمغادرة ليبيا عن الجزائر، حيث يتم ترحيل أي سوري هناك من قبل السلطات في حكومة الوفاق الليبية.

المرصد السوري لحقوق الإنسان، كان قد أشار أمس إلى أن 4 مهاجرين سوريين من أبناء منطقة عين العرب (كوباني) شرقي حلب،  توفوا وذلك بعد أن غرق بهم قارب قبالة السواحل الجزائرية كان على متنه 14 مهاجراً بينهم 7 سوريين، حيث كانت وجهته دول الاتحاد الأوروبي.

ووفقاً لمصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن جميع من كانوا على متن القارب غرقوا واستطاع البعض منهم النجاة عبر السباحة وبعد وصول فرق إنقاذ لمساعدتهم، في حين توفي 4 من السوريين الذين كانوا على متن القارب.