بين فكّي كماشة.. العوائل الناجية من فـ ـاجـ ـعـ ـة الزلزال بين مطرقة استغلال المهربين وسندان التشرد بلا مأوى

57

محافظة الرقة: مازالت نكبة الزلزال المدمر الذي ضرب مدن تركية وسورية ترمي بأثقالها على السوريين بين ناج ومفقود ومهجر ونازح ومقيم حيث تراوحت شدة المصاب عند السوريين سواء المقيمين في المدن التركية أو في الداخل السوري عموماً.
وأصدرت السلطات التركية منذ أيام قرار يقضي بمنح السوريين في الولايات التي أصابها الزلزال إجازات تتراوح من ثلاثة إلى ستة أشهر وهو أمر زاد معاناة المتضررين من الناجين السوريين من الزلزال في تركيا.
ودخل عدد من العوائل من نساء وأطفال وناجين عبر بوابة تل أبيض على الحدود السورية التركية بأعداد تتراوح من 1300-1500 شخص ولكن طرق العبور نحو مدنهم وقراهم خاصة أهالي “ديرالزور والرقة والحسكة ومنبج ” غير مفتوحة وهو مادفع تجار الأزمات والمهربين لإستغلال الوضع الكارثي للقادمين.
أهالي وعشائر مدينة تل أبيض وناشطون قاموا بنصب عدد من الخيام الكبيرة وقاموا بحملة تبرعات لإستيعاب تلك الكارثة للعالقين في منطقة تل أبيض، دون الإقرار من قبل الأطراف القائمة على الطرق والعبور بالتحرك وفتح معابر إنسانية في ريف الرقة الشمالي ومراكز المدن لوصول العائلات .
الناجية من الزلزال في مدينة أورفا التركية “أم وحيد” 35 عاما وهي من مدينة الرقة تحدثت للمرصد السوري قائلة: خرجنا بثيابنا ولانحمل معنا إلا الشيء اليسير من المال، المهربين طلبوا مني على كل فرد من أفراد عائلتي 100 دولار أمريكي وليس معي سوى4000 ليرة تركية، اضطررت للقبول معهم حتى وصلنا لأحد بيوت المهربين كان الجو بارد جدا ومن ثم أكملنا طريقنا مشيا على الأقدام لمدة 4 ساعات بين الجبال والبساتين حتى وصلنا بيت مهرب ثاني لنستقل إحدى السيارات ومن ثم وصلنا لمنزل أهلي، طرق التهريب بشعة وخطرة من كل النواحي ويجب فتح معبر إنساني لمرور العائلات المنكوبة.