بين مطرقة الاعتقال وسندان استغلال أصحاب “الندوات”.. محكومي “سجـ ـن عدرا” بدمشق يقاسون مرارة الاعتـ ـقال

42

محافظة دمشق: حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على معلومات خاصة من داخل “سجن عدرا المركزي” في دمشق تؤكد تخفيض كميات الطعام للمعتقلين داخل أجنحته الـ 14 بشكل غير مسبوق، الأمر الذي أثار حالة من الاستياء بين المعتقلين الذين ناشدوا المسؤول عن “جمعية رعاية السجناء” بضرورة التحرك لإنهاء ما وصفوه باستغلالهم على الصعيد المادي من قبل رئيس السجن وعدد من الضباط العاملين تحت إمرته.
وبحسب نشطاء المرصد السوري، فإن الطعام سيء وبات يقدم للمعتقلين منذ خمسة أشهر ولغاية الآن، حيث غابت اللحوم و”الفروج” الذي من المفترض تواجده ضمن برنامج الأغذية الأسبوعية المتفق عليه مع “منظمة الأمم المتحدة” التي تدعم احتياجات المعتقلين ضمن “سجن عدرا”.
كما أن وجبات الإفطار والغداء والعشاء باتت أشبه ما تكون بطعام أفرع المخابرات التي تقتصر على بضع حبات من “الزيتون” على وجبة الفطور، وملعقتين من “البرغل” على الغداء في حين لم يعد يتم احتساب أي شيء لوجبة العشاء الأمر الذي أدى لحالة من الفوضى العارمة داخل السجن وسط حالة من التكتم الكبير على ما يجري بداخله.
وزاد في معاناة المعتقلين داخل سجن عدرا تضمين ندوات بيع المواد الغذائية لأحد الأشخاص من داخل الجناح الخامس المدعو “علي عباس” من محافظة اللاذقية مقابل مبلغ مالي كبير لم يتم الإفصاح عنه بين المعتقلين، إلا أنه وبحسب شهادات من داخل السجن فإن المبلغ المتفق عليه ما بين عباس واللواء مدير سجن عدرا كان كفيلاً بأن يتم بموجبه فسخ العقد المبرم مع “جمعية رعاية شؤون المعتقلين” وتحويلها لصالح أحد المعتقلين داخل السجن، الأمر الذي جعل من ابن اللاذقية الذي دخل بجرم (القتل) “علي عباس” امبراطوراً تصب جميع أموال المعتقلين في جيبه.
لم يكتفي المدعو “علي عباس” بالاستحواذ على سوق البيع داخل أجنحة “سجن عدرا” فقط بل عمل على رفع أسعار تأجير الأسرة للوافدين الجدد من المعتقلين الذين يتصيدهم أما المعتقلين القدامى فلهم الأحقية بالنوم على سرير حديدي (نظراً لأقدميتهم) بعلم مسبق من قبل الضباط مشرفي الأجنحة الذين لم يحركوا ساكناً حيال هذا الأمر الممنوع أصلاً بحسب حزمة القوانين الداخلية للسجن، وذلك مقابل حصولهم على نسبة من الأموال بالتنسيق ما بين رؤساء الغرف والمدعو “علي عباس”.
وتحدثت مصادر المرصد السوري أن أجرة السرير الواحد خلال الأسبوع الواحد تتراوح ما بين 40-50 ألف ليرة سورية بمعدل نحو 200 ألف في الشهر الواحد وهو ما يعادل أجرة منزل سكني في الخارج.
وازدادت الأوضاع المعيشية داخل السجن سوءا بعدما فرض “علي عباس” إتاوة على السجناء الذين افترشوا ممرات وساحات الأجنحة ببسطات صغيرة لبيع ما يتم صناعته يدوياً من “مسابح وأعمال الخرز والميداليات التي ينحت عليها أسماء بحسب الرغبة” الأمر الذي دفع بالعديد من الأشخاص المعتقلين الذين وجدوا بهذا العمل البسيط باباً للرزق لترك العمل بعدما رفضوا الرضوخ لتهديد “علي عباس” بمصادرة بضائعهم وسجنهم ضمن غرف المنفردة نظراً للدعم الذي يحظى به من قبل مدير السجن.
كما أن إدارة السجن الحالية تعتبر من أسوء الإدارات التي مرّت على “سجن عدرا” في دمشق نظراً للتعديلات التي أطاحت ببرنامج الغذاء الذي كان يسري على المعتقلين بموجب تعاقد مسبق مع “منظمة الأمم المتحدة” و”جمعية رعاية المعتقلين” التي أُقصيت مؤخراً بعدما تم التوصل إلى اتفاق بين مدير السجن الحالي وأحد أبرز المعتقلين داخله المدعو “علي عباس”، والذي شكل العبئ الأكبر على المعتقلين الذين لا يملك معظمهم ثمن الحصول على ما يسد به رمقه داخل المعتقل.