تبادل اتهامات بين أنقرة و«الوحدات» الكردية حول تفجير عفرين

41

أعلنت السلطات التركية القبض على شخص يشتبه بأنه هو من قام بجلب شاحنة الوقود المفخخة إلى موقع انفجار عفرين في ريف حلب الشمالي الذي أودى بحياة عشرات المدنيين أول من أمس، في وقت أدان القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، التفجير الدموي، محملاً «سياسة الدمار» التركية المسؤولية عن هذا «العمل الإرهابي».
وكتب عبدي عبر «تويتر» اليوم (الأربعاء): «ما حدث في عفرين عمل إرهابي مدان، تسبب في إزهاق أرواح بريئة. هذا العمل الإجرامي هو نتاج سياسة الدمار التي انتهجها الاحتلال التركي ومرتزقته في مدينة السلام والزيتون». وفي وقت سابق، استنكر «مجلس سوريا الديمقراطية» هجوم عفرين، وحمّل تركيا والفصائل المتحالفة معها المسؤولية عنه.
وقالت ولاية هطاي التركية، في بيان أمس (الأربعاء)، إن فرق الأمن ألقت القبض على شخص مشتبه بجلبه المركبة التي انفجرت إلى موقع الحادث في عفرين، مشيرة إلى أن المصابين في التفجير يخضعون للعلاج في مستشفيات هطاي جنوب تركيا وعفرين.
وأدى تفجير صهريج وقود مفخخ في السوق الرئيسية في مدينة عفرين إلى سقوط 46 قتيلاً بينهم 11 طفلاً، و47 مصاباً، حسبما أعلنت وزارة الدفاع التركية. وقالت مصادر محلية إن عدد القتلى وصل إلى 53 من بينهم 8 عناصر من الفصائل السورية المسلحة الموالية لتركيا، والباقي من المدنيين وبينهم 12 طفلاً.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن داعمي وحدات حماية الشعب الكردية والساعين لشطب اسمها من قائمة الإرهاب «مسؤولون أيضاً» عن التفجير «الدنيء» الذي شهدته مدينة عفرين من «إرهابييها». واتهم جاويش أوغلو، عبر «تويتر» الوحدات الكردية التي وصفها بذراع حزب العمال الكردستاني في سوريا بقتل المدنيين الأبرياء، «غير آبهة لوجود الأطفال ودون اعتبار لشهر رمضان». وقال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، في تغريدة على «تويتر»، إن التفجير الذي نفّذته «المنظمة الإرهابية الغادرة» لن يبقى دون رد.
وتسبب الانفجار في اندلاع نيران أدّت إلى تفحّم الجثث، وفق «المرصد» الذي أكّد وجود مدنيين في عداد الضحايا وستة مقاتلين سوريين موالين لأنقرة على الأقل.
وتعدّ حصيلة القتلى من بين الأعلى في المنطقة منذ سيطرة القوات التركية عليها قبل عامين. واتهمت وزارة الدفاع التركية التي أوردت حصيلة أكبر للقتلى، في تغريدة وحدات حماية الشعب الكردية وحلفاءها «باستهداف المدنيين الأبرياء في عفرين».
وكتبت الوزارة في تغريدة: «قام عدو الإنسانية حزب العمال الكردستاني – وحدات حماية الشعب، باستهداف مدنيين أبرياء في عفرين».
وتسيطر القوات التركية مع فصائل سورية موالية لها منذ مارس (آذار) 2018، على منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية، والتي كانت تُعد ثالث أقاليم الإدارة الذاتية الكردية، بعد هجوم واسع شنّته على المقاتلين الأكراد الذين تعدهم أنقرة «إرهابيين».
وأدانت وزارة الخارجية الأميركية التفجير. وقالت الناطقة باسم الوزارة مورغان أورتاغوس، إن الهجوم أودى «بأرواح عشرات الأشخاص الذين كانوا يتسوقون في السوق المركزية خلال استعدادهم لإفطار رمضان». وأضافت أن «مثل هذه الأعمال الجبانة والمؤذية غير مقبولة، من أي جهة كانت في هذا النزاع». وأجبرت العمليات العسكرية، وفق الأمم المتحدة، نصف عدد سكان المنطقة البالغ 320 ألفاً، على الفرار. ولم يتمكن العدد الأكبر منهم من العودة إلى منازلهم.
وتتعرض المنطقة بين حين وآخر لتفجيرات واغتيالات تطال قياديين وعناصر من الفصائل الموالية لأنقرة، من دون أن تتبناها أي جهة، بينما تتحدّث منظمات حقوقية عن «انتهاكات» تلحق بالسكان الأكراد الذين لم ينزحوا منها.
في الوقت ذاته، أعلنت وزارة الدفاع التركية مقتل 11 من عناصر الوحدات الكردية في عملية لعناصر القوات الخاصة التركية (الكوماندوز) جنوب مدينة رأس العين التابعة للمنطقة التي تسميها تركيا «نبع السلام» في شرق الفرات.
وقالت الوزارة، في بيان عبر «تويتر» إن مجموعة من عناصر الوحدات الكردية، «التي تمارس أنشطتها الإرهابية شرق نهر الفرات»، تحرشت بعناصر للجيش التركي متمركزة على مسافة 26 كيلومتراً جنوب مدينة رأس العين، عبر استهدافهم ببنادق آلية وقاذفات صاروخية محمولة، الليلة قبل الماضية، ثم حاولت المجموعة التسلل من مكان آخر، وإن عناصر الجيش المكلفة بالمراقبة رصدوا مجموعة تضم ما بين 10 و15 إرهابياً وأبلغوا جميع مراكز العمليات بذلك، وإثر إطلاق المجموعة النار عبر بنادق آلية وقاذفات صاروخية محمولة، على عناصر الجيش التركي ومحاولتهم الاقتراب من مواقع الجيش، رد الأخير عليها، ما أسفر عن مقتل 11 عنصراً من المجموعة، ولم يتعرض أي من عناصر الجيش التركي أو «القوات الصديقة» (الفصائل السورية) لأي إصابات.

المصدر: الشرق الأوسط

الآراء المنشورة في هذه المادة تعبر عن راي صاحبها ، و لاتعبر بالضرورة عن رأي المرصد.