تبدأ كحد أدنى بــ 75 دولار أمريكي.. معاناة كبيرة يعيشها النازحون في مدينة القامشلي بريف الحسكة بسبب ارتفاع إيجارات المنازل

41

تتفاقم معاناة النازحين والمهجرين في مناطق شمال شرق سوريا الذين يعانون من عديد الأزمات المعيشية ولاسيما معضلة ارتفاع إيجارات المنازل، حيث ترتفع بشكل مستمر مع انهيار قيمة الليرة السورية، وتعد مدينة القامشلي في ريف الحسكة من بين أكثر المناطق ارتفاعاً في أسعار إيجارات المنازل، حيث يبدأ إيجار المنزل من 75 دولار أمريكي وينتهي بأسعار كبيرة جداً، في ظل الواقع الاقتصادي الصعب وتدني نسبة الأجور والرواتب.
ويضاف لأسعار إيجارات المنازل ارتفاع آخر في أسعار المواد الغذائية والتموينية وأسعار اشتراك الكهرباء “الأمبيرات” والأدوية وغيرها من أساسيات الحياة، مما يضع النازحون أمام تحديات كبيرة.
السيدة (س.م) النازحة من مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي، وتقطن في مدينة القامشلي، تتحدث للمرصد السوري لحقوق الإنسان، قائلة، لقد خرج الأهالي من مدينة عفرين إبان السيطرة عليها من قبل القوات التركية والفصائل الموالية لها دون أن يتمكنوا من إخراج شيء من ممتلكاتهم ويعيش غالبيتهم في أماكن نزوحهم أوضاع معيشية قاسية، في ظل انعدام فرص العمل، وقد تزايدت عليهم الأعباء كثيراً خصوصاً في قضية إيجارات المنازل التي تبدأ أسعارها من 75 و100 دولار أمريكي فما فوق.
مضيفة، ومن ناحية أخرى فمن لديه وظيفة أو عمل معين فهو يستلم أجره الشهري بالليرة السورية وإيجارات المنازل تدفع حصراً بالدولار الأمريكي فضلاً عن دفع مبلغ إيجار نصف شهر لصاحب المكتب العقاري.
مطالبة بوضع حد لهذه المعضلة من “الإدارة الذاتية” وتدعو الجميع لمراعاة ظروف النازحين وتخفيف أسعار الإيجارات ودفعها بالليرة السورية بدل الدولار الأمريكي.
بدوره يقول (أ.ح) النازح من مدينة عفرين أيضاً ، في حديثه مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأنه بقي مع عائلته لمدة عامين في القامشلي في منزل لأحد المدنيين بشكل مجاني دون أن يتقاضى أي أجر، ثم اضطر صاحب لإخراجه من أجل تحويل المنزل لبناء سكني بعدة طوابق، فبدأت رحلة البحث عن منزل آخر.
ويضيف، بأنه بحث كثيراً في كل من القامشلي وعامودا وعين العرب (كوباني) لكن دون جدوى بسبب الأسعار الخيالية للإيجارات وفي المقابل فإن راتبه الشهري لا يكفي لسد إيجار شهر واحد.
مشيراً، بأنه وبسبب عدم قدرته على دفع إيجار المنزل في مدينة الفامشلي وبعد أن بدأ صاحب المنزل بتنفيذ مشروعه السكني، اضطر لبيع جميع أثاث المنزل والتوجه لمدينة حلب.
وتنتشر في مناطق شمال شرق سوريا عدد من المخيمات منها المنظمة وأخرى عشوائية تضم آلاف النازحين والمهجرين من عدة مناطق سوريا ولاسيما من مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي، ومدينة رأس العين في ريف الحسكة وغيرها من المناطق، ويعيش النازحون والمهجرون سواء ضمن هذه المخيمات أو ممن يقطنون في منازل بالإيجار أوضاع معيشية قاسية في ظل عدم وجود فرص عمل وتدني الأجور والرواتب وشح المساعدات والدعم من قبل المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة، وانهيار قيمة الليرة السورية الذي نتج عنه ارتفاع حاد في الأسعار.