تجميد اتفاق لإجلاء مقاتلين إسلاميين من جنوب دمشق

23

سليمان الخالدي

بيروت (رويترز) – أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم السبت “بتجميد” اتفاق برعاية الأمم المتحدة لإجلاء أكثر من 2000 مقاتل من تنظيم الدولة الإسلامية وفصائل متشددة أخرى من مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في جنوب دمشق وذلك بسبب مقتل قائد معارض.

وقال تلفزيون المنار التابع لحزب الله اللبناني إنه كان من المقرر أن تنقل حافلات المقاتلين إلى مدينة الرقة معقل الدولة الإسلامية بشمال سوريا.

وأضاف أن الاتفاق انهار بعد مقتل زهران علوش أحد قادة المعارضة البارزين في ضربة جوية يوم الجمعة. وكان من المقرر أن تمر القافلة التي تقل المقاتلين عبر أراض يسيطر عليها علوش.

كانت هذه الترتيبات الأولى من نوعها بين السلطات السورية وتنظيم الدولة الاسلامية.

وإذا تم النقل بنجاح فسيمثل نجاحا لحكومة الرئيس بشار الأسد وسيعزز من فرص سيطرتها من جديد على منطقة استراتيجية تبعد أربعة كيلومترات فقط إلى الجنوب من وسط العاصمة دمشق.

وذكر المرصد -وهو جماعة مستقلة مقرها بريطانيا ترصد تطورات الحرب السورية على الأرض- في بيان أن الإجلاء كان متوقعا يوم السبت لكنه تأخر لأنه لم تعد هناك أراض آمنة يمكن للقافلة المرور منها.

وجاء في تقرير المنار أن العربات وصلت الجمعة لنقل المقاتلين وما لا يقل عن 1500 من أفراد أسرهم لكنها أعيدت.

وتلفزيون المنار هو المتحدث باسم جماعة حزب الله اللبنانية وهي من الحلفاء الرئيسيين للأسد ودفعت بقوات للقتال الى جانب القوات الحكومية.

ولتنظيم الدولة الاسلامية وجود كبير في عدد من الضواحي الجنوبية لدمشق بما في ذلك مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.

وتصاعد العداء محليا لتنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق.

وقال يوسف وهو أحد سكان ضاحية الحجر الأسود الذي رفض الافصاح عن اسمه لدواع أمنية “ذقنا ما يكفي من وجودهم ومن القتال الدائر والحصار الذي تسبب في الكثير من المصاعب”.

وأدى الحصار الذي تفرضه الحكومة منذ عدة سنوات على مناطق في دمشق تسيطر عليها جماعات عديدة من المعارضة -أكبرها جماعة جيش الاسلام- الى الحد من تدفق المساعدات الغذائية والإنسانية ما أسفر عن وفاة الكثيرين جوعا فيما وصفت منظمة العفو الدولية الأمر بأنه جريمة حرب.

وكثفت الأمم المتحدة وحكومات أجنبية من جهودها للتوسط في اتفاقات لوقف اطلاق النار بالمنطقة وتوفير ممر آمن وذلك كخطوات في سبيل هدف أكبر وهو إنهاء الحرب الأهلية السورية التي راح ضحيتها أكثر من 250 ألف شخص منذ أن اندلعت قبل نحو خمس سنوات.

كان مجلس الأمن الدولي قد وافق بالاجماع في 18 ديسمبر كانون الأول الجاري على قرار ينص على وضع خارطة طريق دولية لعملية السلام في سوريا في مظهر نادر على التوافق بين القوى الكبرى.

وعلى خلاف جماعات معارضة أخرى ترفض الدولة الاسلامية بصفة قاطعة ابرام أي اتفاق مع حكومة الاسد.

(إعداد محمد هميمي للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

 

 

المصدر: رويترز