تحت مسمى “ضاحية السيد زينب”.. عمليات بناء تجري على أطراف منطقة السيدة زينب جنوب دمشق

المرصد السوري يحذر من خطورة عمليات التغيير الديمغرافي الممنهجة التي تقوم بها الميليشيات الإيرانية في سورية

62

علم المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن عمليات بناء تجري على قدم وساق في منطقة “البحدلية” التابعة لناحية ببيلا في ريف دمشق الجنوبي، والملاصقة لمنطقة السيدة زينب التي تعد من أبرز المعاقل للميليشيات الإيرانية من جنسيات سورية وغير سورية وأبرزها حزب الله اللبناني في ضواحي العاصمة دمشق.
وتحت مسمى “ضاحية السيدة زينب” بدأت في الآونة الأخيرة تنشط هذه الكلمة بين أوساط الأهالي في المنطقة، كون غالبية الذين يقطنون في بلدة “البحدلية” باتوا من عناصر وقيادات الميليشيات الموالية لإيران من الجنسية السورية وغيرها، تزامن ذلك مع عمليات بناء تجري في المنطقة في ظل الحديث عن تنظيم جديد للبلدة التي باتت مرتعًا ومعقلًا لعناصر وقيادات الميليشيات الموالية لإيران، من مزارعها وصولًا إلى المنازل منذ أن سيطرت في أواخر يونيو/حزيران من العام 2013 بعد معارك خاضتها تلك الميليشيات ضد الفصائل المقاتلة والجهادية، فضلًا عن ذلك، فإن المئات من عناصر وقيادات الميليشيات الموالية لإيران انتقلوا في الآونة الأخيرة للسكن في “مخيم قبر الست” الملاصق أيضًا لمنطقة السيدة زينب جنوبي العاصمة دمشق، والذي جرى تغيير أسمه من قِبل محافظة ريف دمشق في نوفمبر/تشرين الثاني من العام 2020 إلى “مدينة السيدة زينب” بالإضافة إلى إنشاء معسكرات تدريب خاصة بتلك الميليشيات والمنضمين المحليين إليها في المزارع والبساتين المحيطة بمنطقة “السيدة زينب” و”مخيم قبر” الست وبلدة “البحدلية” بريف العاصمة الجنوبي

ويستنتج المرصد السوري لحقوق الإنسان مما سبق التالي: إيران تسعى إلى جعل المنطقة الجنوبية من العاصمة دمشق وصولًا إلى محيط مطار دمشق الدولي، منطقة خاضعة لهيمنة ميليشياتها المحلية والغير محلية من جنسيات عراقية وأفغانية ولبنانية وغيرها، بالإضافة إلى عملها على المدى البعيد لزنار أمني ومدني من عوائل العناصر والقيادات التابعة لميليشياتها، يحيط بمنطقة السيدة زينب، وذلك عبر تسهيل عمليات تشييد الأبنية الأبنية في بلدة “البحدلية” وتسكين العوائل في مخيم “قبر الست” فضلًا عن سيطرة وتواجد الميليشيات التابعة التابعة لها ضمن مقرات ومعسكرات، بدءًا من منطقة السيدة زينب ومحيطها، و وصولًا إلى محيط مطار دمشق الدولي بالتوازي مع عمليات شراء العقارات والأراضي الزراعية بشكل خفي بمناطق الغوطة الشرقية التي كانت تعد من أبرز المناطق المناهضة للنظام السوري، ومعقلًا كبيرًا لفصائل المعارضة سابقًا، بالإضافة إلى عمليات شراء تجريها أيضًا في مدن وبلدات ريف دمشق الجنوبي، القريبة والملاصقة لمنطقة السيدة زينب”

المرصد السوري لحقوق الإنسان يطالب الجهات الدولية بضرورة كبح جماح إيران داخل الأراضي السورية، ووضع حد للتدخلات الإقليمية في الشأن السوري من خلال اللعب بـ ديموغرافية المناطق بطرق وأساليب متعددة.
وفي الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى أن إيران تواصل وبشكل غير معلن اللعب على ديموغرافية الغوطة الشرقية عبر أذرعها من السوريين، حيث انتقلت من شراء العقارات -منازل ومحال تجارية-، إلى شراء الأراضي الزراعية بشكل كبير، وبحسب مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الأشخاص المحسوبين على (أبو ياسر البكاري) المنحدر من مدينة البوكمال والذي يعمل لصالح ميليشيات إيران، بدأوا في الآونة الأخيرة بالتركيز على شراء الأراضي الزراعية الواقعة على وجه الخصوص في المنطقة الجنوبية للغوطة الشرقية، المتاخمة لطريق دمشق الدولي، والممتدة من المليحة مرورًا بشبعا ودير العصافير و وصولًا إلى حتيتة التركمان.
وبحسب المصادر، فإن شراء الأراضي يجري على غرار شراء العقارات من منازل ومحال تجارية في مناطق الغوطة الشرقية سابقًا والتي نشر عنها المرصد السوري لحقوق الإنسان حينها، و يتم شراء الأراضي من خلال دفع مبالغ مالية طائلة لأصحابها، حيث يجري التركيز على الأراضي التي يتواجد أصحابها إما في دول اللجوء أو خارج سوريا، إلا أن اللافت في الأمر أن ميليشيات إيران تسعى من خلال هذه العملية وعلى المدى البعيد إلى إحاطة مطار دمشق الدولي بطوق أمني من جهة الغوطة الشرقية، قد تظهر نتائجه خلال السنوات القادمة، على اعتبار أن الغوطة الشرقية تعد من أبرز وأهم المناطق السورية المعارضة للنظام والتي خرجت مع انطلاقة الثورة السورية وكان لها دور بارز في الاحتجاجات السلمية في سورية، قبل أن تصبح تحت سيطرة فصائل المعارضة وتشهد معارك عنيفة قتل خلالها الآلاف من عناصر قوات النظام والميليشيات الإيرانية لينتهي المطاف بها في آذار 2018 بتهجير الفصائل وغير الراغبين بإجراء عمليات تسوية إلى الشمال السوري.
وفي خضم ما سبق، علم المرصد السوري لحقوق الإنسان، وعبر نشطائه المتواجدين في المنطقة، بأن مسلحين من “حركة النجباء” الموالية لإيران، والذين يتخذون من مناطق جنوب العاصمة دمشق كـ السيدة زينب مواقعًا لهم، استولوا خلال الشهر المنصرم على أرض زراعية متاخمة لطريق مطار دمشق الدولي في منطقة شبعا، واعتقلوا صاحبها أثناء عمله بها، ثم قاموا بوضع نقطة أمنية تضم 10 عناصر داخل الأرض بعد أن قاموا بتجريفها بالآليات الثقيلة، دون معرفة الأسباب.