تحذيرات من كارثة إنسانية غير مسبوقة شمال غربي سورية

42

المرصد السوري لحقوق الإنسان
تتوالى التحذيرات الأممية من حدوث كارثة إنسانية غير مسبوقة شمال غربي سورية إذا لم يتم تجديد تفويض دخول المساعدات الإنسانية عبر معبر باب الهوى على الحدود السورية التركية، والذي ينتهي في العاشر من تموز/يوليو 2021.

ويمرّر ذلك المعبر ‘الحياة’ لملايين الأشخاص في المنطقة حيث تدخل المساعدات حاليا من تركيا عبر هذا المنفذ مباشرة إلى شمال غربي سورية، بتفويض من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وتعتبر السياسية السورية سميرة مبيض، في تصريح للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أن ملف المساعدات في خطر بسبب محاولات تسييسه في حين أنه ملف إنساني يفترض أن يبقى في الأطر الحيادية عن أي تجاذبات سياسية.

وترى محدثتنا أن إغلاق المعابر الخارجية لمنطقة شمال سورية وفتح المعابر الداخلية مع مناطق النظام يعدّ بمثابة إعادة هيمنته على هذه المناطق التي تضم ما يقارب نصف الشعب السوري معظمهم رفضوا العودة إلى الحكم الاستبدادي.

وتختم بالقول: “لذلك أثار الأمر تحفظات محقة لدول عظمى تسعى إلى إيجاد مخارج لتفادي هذا السيناريو الكارثي عبر توافقات بين القوى المؤثرة ونأمل أن تترجم على أرض الواقع بخطوات عملية تتيح تأمين مستلزمات الشعب السوري وتعمل على تنمية هذه المناطق والنهوض بها لتكون مرتكزاً فعلياً لتحقيق التغيير في سورية وفي المنطقة”.

ولا يزال ملف المساعدات الانسانية وآلية إدخالها مسألة مفتوحة تهدد حياة الملايين ،في وقت تخوض فيه الولايات المتحدة حملة دبلوماسية لإحراج موسكو ومنعها من استخدام الفيتو ضد قرار تمديد التفويض لإدخال المساعدات عبر المعبر الذي تسيطر عليه فصائل موالية لتركيا.

وتوقّع سياسيون سوريون أن تشهد جلسة مجلس الأمن القادمة، صراعا بين الدول الغربية من جهة، والصين وروسيا من جهة ثانية.

ويبقى مصير ملايين السوريين معلّقا على التوافقات الدولية في مجلس الأمن وعلى الحسابات السياسية الضيّقة التي لا تراعي إلا مصلحتها الشخصية .

ويطالب المرصد السوري لحقوق الإنسان بعدم التلاعب بحياة الشعب ويحذّر من المساس بمصدر شريان تلك المناطق.

وفي عام 2014، أقر مجلس الأمن عملية نقل المساعدات عبر الحدود لأول مرة، كانت تتضمن الدخول من الأردن والعراق،إلا أن نقل المساعدات عبر الأردن والعراق توقف في يناير 2020، بسبب معارضة روسيا والصين.