تحذير خليجي من تدخل

18

اعتبر وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي أن تدخل حزب الله في سوريا “يعوق” انعقاد مؤتمر “جنيف 2 لحل الأزمة السورية، كما أكدوا أهمية العلاقات” مع إيران لتعزيز أمن واستقرار المنطقة. وطالب وزير الخارجية السعودي الاتحاد الأوروبي بالبدء فوراً بتسليح المعارضة السورية لتمكنها من الدفاع عن نفسها في وجه ما وصفه بالهجمة الشرسة على الشعب من قبل النظام.

وقال بيان رسمي صادر عن اجتماع تشاوري للوزراء عقد في العاصمة البحرينية المنامة الليلة الماضية إن المجلس “أدان استمرار تدخل مليشيات حزب الله تحت لواء الحرس الثوري”.

ودعا البيان إلى “وضع حد لهذا التدخل الذي سيكون معيقا للجهود المبذولة لعقد مؤتمر جنيف 2”. كما أعرب “عن قلقه العميق من انعكاسات الأزمة السورية على الأوضاع في لبنان أمنيا وسياسيا”. وجدد مطالبة الحكومة اللبنانية بـ”الالتزام بسياسة النأي بالنفس ومنع تدخل أي طرف لبناني فيها”.

ورحب بنتائج اجتماع “أصدقاء سوريا” الذي عقد في العاصمة القطرية الدوحة في 22 يونيو/حزيران الحالي وما “تضمنته من توجيه أنواع الدعم للمعارضة السورية، لتمكينها من مواجهة الهجمات والجرائم الوحشية التي يقوم بها النظام وحلفاؤه”.

الفيصل
في كلمة شديدة اللهجة، طالب وزير الخارجية السعودي الاتحاد الأوروبي بالبدء فورًا بتسليح المعارضة السورية لتمكنها من الدفاع عن نفسها في وجه ما وصفه بالهجمة الشرسة على الشعب من قبل النظام وحزب الله.

أكد الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية أن المملكة العربية السعودية تدعو إلى البدء الفوري بتنفيذ الاتحاد الاوروبي قراره برفع الحظر عن تسليح المعارضة السورية خاصة على ضوء المستجدات الخطيرة الأخيرة على الساحة السورية”.

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها اليوم خلال أعمال الدورة الثالثة والعشرين للمجلس الوزاري المشترك بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والاتحاد الأوروبي، الذي عقد في المنامة.

وتساءل الأمير الفيصل كيف يمكن لبعض الأطراف الخارجية توجيه اتهامات للطرفين مساويةً بذلك بين الجلاد والضحية في عمليات العنف المستخدم وانتهاكات حقوق الإنسان التي تجري على الساحة السورية كل يوم.

وقال “كيف يمكن أن نقارن بين مواطن سوري خرج عن طوره بعد أن شاهد بأم عينيه اغتصاب زوجته وبناته وتعذيب أولاده، وبين ما يقوم به النظام ورموزه من أفظع الجرائم وأبشعها ضد الشعب السوري؟”.

وأضاف الفيصل “من أبرز الحقائق التي استجدت، أن المقاومة السورية لم تعد تقاتل نظاماً فقد شرعيته، بل وأصبحت أيضاً في حرب ضروس ضد محتل أجنبي للوطن مما أكد على شرعيتها طبقاً لميثاق الأمم المتحدة الذي كفل لها الحق المشروع في الدفاع عن النفس وطرد المحتل الأجنبي”.

وطالب الفيصل بضرورة صدور موقف دولي يمنع تزويد النظام السوري بالسلاح، ويطالب بإخراج القوات الأجنبية المحتلة من سوريا، ويؤكد في الوقت نفسه على عدم مشروعية هذا النظام والتي فقدها منذ بداية الأزمة برفضه للمطالب المحدودة للشعب وشنه حرب إبادة جماعية ضده، وبعد أن فقد عضويته في كل من الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي. كما جردت مجموعة أصدقاء سوريا النظام من شرعيته.

ودعا الى تغيير توازن القوى على الساحة السورية لصالح الشعب السوري الحر، باعتباره السبيل الوحيد لتعزيز فرص الحل السلمي الذي يسعى اليه الجميع.

وتابع بالقول “إن أقل ما يمكن عمله منا جميعاً تقديم الحماية الدولية للشعب السوري ومساعدته عسكرياً لتمكينه من الدفاع عن نفسه أمام الجرائم البشعة التي ترتكب في حقه صبا”.

وفي هذا الاطار، أوضح الفيصل ارتياح السعودية لموقف الولايات المتحدة الأميركية سواء بالنسبة للسعي إلى تغيير التوازن العسكري ومؤازرته شرعية الائتلاف الوطني، مبينًا أنها تشير أيضًا إلى قرار الاتحاد الأوروبي برفع الحظر عن تسليح المعارضة السورية وتدعو إلى البدء الفوري بتنفيذ القرار خاصة على ضوء المستجدات الخطيرة الأخيرة على الساحة السورية.

الوطن العربي