تحرّك أميركي مفاجئ ولقاءات في جنيف لمواكبة المبادرة الروسية لحل الأزمة في سوريا

39

تحولت البعثة الاميركية الدائمة لدى الامم المتحدة في جنيف مقر لقاءات للسفير الاميركي المسؤول عن الملف السوري دانيال روبنستاين مع رموز من المعارضة السورية، وخصوصاً من لهم علاقة مباشرة بالمبادرة الروسية لحل الازمة السورية. وتفيد معلومات “النهار” أن روبنستاين التقى الرئيس السابق لـ”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” الشيخ احمد معاذ الخطيب، الذي زار روسيا اخيراً، وأمين حزب الارادة الشعبية القيادي في جبهة التحرير والتغيير قدري جميل المقرب من موسكو، كلا على حدة. وتمحور اللقاءان على الجهود الروسية والمبادرة التي من المزمع ان تخرج بلقاءات في العاصمة الروسية في الاسبوعين الأخيرين من كانون الثاني 2015 على الارجح.
وبدا، من الحديث الذي جرى بين روبنستاين وبعض من التقاهم في جنيف، والذي اطلعت “النهار” على بعض فحواه، أن الجانب الاميركي، الذي تعامل بلامبالاة مع الجهود الروسية منذ بدايتها، يبحث عن معلومات تتعلق بالخطوات التي تحققت حتى الآن ضمن الخطة الروسية، وبتطورات اللقاءات التي تعقدها موسكو مع رموز معارِضة وعن مواعيد اللقاءات التي تنوي موسكو عقدها تمهيداً لاجتماعات الشهر المقبل. وبدت معلومات روبنستاين، الذي حلّ محل السفير الاميركي السابق في سوريا روبرت فورد، عما تقوم به موسكو وما تحضر له شحيحة جداً، وان ما تملكه الديبلوماسية الاميركية عبر الخطوط الرسمية لم يمكنها من رسم صورة واضحة للاهداف الروسية. وعلى هذا الاساس انحصرت لقاءات البعثة الاميركية في جنيف بمن لهم صلة مباشرة بالتحرك الروسي، خصوصاً ان معاذ الخطيب بات معروفا بمواقفه الايجابية والمشجعة للتحرك الروسي، وأن قدري جميل معروف بقربه من الروس ومقيم بصفة شبه دائمة في موسكو.
لكن البعثة الاميركية في جنيف حاولت اخراج هذه اللقاءات من دائرة اهتمامها بالتحرك الروسي حصراً واعطاءها صفة عامة كجزء من “لقاءات متعددة”. وفي اتصال مع “النهار” قال الناطق الاعلامي باسم البعثة الاميركية في جنيف بول باتان في بيان رسمي ان “السفير الاميركي دانيال روبنستاين وفي اطار جولة له في المنطقة (جنيف) التقى مجموعة كبيرة من السوريين المعارضين ومن غير السوريين في اطار الجهد الديبلوماسي الأميركي الدائم لحل الازمة السورية”.
من جهة أخرى، يبدو ان الديبلوماسية الروسية قد قطعت شوطاً مهماً في مبادرة جمع معارضين سوريين في المرحلة الاولى تمهيداً للقاء المزمع مع مسؤولي النظام السوري في العاصمة الروسية. وعلم ان العمل جار لجمع العدد الأكبر من المعارضين في لقاء خاص بهم يعقد في النصف الثاني من كانون الثاني المقبل في موسكو، قبل جمعهم في مؤتمر عام مع رموز النظام. وتؤكد الاوساط الروسية في جنيف ان هدف موسكو من جمع المعارضين له بعدان، الاول ايجاد قواسم مشتركة بين المعارضين انفسهم في اطار البحث عن الحل للأزمة، والثاني تسهيل عمل المفاوضات بين هؤلاء والنظام. وقالت هذه الاوساط انه لن يكون لموسكو اي تدخل او أي اجندة خاصة لا في اللقاء الاول للمعارضين ولا في اللقاء الثاني مع السلطة “فهم أطراف الأزمة وعليهم ايجاد الحلول لها”.
في غضون ذلك، توقفت مهمة المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا امام عقدة كبيرة تتمثل في كيفية تطبيق خطة تجميد القتال في حلب. والازمة تتعلق ببعد تقني يتمحور على ايجاد وسائل لمراقبة “تجميد القتال” بعد سقوط احتمال نشر مراقبين دوليين في ضوء الرفض السوري الحكومي لهذا الاقتراح واصراره على عدم تدخل مجلس الامن في تطبيق خطة حلب.

 

النهار