ترقب لعودة دفعة جديدة من “مرتزقة” الفصائل الموالية لأنقرة من ليبيا إلى سوريا

71

أفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن دفعة جديدة من مرتزقة “الفصائل” الموالية لأنقرة في ليبيا، من المرتقب عودتها إلى الأراضي السورية أو التركية كأقل تقدير في الوقت الحالي، خلال الساعات القادمة، حيث جرى إبلاغ نحو 150 مقاتل من المرتزقة بالتجهيز لعودتهم من قبل قادة مجموعاتهم، ولم يعلم حتى اللحظة فيما إذا كان عودة الدفعة هذه سيقابلها ذهاب دفعة من سوريا إلى ليبيا، في الوقت الذي لاتزال قضية المستحقات المادية للمرتزقة تتصدر الواجهة عبر اقتطاع وتأخير متواصل بتسليمهم إياها والمتاجرة بها من قبل قيادات تلك الفصائل.

وأشار المرصد السوري يوم أمس الأول، إلى قضية “المرتزقة” من حملة الجنسية السورية المتواجدين ضمن الأراضي الليبية، حيث تتواصل عمليات “التبديل” للمرتزقة الموالين للحكومة التركية، عبر عودة دفعات من المقاتلين من ليبيا إلى سورية، مقابل ذهاب دفعات أخرى من سورية إلى ليبيا وفي الحالتين يتم الأمر عبر تركيا، وفي غالب الأحيان تتألف المجموعة العائدة من 100 إلى 250 مرتزق، وتتوجه اعداد مماثلة إلى ليبيا، ووفقاً لمصادر المرصد السوري فإن عودة المقاتلين من هناك لهم شروط كوضع صحي وأمني.

في حين يقوم قسم من المرتزقة بالفرار من المقرات والمعسكرات إلى الداخل الليبي ومنهم من يحاول إلى الآن الوصول إلى أوروبا عبر بوابة إيطاليا، وذلك بسبب عدم السماح لهم بالعودة إلى سورية وعدم إعطاءهم رواتبهم الشهرية، في ظل الاقتطاع المستمر منها حين تسليمهم إياها، وقالت مصادر المرصد السوري إن عملية تسليم الرواتب تكون حصراً بعد انتهاء العقود والعودة إلى سورية، وتتكفل الحكومة التركية بمصاريف الطعام والطبابة العسكرية للمقاتلين الموالية لها هناك، بينما ما تبقى يكون على نفقة المرتزقة، ويشير المرصد السوري أن أعداد المرتزقة من الفصائل الموالية لتركيا لم يتغير نظراً لعمليات التبديل بعودة دفعات وذهاب دفعات أخرى.

وعلى المقلب الآخر، أفادت مصادر المرصد السوري بأن “شركة فاجنر” الروسية تواصل تجنيد السوريين وإرسالهم كمرتزقة لحماية مصالحها الإقليمية في ليبيا، حيث جرى مؤخراً تجنيد شبان ورجال من محافظة السويداء ومحافظات سورية عدة وإرسالهم إلى ليبيا، وتلعب روسيا على وتر الأوضاع المعيشية الكارثية في سورية، مستغلة حاجة الشبان والرجال للعمل وتأمين مستلزمات الحياة اليومية.

ونشر المرصد السوري في 17 من الشهر الجاري، بأن دفعة جديدة من “مرتزقة” الفصائل الموالية لأنقرة في ليبيا، عادت إلى الأراضي السورية خلال الساعات الفائتة، وبذلك تكون ثاني عودة للمقاتلين من ليبيا خلال أيام، وذلك بعد توقف عودة المقاتلين لشهرين وتحديداً منذ منتصف شهر تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2020، وبحسب مصادر المرصد السوري، فإن الدفعة الثانية التي عادت يبلغ عددها نحو 95 مقاتل، عادوا بعد وساطات من قبل قادة مجموعاتهم، على صعيد متصل وردت معلومات عن ذهاب مجموعة مؤلفة من نحو 200 مقاتل من المرتزقة الموالين لتركيا نحو الأراضي الليبية خلال الأيام الفائتة، حيث جرى نقلهم سراً إلى هناك.

وكان المرصد السوري قد أشار في 14 يناير/كانون الثاني، إلى أن دفعة من “مرتزقة” الفصائل الموالية لأنقرة في ليبيا، عادت إلى الأراضي السورية خلال الساعات والأيام القليلة الفائتة، وبذلك تكون أول عودة للمقاتلين من ليبيا منذ نحو شهرين وتحديداً منذ منتصف شهر تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2020، ووفقاً لمصادر المرصد السوري، فإن الدفعة هذه والبالغ عددهم 40 مقاتل، لم تكن عودتهم طبيعية في ظل توقف عمليات العودة، حيث عمدوا إلى دفع رشوة لأطباء في ليبيا مقابل كتابة تقرير تفيد بأن وضعهم الصحي سيء ويستوجب عودتهم، وبلغت قيمة الرشوة التي دفعت نحو 500 دولار أميركي عن المقاتل الواحد، ثم قاموا بتقديم هذه التقارير الطبية لقاداتهم ليوافقوا على عودتهم، وهو ما حصل بالفعل، إذ جرى نقلهم إلى تركيا في بداية الأمر ومن ثم إلى سورية.

وأضافت مصادر المرصد، فإن المقاتلين الذين عادوا لم يتحصلوا إلا على ربع مستحقاتهم الشهرية المتفق عليها، حيث تقاضوا فقط 500 دولار أميركي في الشهر بدلاً من 2000 دولار، كما أنهم لم يتقاضوا رواتب منذ أكثر من 5 أشهر