تركيا تحشد لهجوم واسع على الوحدات الكردية بشمال سوريا

19

يستعد مقاتلون من المعارضة السورية للانضمام إلى الجيش التركي في هجوم كبير جديد على القوات الكردية في شمال غرب سوريا، ما يثير احتمالات فتح جبهة أخرى في الصراع السوري المعقد.

وقال المقاتلون الجمعة، إن الهدف من المعركة سيكون استعادة قرى عربية في سوريا قرب الحدود التركية استولى عليها مقاتلون أكرادا العام الماضي.

وقال مصطفى سيجري المسؤول الكبير بجماعة لواء المعتصم المدعومة من الغرب وتركيا “هناك عملية مشتركة واسعة مع الجيش التركي يتم الإعداد لها تهدف إلى طرد الفصائل الانفصالية المتطرفة من أرضنا”.

وتسعى تركيا إلى احتواء وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا إذ تراها امتدادا للانفصاليين الأكراد داخل حدودها، لكن أنقرة التي لوحت مرارا بالحرب على أكراد سوريا اذا رأت أي تهديد لأمنها قد تدخل في خلافات عميقة مع الولايات المتحدة التي تدعم الوحدات الكردية.

ولم تهدأ التطمينات الأميركية الأخيرة باستعادة شحنات من الأسلحة منحتها واشنطن لقوات سوريا الديمقراطية التي تقاتل تنظيم الدولة الاسلامية، من المخاوف التركية، حيث استبعدت أنقرة ذلك.

وقال مقاتلون من المعارضة السورية يتحالفون مع تركيا إن أنقرة تنقل دبابات وقطع مدفعية وقوات إلى مدينة أعزاز السورية وهي آخر مدينة قبل الحدود مع تركيا.

وقال قائد وحدات حماية الشعب الكردية السورية الأربعاء الماضي إن انتشار الجيش التركي قرب مناطق خاضعة لسيطرة الأكراد في شمال غرب سوريا يصل إلى “إعلان حرب” مما قد يؤدي إلى اشتباكات خلال أيام.

حلفاء الولايات المتحدة

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يوم الأربعاء إن تركيا مستعدة لتنفيذ عمليات برية ضد القوات الكردية في شمال سوريا مع مقاتلين آخرين من المعارضة السورية تدعمهم أنقرة إذا لزم الأمر.

وقد تتحول التوترات المتزايدة بين الطرفين الحليفين للولايات المتحدة إلى صراع بينهما قد يعطل الهجوم المدعوم من الولايات المتحدة على قاعدة عمليات تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة. وتقود وحدات حماية الشعب الكردية السورية الهجوم على الرقة.

وقال قياديان من المعارضة السورية إن القوات التركية تتمركز الآن في عدد من المواقع في ضواحي أعزاز وإلى الجنوب الشرقي في مدينة مارع التي تقع على الجبهة مع وحدات حماية الشعب الكردية إلى الغرب.

وتضم فصائل المعارضة السورية جماعات اختارتها وكالة المخابرات المركزية الأميركية وجماعات تدعمها تركيا.

وقال مقاتلو المعارضة إن الهدف الرئيسي من العملية العسكرية هو استعادة السيطرة على تل رفعت وهي مدينة تقع إلى جنوب غربي أعزاز وانتزعت وحدات حماية الشعب السيطرة عليها من المعارضة في فبراير/شباط 2016.

وسقطت تل رفعت والمناطق المجاورة ومن بينها قاعدة منغ الجوية في قبضة وحدات حماية الشعب الكردية إذ كان مقاتلو المعارضة يحاولون صد هجوم كبير لقوات الحكومة السورية بدعم من سلاح الجو الروسي ومقاتلين تدعمهم إيران.

وكانت هذه مقدمة لهزيمة مقاتلي المعارضة في شرق حلب في أكبر انتكاسة منفردة لهم في الحرب.

وأجبر القتال ما لا يقل عن 150 ألف شخص على الفرار من قراهم إلى أعزاز. ويحتمون حاليا في ما لا يقل عن خمسة مخيمات للاجئين على الحدود التركية ويمثل تأمين عودتهم إلى ديارهم أولوية كبرى لمقاتلي المعارضة وتركيا.

محادثات فاشلة

وقال سيجري المسؤول بجماعة لواء المعتصم إن مقاتلي المعارضة أجروا محادثات مع وحدات حماية الشعب الكردية في وجود قادة من الجيش الأميركي لمحاولة تجنب أي مواجهة، لكن المفاوضات فشلت.

وأضاف “استنفدنا كل الحلول السلمية وكنا نبحث عن حل سلمي. الميليشيات الانفصالية المتطرفة لم يتركوا لنا سوى الخيار العسكري”.

وأكد مسؤول آخر من مقاتلي المعارضة فشل المحادثات التي جرت بوساطة أميركية قائلا “هناك قرى لا يمكن لوحدات حماية الشعب الكردية الاحتفاظ بها… هذه مناطق محتلة”.

وقال متحدث باسم الوحدات الكردية، إنه لا يمكنه التعليق على تقارير المعارضة عن محادثات بوساطة أميركية، متسائلا لماذا تسلم الوحدات المنطقة.

ومقاتلو المعارضة الذين يستعدون للمشاركة في الهجوم هم أنفسهم الذين شاركوا في عملية مدعومة من تركيا العام الماضي لطرد تنظيم الدولة الإسلامية من الحدود ولمنع توسع نفوذ وحدات حماية الشعب الكردية.

وأتاح هجوم العام الماضي أيضا لبعض مقاتلي المعارضة السيطرة على قطاع من الحدود التركية السورية يمتد من أعزاز إلى جرابلس على الضفة الغربية لنهر الفرات.

وباتت المنطقة عازلة بحكم الأمر الواقع وأصبحت بمأمن من الضربات الجوية التي يشنها الجيش السوري، حيث تتشكل إدارة تدعمها تركيا.

وتبادلت تركيا ووحدات حماية الشعب الكردية إطلاق نيران المدفعية في الأسابيع الماضية. ويقول مقاتلو المعارضة إن الوحدات كثفت قصفها لقرى عربية قرب أعزاز ويقولون إن هذه مقدمة للعملية التركية المزمعة.

وتقول وحدات حماية الشعب الكردية، إن الجيش التركي يقصف مناطقها من حين لآخر منذ أكثر من عام.

هجوم الرقة

وفي تطور ميداني آخر، تتحرك الفصائل المسلحة المدعومة من الولايات المتحدة لتحقيق تقدم في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، وسط موجة من السيارات المفخخة وقذائف الهاون التي أطلقها الجهاديون، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ودخلت قوات سوريا الديموقراطية الرقة القديمة في وقت سابق هذا الأسبوع مدعومة بغارات للتحالف الدولي بقيادة أميركية أدت إلى فتح ثغرتين في جدار الرافقة الذي يحيط بالمدينة.

غير أن قوات سوريا الديموقراطية وعناصر من قوات النخبة السورية التي تضم مقاتلين عربا، حققوا تقدما محدودا في الحي التاريخي للمدينة.

وقال مدير المرصد “تنظيم الدولة الاسلامية يستخدم السيارات المفخخة وقذائف الهاون والقناصة لشن هجوم معاكس داخل المدينة القديمة”.

ويقدر المرصد أن ما يصل إلى 30 بالمئة من الرقة تمت استعادتها من قبل القوات المدعومة من الولايات المتحدة منذ دخولها المدينة في 6 يونيو/حزيران.

وقال محمد خالد الشاكر المتحدث باسم قوات النخبة السورية “إن الأحياء الشرقية في الرقة تشهد اشتباكات متقطعة. الأخبار عن وصول الاشتباكات إلى وسط المدينة غير صحيحة”.

وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على الرقة مطلع 2014 وأعلنها عاصمة ما يطلق عليه التنظيم “دولة الخلافة”.

وبحسب التحالف الغربي لا يزال نحو 2500 جهادي يقاتلون في الرقة.

ويقدم الائتلاف الدولي لقوات النخبة السورية تغطية جوية وأسلحة ومعدات وقوات للعمليات الخاصة على الأرض ومستشارين.

وقال المرصد الخميس إن الائتلاف قام بتسليم شحنة كبيرة من الأسلحة والذخائر والعربات المدرعة لقوات النخبة السورية عن طريق العراق.

المصدر: ميدل ايست اونلاين