تركي الفيصل يدعو لتوجيه ضربات للنظام السوري

34

بينما دعا عضو كبير في العائلة الملكية السعودية إلى توجيه ضربات للنظام في سوريا، وحمل الغرب مسؤولية الانهيار لعدم التدخل في الأزمة، قال تقرير نشر في لندن إنه يبدو أن نظام الأسد حقق نجاحًا في تقديم نفسه ونظامه للغرب على انه حليف موقت في مواجهة “التطرف الاسلامي الاصولي”. نصر المجالي : في حديث أمام المجلس الأوروبي الذي انعقد في لندن، الثلاثاء، ونقلت بعض فقراته صحيفة (إنديبندانت) اللندنية، الأربعاء، أكد الأمير تركي الفيصل رئيس جهاز الاستخبارات السعودية السابق أن فشل الغرب في التدخل مبكراً في الصراع السوري هو السبب الرئيسي لانزلاق الاوضاع هناك الى الهاوية الدموية التي يشهدها العالم. وأوضح الأمير تركي الفيصل الذي عمل سفيراً في فترات سابقة لبلاده في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا انه شعر بالصدمة بسبب اصرار بعض الدول الاوروبية على تقييد الضربات الجوية ضد تنظيم “الدولة الاسلامية” في الاراضي العراقية فقط. ويضيف الفيصل ان بريطانيا وفرنسا ودولاً أخرى لا تسمح لمقاتلاتها بشن غارات جوية على مواقع “الدولة الاسلامية” في سوريا وتقتصر على قصف مواقعها داخل الاراضي العراقية فقط.   مواجهة التطرف  ويعتبر الفيصل ان ذلك لا يعد أمرًا منطقيًا ولا يخدم الهدف الذي من أجله تم شن الضربات الجوية في الاساس. وأعرب عن امله في أن تعتمد واشنطن منهجاً محددًا وواضحاً في معالجة الاسباب الدافعة الى تبني الفكر المتطرف علاوة على مواجهة الظاهرة. واضاف الأمير السعودي البارز أنه من الخطأ أن يتم شن الضربات الجوية ضد “داعش” فقط، وعدم توجيه ضربات مماثلة للنظام السوري. وفي ختام، تصريحاته رفض تركي الفيصل ايضًا امام المجلس الاوروبي الاتهامات التي وجهت لبلاده بدعم التنظيمات الاسلامية في سوريا في الفترة السابقة وقال: “هؤلاء يجب أن يصمتوا أو أن يقدموا الادلة على اتهاماتهم فنحن كنا نعمل دومًا في هذا الصدد بالتعاون مع الولايات المتحدة والامم المتحدة”.   علاج المرض  وإلى ذلك، رأت صحيفة (الغارديان) اللندنية في مقال افتتاحي، الأربعاء، حول الازمة السورية: “ان لم نتمكن من علاج المرض فليس اقل من تهدئة الاعراض”. وتقول إن الشعب السوري يعاني بما فيه الكفاية بسبب ارتفاع معدل الوفيات جراء الحرب الاهلية الدائرة منذ سنوات، والذي تخطى 200 الف قتيل، كما تم تهجير نحو نصف السكان من منازلهم سواء الى اماكن اخرى داخل الاراضي السورية او الى دول الجوار. وتوضح (الغارديان) أن ازمة اخرى تضاف الى رصيد المعاناة السورية، وهي ما اعلن عنه مؤخراً برنامج الغذاء العالمي من تعليق عمله بخصوص اللاجئين السوريين بسبب عدم كفاية الميزانية. وتؤكد أن البرنامج الدولي بحاجة الى 60 مليون دولار على الاقل ليواصل عمله في توفير الطعام للاجئين السوريين الذين يقترب عددهم من مليونين في تركيا ولبنان والاردن ومصر خلال الشهر الجاري فقط.   ارهاق مالي  وتقول الجريدة إن المال المطلوب ليس متوفرًا، ولا يبدو أنه سيتوفر سريعًا ربما بسبب الارهاق المالي الذي اصاب الدول المانحة خلال السنوات الماضية كما يتزامن ذلك مع الغارات الجوية لدول التحالف الاميركي على مواقع تنظيم “داعش”، وهي الغارات التي لا ينال النظام “الديكتاتوري السوري” منها أي اذى. وتتابع الصحيفة اللندنية القول: انه يبدو ايضًا أن الاسد حقق نجاحاً في تقديم نفسه ونظامه للغرب على انه حليف موقت في مواجهة “التطرف الاسلامي الاصولي” وهو ما يعني أن الحديث الذي تتبناه واشنطن وبعض مسؤوليها مؤخرًا عن فترة انتقالية سياسية في سوريا ليس إلا مجرد شعارات فارغة. وتخلص الغارديان الى أن العالم لم يتمكن حتى الان من معالجة جذور المرض في سوريا، ولا يبدو أن هناك جهة قادرة على فعل ذلك لكن على الاقل فلتقم حكومات الدول الغنية وخاصة دول الخليج بتقديم المبلغ المطلوب فورًا لبرنامج الغذاء العالمي لتقديم الطعام للاجئين السوريين، “لانه وببساطة يمكن أن يكون استقرار هذه الدول التي تستضيفهم على المحك”.-