تشديد حصار تنظيم الدولة الاسلامية على دير الزور يثير ذعرا بين سكان المدينة

22

اثار تضييق تنظيم الدولة الاسلامية الحصار على المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات النظام في مدينة دير الزور في شرق سوريا، ذعرا بين السكان الذين يخشون الاسوأ بعد مقتل العشرات في الهجوم الاخير وخطف المئات من المدنيين.

وشن التنظيم هجوما على مواقع قوات النظام في دير الزور السبت وتمكن من احراز تقدم تخللته اعتقالات طالت مئات الاشخاص، الا انه افرج خلال الساعات الماضية عن 270 من المدنيين، لا سيما الاطفال والعجزة والنساء.

ويسيطر التنظيم منذ العام الماضي على مجمل محافظة دير الزور، باستثناء اجزاء من المدينة والمطار العسكري المحاذي لها. وسيطر السبت على ضاحية البغيلية المعروفة بانتاجها الزراعي، ما ساعده على تشديد الحصار على الاحياء الواقعة تحت سيطرة النظام في وسط المدينة وغربها وجنوب غربها.

ويعيش في المدينة حوالى مئتي الف شخص. وبحسب الامم المتحدة، سبعون في المئة من السكان القاطنين في المناطق المحاصرة هم من النساء والاطفال.

وقال عطية، احد سكان دير الزور، في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس، “الوضع صعب جدا ويزداد صعوبة. حتى ان المواد التموينية والخضار نادرة. وهناك مشكلة في تأمين مادة الخبز”.

واضاف ان الناس “خائفون نظرا لاتهام داعش لهم بانتمائهم الى الدولة وسقوط المدينة قد يؤدي الى وقوع مجزرة”.

وتحدثت وسائل الاعلام الرسمية عن مقتل 300 مدني السبت، بعضهم في عشرات العمليات الانتحارية التي نفذها التنظيم خلال الهجوم.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان 85 مدنيا قتلوا السبت.

وتتواصل المعارك في المدينة وتسببت منذ بدء الهجوم بمقتل 120 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، بحسب المرصد الذي اشار الى ان التنظيم أعدم عددا كبيرا من هؤلاء. كما افاد عن مقتل سبعين جهاديا في المعارك.

– الافراج عن مخطوفين –

واقدم التنظيم السبت على خطف 400 مدني في البغيلية ومناطق محاذية لها.

الا انه عاد وافرج عن 270 منهم، بحسب ما ذكر المرصد الاربعاء، موضحا ان المفرج عنهم هم أطفال دون سن الـ14 ورجال فوق سن الـ55 ونساء.

وقال المرصد في بريد الكتروني ان التنظيم “أبقى على نحو 130 رجلاً وفتى تتراوح اعمارهم بين 15 و55 عاما”، مشيرا الى انه سيعمد إلى التحقيق مع هؤلاء في شأن علاقتهم بالنظام السوري.

واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان المفرج عنهم “لن يعودوا الى مدينة دير الزور بل سيتوزعون على العشائر في المحافظة”.

وتابع ان المخطوفين المتبقين لديه الذين “لم تثبت علاقتهم بالنظام” سيخضعون ل”دورة في الشرع الاسلامي”.

وخلال الساعات ال24 الاخيرة، قام عناصر التنظيم بحملة تفتيش ومداهمات في البغيلية اعتقلوا خلالها ما لا يقل عن 50 رجلاً وشاباً لم يعرف مصيرهم بعد.

وقال غالب الحاج حمدو (23 عاما)، وهو طالب جامعي مقيم في دير الزور، “أخشى حصول مجزرة في حال اجتاحت داعش مناطقنا”.

ومنذ حوالى السنة، يقفل الجهاديون المنافذ الى اجزاء واسعة من المدينة، ما ادى الى “نقص كبير في المواد الغذائية والخدمات الاساسية”، بحسب الامم المتحدة.

وقالت المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للامم المتحدة ليندا طوم لوكالة فرانس برس “تلقت الامم المتحدة تقارير جديرة بالمصداقية حول اعدام وخطف واعتقال مدنيين بينهم اشخاص كانوا يحاولون ادخال مواد غذائية سرا الى المدينة”.

واعلن مكتب الشؤون الانسانية في مذكرة نشرت قبل بدء الهجمات الاخيرة ان غالبية سكان مدينة دير الزور يعيشون بشكل اساسي على الخبز والماء.

والقت السلطات السورية في 11 كانون الثاني/يناير مساعدات تتضمن مواد اساسية على المدينة من الجو. واعلنت الحكومة الروسية بعد ايام انها قامت بالامر نفسه فوق المناطق المحاصرة من التنظيم الجهادي.

وقتل اكثر من 260 الف شخص في النزاع السوري المستمر منذ آذار/مارس 2011، ونزح الملايين.

 

المصدر:سوى