قتلت مجموعة من اربعة او خمسة اشخاص في غارة اسرائيلية الجمعة استهدفت المنطقة الخاضعة لسوريا في الجولان، تقول اسرائيل انها المجموعة المسؤولة عن اطلاق صواريخ باتجاهها الخميس.

وتصاعد التوتر مع سقوط اربعة صواريخ على الشطر المحتل من هضبة الجولان السورية ومنطقة الجليل المحاذية، من دون ان تسفر عن اصابات.

وسرعان ما ردت اسرائيل بواسطة المدفعية والغارات الجوية مساء الخميس ضد 14 موقعا للجيش السوري في الجولان.

واسفرت احدى الغارات عن سقوط قتيل وسبعة جرحى، بحسب ما نقلت الوكالة السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري، فيما تحدث المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل جنديين واصابة ثمانية آخرين.

وصباح الجمعة، اعلن مصدر عسكري اسرائيلي ان الجيش قام “بتصفية” اربعة او خمسة اشخاص مسؤولين عن اطلاق الصواريخ، كانوا داخل سيارتهم في هضبة الجولان.

لكن التلفزيون السوري افاد بأن “طائرة من دون طيار” اسرائيلية استهدفت “سيارة مدنية في قرية الكوم” الواقعة في ريف القنيطرة في هضبة الجولان، مضيفا ان الغارة ادت الى “استشهاد خمسة مدنيين عزل”.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان فإن القتلى الخمسة هم من القوات الموالية للنظام السوري.

وتشهد الحدود الفاصلة بين اسرائيل وسوريا، اللتان هما رسميا في في حالة حرب، وعلى نطاق اوسع حدود اسرائيل وسوريا وجنوب لبنان، معقل حزب الله العدو الآخر لاسرائيل، توترا دائما، لكنه تحت السيطرة في الوقت الحالي.

وتعتبر احداث يومي الخميس والجمعة الاخطر خلال الاشهر الاخيرة، وتطرح مرة اخرى مسألة التصعيد.

وهذه المرة الاولى منذ فترة طويلة، قد يكون منذ حرب تشرين في العام 1973، التي تسقط فيها صواريخ اطلقت من سوريا في الجليل الاعلى، وفق صحافيين اسرائيليين.

وتتساقط صواريخ على الجانب المحتل من هضبة الجولان باستمرار. وغالبا ما تقول اسرائيل انها تسقط عن طريق الخطأ جراء الحرب الاهلية الدائرة على الجانب الآخر. وتنأى اسرائيل بنفسها عن المستنقع السوري.

لكن، وفقا لمصادر عدة، قامت اسرائيل خلال اشهر عدة بضرب مواقع عسكرية سورية ليس في الجولان فقط، بل ايضا معسكرات قرب دمشق، وقوافل اسحلة لحزب الله، كما قصفت حزب الله نفسه، الذي يشارك في المعارك الى جانب النظام السوري.

وقتل عنصران من حزب الله وثلاثة مقاتلين موالين للنظام في غارة اسرائيلية في محافظة القنيطرة في الجولان، ربما تكون بطائرة من دون طيار، في 29 تموز/يوليو، بحسب المرصد السوري.

وفي 18 كانون الثاني/يناير، اسفرت غارة اسرائيلية على هضبة الجولان عن مقتل ستة عناصر من حزب الله بينهم نجل قيادي مهم اضافة الى ضابط في الحرس الثوري الايراني، بحسب مصادر ايرانية واخرى قريبة من حزب الله. ورد حزب الله بعد بضعة ايام في منطقة مزارع شبعا في هجوم اسفر عن مقتل جنديين اسرائيليين.

وتقول اسرائيل انها قصفت سوريا كونها تحمل دمشق مسؤولية ما يحصل على اراضيها. لكنها ايضا حددت في اتهامها ايران، حليفة النظام السوري، وحركة الجهاد الاسلامي الناشطة في قطاع غزة وعلى مستوى اقل في الضفة الغربية المحتلة.

وقالت اسرائيل ان حزب الله وحركة الجهاد الاسلامي يقفان خلف عملية اطلاق الصواريخ. واشار بيان لوزارة الخارجية الاسرائيلية الى ان “لدينا معلومات ذات مصداقية تشير الى ان هجوم (الخميس) شنته حركة الجهاد الاسلامي الفلسطينية كما تم تسهيله وقيادته من قبل الايراني سفيد ازدي، قائد الوحدة الفلسطينية في فيلق القدس” في الحرس الثوري الايراني.

وبنظر اسرائيل فلا شك في ان ايران توسع نفوذها في هضبة الجولان ايضا بعد جنوب لبنان عن طريق “حزب الله” وحركة الجهاد الاسلامي الفلسطينية.

وقال العميد شلومو موفاز، وهو عسكري سابق في وحدة مكافحة الارهاب الاسرائيلية، لفرانس برس ان ايران بقصفها الجليل تحاول ايصال رسالة مفادها “نحن قادرون على تحديد اهدافنا، ليس انتم من يحدد قواعد الاشتباك”.

من جهته، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو “لا نية لدينا في التصعيد، لكننا نحتفظ بحقنا” في ضرب من يعتدي على اسرائيل، مكررا التحذير من الخطر الذي تشكله ايران والاتفاق النووي الذي ابرم مؤخرا.

ويرى خبراء ان الطرفين يريدان التهدئة حاليا، لكن التصعيد يبقى احتمالا قائما.

وفي غزة، نفت الجهاد الاسلامي مسؤوليتها عن اطلاق الصواريخ، واتهمت اسرائيل بمحاولة صرف الانظار عن قضية محمد علان، الاسير الذي انهى الخميس اضرابا عن الطعام استمر شهرين احتجاجا على اعتقاله الاداري.

في المقابل، لم يستبعد محمد الهندي، احد قادة الجهاد الاسلامي، ان يكون قتلى الجمعة من حركته. قائلا اذا كانوا فعلا كذلك فان “الجهاد تعرف كيف تدافع عن رجالها”.

وكانت حركة الجهاد الاسلامي حذرت من ان الهدنة مع اسرائيل ستسقط في حال وفاة علان، الذي اصدرت المحكمة العليا الاسرائيلية مساء الاربعاء قرارا بتعليق اعتقاله الاداري.

وتحتل اسرائيل منذ العام 1967 نحو 1200 كلم مربع من هضبة الجولان السورية وقد ضمتها في العام 1981 في حين لا يزال 510 كلم مربع من الجولان تحت السيادة السورية.

ويعتبر المجتمع الدولي ضم اسرائيل لهضبة الجولان غير شرعي.

ويسيطر مقاتلو المعارضة السورية على محافظة القنيطرة التي يقع الجزء الاكبر منها في هضبة الجولان، لكن قوات النظام السوري لا تزال تسيطر على مجموعة محدودة من القرى والبلدات.

afp_tickersالمصدر: swissinfo