تصاعد الغضب ضد «النصرة» والجولاني في إدلب

21

تتزايد الضغوط الشعبية على هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) بعد خسارة معظم مناطق الشمال لصالح الجيش السوري، وسط اتهامات للهيئة باللعب على تناقض المصالح الإقليمية حول الشمال السوري وفرض الأمر الواقع على المدنيين في ريف إدلب.

وفي رد فعل شعبي على ممارسات «جبهة النصرة»، وزعيمها أبو محمد الجولاني، خرجت مسيرات في مدن وقرى بإدلب ترفض سيطرة الهيئة على مناحي الحياة في المدينة وريفها، خصوصاً ما يسمى حكومة الإنقاذ التي شكلتها الهيئة.

وانتفضت كل من كفر تخاريم وأريحا ومعرة النعمان تضامناً مع بلدة سراقب، مطالبين بخروج النصرة، وهتف المتظاهرون بعبارات مناهضة للجولاني والنصرة، إذ حمل المتظاهرون لافتات تندد بسياسات الجولاني، حيث كتب على أحدها «كنا نظنه جولاني وإذا به طهراني».

وتأتي هذه المظاهرات تزامناً مع تسريبات تتحدث عن حل «النصرة» بضغط روسي على تركيا، مطالبة بحل كل الكتائب المتطرفة في الشمال السوري من أجل البدء بتسوية الأوضاع السياسية والعسكرية. وأمام هذه المظاهرات في أرياف مدينة إدلب، تخشى الهيئة من توسع دائرة الغضب والاحتجاجات، علما أن القرى التي خرجت ضد الجولاني تخضع للسيطرة الكاملة للنصرة، الأمر الذي اعتبره مراقبون ضعفاً، وسط تصاعد الغضب ضدها.

وقال المحلل العسكري أحمد حسن الرجوب إن جبهة النصرة اليوم تحت المراقبة من قبل الدول اللاعبة وكذلك من قبل القوى المحلية في إدلب، خصوصاً بعد أن تبين أن الربح والخسارة العسكرية تحددها النصرة التي باتت تتحكم في القتال حسب أجندة الجولاني.

وأضاف الرجوب في تصريح لـ«البيان»: تبين أن المعضلة الأساسية اليوم هي في سيطرة هيئة تحرير الشام على الواقع السياسي والعسكري، مشيراً إلى أن ما يسمى بحكومة الإنقاذ، هي ذراع سياسي لجبهة النصرة، تفرض من خلاله شكل الشمال السوري.

يأتي ذلك، فيما يجري الحديث عن تسريبات حول التفاهم الروسي التركي في الشمال السوري، بشروط روسية وضعتها أمام تركيا، عقب الاتفاق على هدنة الأيام الثمانية لوقف إطلاق النار في ريف إدلب الجنوبي. وبحسب التسريبات؛ فإن أول هذه الشروط حل جبهة النصرة، بالإضافة إلى حل حكومة الإنقاذ التي شكلتها الهيئة، وإنهاء تواجد كل الكتائب المسلحة.

في سياق آخر، وبعد عملية عسكرية استمرت ثلاثة أسابيع، سيطر الجيش السوري على الأنفاق التي حفرها عناصر ما يعرف بـ«جيش العزة» في شمال حماة، فيما هرب من تبقى من هذه العناصر المتطرفة إلى ريف إدلب الجنوبي.

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، بمقتل شخص وإصابة 11 آخرين بجروح، جراء انفجار دراجة نارية مفخخة ضربت سوقاً شعبية وسط مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي. وقال المرصد، في بيان، إن عدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود إصابات حرجة جراء الانفجار الذي وقع في المدينة الخاضعة لسيطرة الفصائل الموالية لتركيا.