مناطق النظام في تشرين الثاني: تصاعد كبير في الفلتان الأمني ضمن الجنوب السوري وعمليات “تسوية” لعناصر سابقين في “الدولة الإسلامية” غرب الفرات

41

شهد الجنوب السوري -أي درعا والقنيطرة والسويداء- خلال نوفمبر/تشرين الثاني، فوضى كبيرة مصحوبة بانفلات أمني بدءًا من محافظة درعا التي شهدت مقتل واستشهاد 35 شخصًا بحوادث مختلفة، من بينهم 19 عنصرًا ومتعاونًا مع قوات النظام، بالإضافة إلى استشهاد 16 مدنيًا بينهم طفلة و مواطنتين قضوا بظروف مختلفة منها عمليات اغتيال وأُخرى على يد عناصر ومسلحي النظام، و3 منهم بينهم امرأة قضوا بقصف صاروخي نفذته قوات النظام على مدينة نوى غربي درعا للمرة الأولى منذُ انتهاء “التسويات” التي أجريت بالمحافظة، بالإضافة إلى ما سبق، انسحبت قوات الفرقة الرابعة المدعومة من إيران من مواقع عدة بريف المحافظة الغربي، تطبيقًا للاتفاق الذي جرى بضمانات الروس ولكبح جماح إيران في الجنوب السوري

أما محافظة القنيطرة، فقد شهدت عمليتي اغتيال طالت ضابطًا وعنصرًا بقوات النظام باستهدافات متفرقة وقعت بريف المحافظة من قِبل مجهولين
وفي محافظة السويداء وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 6 مدنيين بحوادث مختلفة، ثلاثة في ظروف مجهولة، وشخصين قضوا برصاص مسلحين موالين للنظام على أطراف المدينة، بالإضافة إلى قيام مسلحين مجهولين بقتل مواطن ورميه بمدينة السويداء، وشخصين تعرضوا للقتل في منطقة ظهر الجبل قرب مدينة السويداء، بالإضافة إلى ماسبق رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، نحو إلى وقوع 9 حالات خطف بمناطق متفرقة من المحافظة من قِبل العصابات المسلحة، بهدف تحصيل “فدية مالية” ثلاثة منهم ما يزال محتجزًا لدى العصابات والآخرين أطلق سراحهم بعد دفع ذويهم مبالغ مالية “فدية” لتلك العصابات.

 

مدينة دير الزور شهدت مقتل 4 عناصر من قوات النظام
في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم، وقع انفجار عند مقر عسكري لقوات النظام في حارة الشريدات بالقرب من مسجد “الفتح” بحي القصور وسط مدينة دير الزور، الأمر الذي أدى إلى مقتل 4 عناصر وسط معلومات متضاربة عن طبيعة الانفجار إذا ماكان ناجم عن انفجار سيارة مفخخة أم انفجار عبوات ناسفة وألغام.

 

4 ضربات إسرائيلية قتلت 5 أشخاص
عمدت إسرائيل إلى استهداف تمركزات ومواقع الميليشيات التابعة لإيران والنظام السوري، 4 مرات خلال شهر تشرين الثاني، تسببت بمقتل 5 أشخاص وتدمير وإصابة 6 أهداف، وجاءت تفاصيل تلك الاستهدافات على النحو التالي:

-الاستهداف الأول، فجرى بتاريخ اليوم الثالث من تشرين الثاني، حين استهدفت إسرائيل بعد منتصف ليل الثلاثاء-الأربعاء، بصواريخ أطلقتها من فلسطين المحتلة، منطقة زاكية الواقعة بريف دمشق الغربي، حيث تتواجد في المنطقة مستودعات للسلاح والذخائر تابعة للميليشيات التابعة لإيران ومقرات للفرقة الرابعة ومواقع للميليشيات، دون أن ترد معلومات عن خسائر بشرية حتى اللحظة.

– الاستهداف الثاني، جرى في الثامن من تشرين الثاني، واستهدفت صواريخ إسرائيلية قادمة من الأجواء اللبنانية الشمالية، منطقة ريف حمص الجنوبي الشرقي، ضمن المنطقة التي يتواجد فيها ثكنات عسكرية، ومركز قيادة لإحدى الفرق العسكرية الهامة في قوات النظام وصولًا إلى منطقة مطار الشعيرات في ريف حمص التي يتواجد فيها ميليشيات “حزب الله” اللبناني وإيران.

– الاستهداف الثالث كان بتاريخ 17 تشرين الثاني، حين استهدفت إسرائيل بصواريخ قادمة من الجولان المحتل، مواقع في جنوب العاصمة دمشق، دون أن ترد معلومات حتى اللحظة عن خسائر بشرية، فيما لم يتسنى للمرصد السوري لحقوق الإنسان، التأكد من الأهداف المستهدفة في المنطقة التي يتواجد فيها مقرات ومواقع للميليشيات التابعة لإيران وحزب الله اللبناني.

-الاستهداف الرابع والأخير، جرى بتاريخ 24 تشرين الثاني، حين قتل 5 أشخاص هم اثنان من الميليشيات الموالية لحزب الله اللبناني لم تعرف جنسيتهم بعد، و3 من عناصر قوات النظام، اثنين منهما كانا بالزي المدني أثناء الاستهداف وتبين أنهم عساكر فيما بعد، قتلوا جميعاً بالقصف الإسرائيلي الذي طال ضواحي حمص الغربية ونتيجة بقايا صواريخ خلال المعركة الجوية بين دفاعات النظام الجوية والصواريخ الإسرائيلية

 

جرائم جديدة خلال نوفمبر/تشرين الثاني..
شهدت بلدة المزيرعة الواقعة بريف درعا الغربي، جريمة قتل شنيعة بعد قيام شخص يعمل بتجارة المخدرات بقتل والدته عبر إطلاق النار عليها بواسطة بندقية حربية، قبل أن يفر هارباً خارج البلدة.

في حين أقدم رجل من سكان بلدة النشابية في الغوطة الشرقية من ريف العاصمة دمشق على قتل طفلته التي تعيش معه ومع زوجته ومن ثم دفنها سرًا في البلدة قبل أن يشاهده بعض الأهالي خلال قيامه بحفر قبر ابنته ودفنها وإبلاغ الأجهزة الأمنية في المنطقة، على إثر ذلك جرى اعتقال والد الطفلة والذي اعترف بقيامه بقتلها من خلال ضربها بالفأس على رأسها بعد تكبيلها، حيث قامت الأجهزة الأمنية والطبابة الشرعية بإخراج جثة الطفلة وعليها آثار تعذيب شديد وحروق، وجرى الاتصال بوالدتها المنفصلة عن أبيها والمنحدرة من بلدة داعل بريف درعا، حيث جرى نقلها من قِبل أخوالها ودفنها في بلدة والدتها

كما عَثر الأهالي في منطقة الديماس، يوم الخميس الموافق لـ 11 نوفمبر/تشرين الثاني، على جثة جثة رجل ينحدر من منطقة وادي بردى، مقتولًا وعليه آثار طلقات نارية، لتقوم الأجهزة الأمنية بعد الحادثة بإلقاء القبض على نجله وهو عنصر بجيش النظام، واعترف خلال التحقيق بقتل والده تحت تأثير شرب الكحول، بعد أن أطلق النار على رأسه، ما أدى لوفاته على الفور.

 

حرائق جديدة التهمت مساحات كبيرة من الغابات وبساتين الحمضيات
رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، خلال نوفمبر/تشرين الثاني، حرائق جديدة اندلعت في بساتين الحمضيات والغابات في مناطق السودة والمشتى و بقعو والتفاحة و بحيصيص وبعض المناطق بريف صافيتا بمحافظة طرطوس، وفي ريف مدينة جبلة على الساحل السوري، حيث نشبت الحرائق في قرى ومناطق “وادي كنكارو، قصابين، البودي، جسر العقيبة، القلايع، قرب المتحلق في التضامن، بستان الباشا” ما أدى إلى تضرر مساحات واسعة من البساتين والغابات.

 

تسويات في دير الزور على غرار “تسويات”درعا وسط حضور لعناصر سابقة بتنظيم داعش والمسلحين الموالين لإيران من الجنسية السورية
باءت عمليات “التسوية” التي بدأتها قوات النظام بمدينة دير الزور في الـ 14 من نوفمبر/تشرين الأول، بالفشل بشكل شبه كامل، وبحسب نشطاء المرصد السوري، فإن الصالة الرياضية بمدينة دير الزور شهدت حضورًا خجولًا لعشرات الأفراد فقط، قدموا من مناطق نفوذ الإيرانيين والنظام بمحافظة دير الزور، وذلك بحضور وجهاء العشائر الموالية للنظام، وأعضاء الفرق الحزبية بالإضافة إلى إحضار عناصر من قوات “الدفاع الوطني” وموظفين في دوائر النظام وقيامهم بإجراء “تسويات” على عدسات الإعلام الموالي وذلك للترويج بنجاح “التسويات” في يومها الأول، حيث هددت الأجهزة الأمنية الموظفين بالطرد من وظائفهم في حال عدم حضورهم إلى الصالة الرياضية بمنطقة الجورة بمدينة دير الزور وإجراء “تسويات”، وبعد ذلك، انتقلت “التسويات” إلى مدينة الميادين “عاصمة الميليشيات الإيرانية” غربي الفرات، وبحسب مصادر المرصد السوري، فإن غالبية الأشخاص الذين أجروا “تسويات” عناصر وقيادات سابقة بتنظيم “الدولة الإسلامية” وآخرين من المسلحين الموالين لإيران وعناصر “الدفاع الوطني”

الرفض القاطع من أبناء ديرالزور وعدم اعترافهم بـ “التسويات” التي تجري قوات النظام تأتي بعد الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب السوري عامة و أهالي ديرالزور بالخصوص مما جعل” المصالحة” مخيبة للآمال للكثير وفقًا لمصادر أهلية، بالإضافة إلى أن الكثير من مناطق ريف دير الزور غير خاضعة لسلطة النظام، وهي تحت نفوذ قسد، ولا يوجد في مناطق سيطرة النظام بدير الزور إلا المغلوب على أمرهم، أو العشائر الموالية والتي كانت سابقًا تبارك وتمجد لفصائل المعارضة إبان سيطرتها، لتبارك وتبايع تنظيم “الدولة الإسلامية” بعد سيطرته على مساحات واسعة من دير الزور، وليأتي بعدها النظام وتتصدر مشاهد التسويات والمصالحات “الخلبية”

 

ريف دمشق استملاك أملاك المعارضين والنظام يحفر الكنيس اليهودي في حي جوبر الدمشقي
لاتزال الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري تواصل عقوبة المعارضين لها من خلال استملاك عقاراتهم بعد صدور قانون “الحجز الاحتياطي” على أملاكهم، وفي خضم ذلك، أفاد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري، تجري عمليات بحث دقيق عن أملاك أشخاص صدر بحق ممتلكاتهم قرار “الحجز الاحتياطي” في مناطق بسيمة وعين الفيجة بوادي بردى بريف دمشق الغربي، عمليات البحث التي تجريها أجهزة النظام وتحديدًا الفرع 277 المعروف بـ”الأمن العسكري” تكون عبر أعضاء الفرق الحزبية “حزب البعث الحاكم” والمخاتير، حيث دخلت دوريات تابعة للفرع المذكور على مدار الأسبوع الفائت وأجرت عمليات مسح وبحث عن ممتلكات المدنيين المحجوزة والمتواجدين إما خارج مناطق سيطرة النظام السوري في الشمال السوري، أو في دول اللجوء والدول العربية، و جرى تسجيل تلك الممتلكات من منازل ومحال تجارية وأراضٍ زراعية على دفاتر كانت بحوزتهم، مع ذكر كافة التفاصيل عنها إذا ما كانت مدمرة أم صالحة للسكن أو يقطنها أحد من أقرباءهم.

وفي الغوطة الشرقية، علم المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن الأجهزة الأمنية التابعة للنظام استولت على نحو 30 أرضٍ زراعية ومنزل مهجور في بلدات حران العواميد والبحارية والجربا والقيسا والعبادة، في قطاع المرج من الغوطة الشرقية، تعود ملكيتها لأشخاص معارضين للنظام صدر بحق ممتلكاتهم قرار “الحجز الإحتياطي” وهم متواجدين أيضًا في دول اللجوء أو الشمال السوري، حيث جرى تحويل تلك الأراضي والمنازل لمقرات عسكرية.

وبالانتقال إلى جنوب العاصمة دمشق، فقد علم المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن دوريات تابعة للفرع 277 “الأمن العسكري” استولت على 7 منازل و3محال تجارية في بلدة سبينة جنوب العاصمة دمشق، تعود ملكيتها لأشخاص معارضين من أبناء البلدة متواجدين في دول اللجوء، وحولت المنازل إلى مقار عسكرية بالإضافة إلى وضع عناصر حراسة على المحال التجارية.

وفي سياق آخر، عاودت قوات النظام حفر مواقع أثرية في حي جوبر الدمشقي، أهمها “كنيس اليهود” في محاولات للبحث عن لقى وآثار، وسرقة ما لم يتمكن فصيل “فيلق الرحمن” بقيادة المدعو “عبد الناصر شمير” من سرقتها ونقلها إلى الشمال السوري.

وبحسب نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن عمليات الحفر الجديدة تجري من قِبل ورشات مدنية جرى جلبها من قِبل ضباط النظام بالإضافة إلى وجود خبراء محليين في الأماكن التي يجري حفرها بحوزتهم أجهزة كشف حديثة، وسبق أن قام عناصر النظام عقب السيطرة على الغوطة الشرقية وحي جوبر الدمشقي بإجراء عمليات حفر وتنقيب على الآثار في الحي المذكور أعلاه لكن دون جدوى.

لكن هذه المرة تجري عمليات البحث والتنقيب وفق نظام محدد وبشكل غير عشوائي، بوجود خبراء محليين رفقة الورش التي تعمل.

وفي مدينة القطيفة عثر على جثة مرمية على قارعة أحد الطرقات في مدينة القطيفة بريف دمشق، ليتبين أن الجثة تعود لعنصر في “الشرطة العسكرية” بقوات النظام

 

16 حالة اعتقال في دمشق ودير الزور ودرعا والسويداء..
نفذت دورية مشتركة بين فرعي “الأمن السياسي وأمن الدولة” عملية دهم في حي ركن الدين في العاصمة دمشق، اعتقلت خلالها مواطنين كرديين من أبناء عفرين، دون معرفة أسباب ودوافع الاعتقال.

واعتقلت قوات النظام 8 أشخاص ممن ذهبوا لإجراء “تسويات” بمدينة دير الزور.

كما داهمت قوات النظام منزلًا في حي العالية بمدينة جاسم بريف درعا الشمالي، واعتقلت 3 أشخاص من أبناء عائلة واحدة، وأثناء الاعتقال اعتدى العناصر عليهم بالضرب المبرح، ثم اقتادوهم إلى المراكز الأمنية دون معرفة مصيرهم حتى اللحظة.

كذلك اعتقلت قوات النظام 4 أشخاص من محافظة السويداء بتهم غير معروفة.

 

أزمة المواصلات والكهرباء تتصدر المشهد في ظل الأزمات المعيشية والاقتصادية المستمرة
على وقع أزمة المواصلات العامة المتصاعدة في عموم المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، توقفت العمليات التعليمية بشكل شبه نهائي في أرياف حماة وحمص ومناطق بريف دمشق، نتيجة ندرة وسائل النقل العامة، متأثرة بأزمة المحروقات التي تعاينها مناطق سيطرة النظام، وارتفاع أجور النقل عبر والسائل الخاصة، وبحسب مصادر المرصد السوري، فإن المدرسين باتوا غير قادرين على الذهاب إلى مدارسهم وعلى وجه الخصوص الذين يقطنون في مناطق بعيدة عن مدارسهم أو ضمن مراكز المدن، والعكس، وفي تفاصيل ما سبق، فإن قرى العيور ودنين وتلذهب وتمك وحلبان ودنيبة وطيبة التركي والبردونة بريف مدينة سلمية الشمالي، شهدت توقفًا شبه كاملًا للعملية التعليمية، نتيجة رفض أصحاب وسائل النقل العامة “السرافيس” نقل المدرسين، من مدينة سليمة إلى تلك المناطق، بسبب شح وانقطاع مخصصات مادة المازوت المدعوم والمخصص لهم من قِبل حكومة النظام، بالإضافة إلى أن قرى وبلدات بريف حمص ودمشق، تشهد حالة مماثلة من خلال غياب المعلمين عن مدارسهم نتيجة لانعدام وسائل النقل العامة، دون وجود أي تحرك من قِبل حكومة النظام حيال الأزمات المعيشية التي تعصف بمناطق سيطرتها.